سُهادُ اللّيل يَأسرُ وَساوس النّهــار مُقْلَتــي،
حين تَؤُوب في دواخلي شُمُوسُ الحَنين ،
وتَخْـبو جَدوة اليوم والغــد ..
ليْس يُغريني انحــناء الغَسَـق ،
صوب عيوني الُمكْحلَــة بالتّــيــه ..
و لا تَعبُـرُ من على وَجْنتـي أنفاسُ الفجـر العَليل .
كنــتُ هنــاكَ وَ كُنْــــتِ ،
حين كانت الشّمس والقمـَـر ..
وكانتْ عيون اللّيل تَـرقُبُ هَمْسنــا ،
وأنــا أَرقبُ انْشِطارَ الدّفْـء في مُقلتيــكِ ..
أُبحـرُ دونَـمـا قـــارب ،
وأَغــــرَقُ في لُجَّـــةٍ من سِحِــرٍ دفيـــــــــنٍ ..
خالَـطَ نَـهْــــدَ النّـــدى ،وَعَبيرَ الخُــدود .
فكان مِـزاجُــها تِــرياقٌ من سُــهـــاد ،
وانفــلاتٌ من سَطْوَة الأنـــــــيــن .