ثلجٌ على شفة الطريقِ يخُطُّ من أحلامنا الأولى
بداهة الصمت المغلِّف حزننا،
سيرا على وترٍ نقيس العمر أجَّلْنا بعيدا نارنا
ما ردَّنا ِظلٌ إلى أصداء من
غرقوا وكانوا يرسمون الليل مفتاحا لفجرٍ لا يخون
الآن تكتبنا الشواهد كانتظارٍ
لا يليق بما تُسِرُّ به الرياح إلى الشجرْ
شجرٌ تسمَّرَ في مآقي العابرين بأمسنا،
شجرٌ شجر
ردت هوامشها الظنون على دُوَار الأبجدية
بابل الآن الجنون تصاهلت
فيه الطوائف وانطوت رايات من عبروا الحروبَ
إلى منافي الوقت يقتطعون من متن اللغات صليلها
قلنا ستعبر من مشانق شرقنا سعةُ الصعودِ إلى فصاحة قهرنا
شجرٌ شجرْ،
ونحيكُ أصواتا لمن عادوا من الحرب التي ما عاد من ساحاتها أحدٌ
وحطوا مثل قنديلٍ على عشبِ الجراحْ
شجرٌ تدلى من ربيعٍ هالكٍ قد علم الأسماء للموتى الذين تشعبت
أعلى ظلالهمُ الحوافرُ و الخيامْ
رسموا الجهات بما تكاثر من سدى، نقشوا على أمدائها
زخم الخسائر والرؤى الحيرى تدل على تضاريس الوقيعة
أو مراثي الصبح في الشجر السِّفَاحْ
كم صار هذا الوقت مفتونا بمن ضلوا بلادا،
حاشدا برسائل الغدر المعتق في الجرارْ
والغيب ميراث الأزلْ
لا شيء يحدونا
لنُفتَنَ بالطللْ
طللٌ على عتبات تأويل الغبار وما تيسر من أناشيد الرمادي المشاعِ
هي المرايا وحدها درج الضبابِ، هو الضباب السيد الطاغي
على وجه المرايا والأملْ.
من علَّم الإنسان كيف يراقص المطعون طعنتهُ؟
ويَبكيهِ المتاهُ على مآذن فكرنا وعلى ملابس
من سعوا بين القبور مهنئين الموت بالأفق الكفيف
وباندثار الصخر في القش الخفيفْ..
شربوا الندى
عن شوك مصيدة القِرى،
لم يسألوا عما مضى حين انتهوا بين الخنادق
أو على وجه الرصيفْ
كالنقش في بدن الحياد أتت مدائح قاتلينَ بلا يقينٍ من ذنوبِ متوجينَ بقتلهمْ
كان الوشاةُ يؤثثون الليل بالخبز المغمَّس بالدموعِ ويسألون:
هلِ البلاد تضيق بالحقد المغلف بالفتاوى والمِللْ؟