أنامل الفجر تدُق أعتابي
تهمس لي بحدائق
برياح الصبا فواحة
لتكسر الأغلال /تفُكّ أختام المنغلق
وفي مساحات الضوء تمحَق الحلكة
انغمستُ في برزخي النوراني
إلى رعشة الصفاء ظامئة
والمنشَدّ من الوقت
ينحلّ
على كتفي ربيعا
عبرتُ جِسْر الاشتعال
أبحث في أحشائي النازفة
عن عُشْـبَة شفاءٍ لمدينتي
حين ولََجت دهاليزها
ارتطمتُ بجدران
على الرؤوس شامخة
لبنة لبنة
بالعظام تتراصّ وبالجماجم
وأشجار
بأوراق البطش تتدلى
والتقشير
والإسفلت
بصدى الأحزان عائم
والمشتهى المضمَرُ في النفوس
منطفئُ الملامح خلف الغياهب
خلخلتني رقصة الاشتعال
لأستجوبَ الخَفِي من أطيافي
أن ينهض مِن سراديب الخوف
بحيرةً من دفء
بعناق لايشيخ
وأنهاربالضوء دفّاقة
لأكسّر لليل أضْلعَ الغواية
ومنْ أشلائه أصنع فراشات
بالألوان
تومض أثناء العبور
تَسرق من مقلتيه النار
ليتساقط عمّا قريب رفاتا
وأُعدمَ زمنا يستوطن ديري
كالقديس
يجثو على الغائر من أعماقي
يُفجر قلقي
إن أسبلتُ للصحو أهداب الرؤى
أو أسّستُ
جمهورية تُنصتُ لندائي
أو حاولتُ
تدمير خيمة الجوع
يتعقبني
يبعثر محتواي
يمتصني قريرة العين
و في العريق من رحابي
ينثرني فريسة مشتهاة
وإن ....
صدقني وإن ....
لاشيء يُخرسني
لاأحدَ يستطيع سلّ خيط واحد
مِن حنجرتي
فالوعد مُلِحٌّ
ويتضخم لملامسة البهجة
وأنا
مهووسة بالخِصب النوراني
بمحاذاة البطش والجفاء
أمشي
في أحواض سمك القرش
أركض عارية
أغَنّي..لمدينة المنفى /لمدينتي
لخرائط بالأضرحة مستبشرة
صدقني
لن أخون كلمة
نسجتُها من نسوغ الكوني
ولن أَخِرّ لنصْب الإذعان
ولن أخور لعزائمَ منكسرة
برقصة الاشتعال مندفعة
سأحرق أكواخ الصمت
والوشوشاتِ المشرقات بالصدى
وأستأنسف صرختي
لتُبَلّل المنسي من الأوقات
أتحلل في خراطيم أرواح
في ملاءات النعاس ملفوفة
تحوطها الزوايا الكئيبة
ونحو الشمس نُوجه السّفن