كظل كسيح مرهون لجسد ما
كضوء كسير يفتش عن مرآة
كأوراق تين يبست حين غادرها آب
وقفت وحيدا
نظرت وحيدا
صرخت صمت وحيدا
فرحت كرهت وحيدا
سعدت حزنت وحيدا
والمرآة في زاوية الروح
ترتب انتكاساتي واهتماماتي على ذوقها
وعلى انعكاس ضوء هارب من روح اللحظة خلسة
للأشياء خطوط ترسمها السنين
ولي صوت المسافات حزين
على من مروا ولم ينتظروني
على من سابقوا الريح إلى جنوني
على المديح
على الضريح
وعلى اكتمال قمر مريض في عيوني
كظل كسيح
كاهتراء الروح
أطيل النظر فيك ..
لأرى غير ما يحيطني
مقصلة خرساء
سماء سوداء
وأفكار تخيط من لوثة الصمت ثوب الصعود المشتهى
أطيل النظر فيك
لأقتص من فتاة عابرة لم تجد في ما يرضي أنوثتها
فتركتني للإنتظار نتحاور بملل عن كتب التاريخ وعلوم الطبيعة
لأقتص من تفاصيل هدوء يحكم قدماي نحو الطريق
المفرود كشعر صبية في الريح
كلون صريح
أرسم نفسي على انعكاسك
بكل الحلم الليلي المنسي
بكل الخوف من زوايا القدر
بضوء على حجر
وعلى تجاعيد وقت مسجى في حضرة أنثى المكان
خلف الدخان
هروبا صريحا من الزحام
ومن احتمالات انكسار يبحث عن عنوان
أطيل النظر فيك
لأرى ما خبأته ملامح والدي في
لأرى خلف جلدي القمحي
ألوان أخرى
أحلام أخرى
وأفكار تمس رؤاي عما سأكون
أو ما راودني يوما مع ريح الشمال العابرة
مع ثمار شجر الوقت المسجى
بين المكان والانتظار
كرنة سابحة في الفضاء
هاربة من خشب عود طري
كخفقة نجم في السماء
تغازل حلم ندي
أرتب ملامحي أمامك
أحاول تصحيح أخطاء
أو أتمم نقصان
أو أرمي ما ارتكبه الزمن في
على جسد الحظ الواقف أمامي
على حجر نرد يتحاشاني
وعلى ابتهالات أمي الهائمة
أطيل النظر فيك
لأراني
وأرى حظي المشتت أمامي
كحصان هائم في البراري
كوجع ما من جسد سفينة قاسي
كاسم ملوث بالحب والرحيل
أتساقط كليل طويل
على زجاجك العاري
أتساقط كأيلول المقبل على شتاء السكون
ورقة ورقة
فكرة فكرة
وهمسا نحيل
أطيل النظر فيك أطيل
لأجمع أصفادي من أسوار المدينة
من أنين العويل
وأقيم أعراس البنفسج الغافي
في خوف ممكن وفرح مستحيل
في حنين القوافي
للغة دفنها العفن في خشب الكراسي
في عنتريات تبحث عن واحة في غيمة
عن غابة في صحراء
عن سوسنة تنتظر الحبيبة الغائبة
أمامك بكل أحلامي المهشمة
بكل أغاني المكتومة
وباحتمالات السفر
خطوة خطوة
أمامك بكل تفاصيلي الغائبة
أقف كالفارس العائد من هزيمة أخرى
أنفخ في هالات الدخان حولي
لأراك
لأراني
ملفوفا بصعود فكرة
محمولا على جناح نبتة
وعلى شهوة تحوم في المدى
لأحصنة دمي نذرت اللون
لقيامة عطر من جلد زهرة
احتفلت بالانتظار صلاة لغيابي
وحضورك
ترنيمة لصمتي وأغنياتك
أطيل النظر فيك أطيل
تلك بعض حماقاتي
الممددة على لوح العنب
تنتظر تحول الزبيب
تلك بعض أنفاسي
في هذيان الماء حول جسد يغرق
في شمعة وسط الريح تحترق
وفي البدايات كلها
همسة على سطحك الصقيل
ترتب تفاصيلي المهملة
وتعيد للقصيدة ظلها
فيك رياح ملوثة
تعوي أمام النهايات المنتقاة
من حزن وغبار
من خوف وحصار
فيك تجاعيد الدار
وباب يفتح للنهار
أو ما يراوغ الهاوية ليقيم موسما آخر للإنتظار
فيك مواسمي المؤجلة
أعطني حاجتي من الصخب والضوء
وسوسنة تقدم لي مع نبيذ المساء
في ضوء شمعة ناعسة
في صدى كلمات خائفة
فيك يا مرآة
يا امرأة العرق والملح
يا امرأة القمح والجرح
يا سيدة الاحتمالات
أعطني نشيد الليل العتيق
والقمر البريء
والحب الغريق
لأصير جديدا كما أريد
وأصير خلف السحاب
فكرة لمطر
وبعد الضباب
جهة تنتظر
أصير أناي
وتصيرين أنا
أطيل فيك الشرود
ملتحفا ريحا مبهمة
مفرودا كالبرغل الرطب على سطح الدار
ينتزع الجفاف من النهار
ويقتص من رطوبة خانقة
يا سيدة التفاصيل والصخب
ناوليني نبيذي أنا مكتئب
ناوليني صراخي أنا موشوم بالصمت والغضب
ياسيدة الحقول والبذور
لا أجد مواسم في صيفي الآن
لا أجد معالم في وجهي الآن
كيف لك أن تذيبين في سطحك الصقيل
تفاصيلي الكثيرة
كيف لك أن تعبرين بي
إلى أسرة وثيرة
وأنا مازلت المرمي على اسمنت الأرض الكافرة
ما زلت أحلم بالخشب وسرير من القماش مرطب بالياسمين وإمرأة
مازلت أمارس هواية الركض خلف سحابة ممطرة
لأرش جفافي المهترئ ببعض الحب والكولونيا
وأروي بذور سنبلة
ورثتها منذ مر بي تموز آخر الصيف
منذ خالطتني هموم العبيد ورمتني بلعنتها الأخيرة
لمن هذا الوجه المتبل بالتعب ؟
لمن هذا الصوت الخائف من الغضب؟
لمن أنا ؟
وأنت تغازلين جرحي بوهم ظل عابر
وسوسنة تنمو في يد الحبيبة الفكرة
لمن أنا؟
وأنت تحمليني على ظهر نجمة
لترميني من ليلي البعيد إلى ظله
وترتبيني على إيقاع نشيد خفت صوته
أطيل فيك النظر أطيل
لأجد ما هربته الريح مني خلسة
وأدخل منامي الطويل
بحلم صغير لم يلوثه الوقت
بضفيرة فتاة حملها الحمام
إلى غيمة فوق
إلى نجمة تحرس المنام
يا كلي المرشوش عليك
يا بعضي المختصر فيك
يا صديقتي
لا تكذبي علي
لا تراوغي صداي في المكان
أنت بعض مني
وأنا ملامح خلف الدخان
أطيل في النظر أطيل
يا سيدة الحلم الجميل
تذكري صورتي المحفورة عليك الآن
تذكريني إذا مسني الرحيل