الوِشاحُ يُسيِّجُ ـ إذْ يُطْلِقُ الاحتمالاتِ ـ خُصْلاتِها..
قد تكونُ الجدائلُ ما جمّعتْهُ البُحيْراتُ
مِنْ موْجِ شلاّلِها المنعتِــقْ
أو تكونُ الجدائلُ تحت الوِشاحِ
جداول نهْـــرٍ تفرّع في الكتفيْن
وفوق التّرائِبِ، بيْن ضِفافِ الأفقْ..
على حافّة الكبرياءْ
تحْت تحْت العُــنُقْ..
هلْ نتّفِق؟
الوشاحُ المذهّبُ عند حدود الذّؤابةِ
و لوْن الأكاليلِ
توشيحة الوجْنتيْنْ ..
غير أنّ الحديقة عند انحدار الجداولِ
تزدهي بالثّرى، والثّراءْ
بالْتماعِ النّجومِ تـــعومُ..
بـــلُــجِّ خليج الغسقْْ..
تحتفي بالثلْوجِ تُشعْشع
مِنْ فتْحةِ اليــــمِّ
ورْدا
و ليلكةً
و عبقْ ..
الوشاحُ يُطوِّقُ في التوِّ
فيضوضة الماءِ فـــــرّ إلى جمْرِها
عطشا
والوشاحُ يُظلِّلُ جنْي الحقولِ
على صدْرِها
إذْ بِلُطْفٍ يُرتـّــــقُ
شهْق الشعاعِ تـعـرّى على ثغْرِها
كي ـ على مهلٍ ـ تستوي توتتا النّاهديْن
لِقطْفِ اليديْنْ..ِ
فهلْ تستوي في ظِلالِ الوشاحِ
كُـــــرومُ اصطباحِي؟
وهلْ تُـــغْدِقُ الغانياتُ الكريماتُ
مِنْ كــرْمِهِنّ كؤوس الغـبقْ؟
رُبّما نتّفقْ..
في حريرِ ابتسامتِها
يرْتدي الماءُ رقّتهُ الجارحةْ
يتلفّعُ بالرقْرقاتِ
و صفْو ِ البياضِ المُطيّبِ بالياسمينْ.....
يرْفُلُ الثـغْرٌ نــصْرًا على شفــتيْــنْ..
والوشاحُ يُوشْوشُ في أذْنِها ـ آهِ يا أذْنها ـ
منْ كتيمِ الجـوى نُتفًا
وهسيسِ الألقْ..
والوشاحُ المُوشّى بلوْنٍ وحيدْ
ترتديه المِلاحُ ليـزكو في الصّمْـتِ
سِــرُّ الملاحةِ،
تخْضــرُّ تـغْـريدةٌ في لسان التباوحِ
حين يبُلُّ الهوى شغف العاشقيْـنْ..
والوشاحُ الوِشاحُ الوِشاحْ
صدّ عنْ وردةِ الخـــدّ خدْش الرياحِْ
عدّل الضّوْء في وجْهِها
وأقام التّشابُه بالفنِّ
بيْن الأصيلِ وبيْن الصّباحْ..
أوْشك الـــثلْجٌ إذّاك مكتسيًا بالنّـدى،
يحْـــــترِقْ .. .. ..
ثمّة الآن شِعْرٌ بكلِّ طقوسِ الغوايةِ
يصْعدُ أرجوحة الرّوحِ خيطا فخيْطا
ثمّة شِعْرٌ ترجّلُ في عتباتِ المجازِ..
و معْنى يُفكِّكُ عند المداخِل
أزرار فتنتِه الهائلةْ
ثُــمّ ينْـضو يواقيت لألائِهِ القُـزحيِّ
ماسةً ماسةً..
ثمّة الآن سِــرٌّ مِن السّحْـرِ
مُـنْـتثِرٌ هاهنا
ثــــمّ سِرْبٌ مِن الغــيْــمِ
يعْــزِفُ مقطوعة البــرْقِ ومْضًا
بلْ غيْمةٌ تــتبرّجُ من قـطْرِها
وهي تخْتالُ
في ردهاتِ الأفــقْ..
و لنا الآن أنْ نـــتّفِــقْ..
أفلا نسْتطيعُ اختراق السياجْ؟