يا صديقي ليس الأمر سيان
أن نستسلم أو نحارب الطغيان
ليس بإمكاننا إخماد البركان
أو إلهاء التاريخ بقصص الأمان.
لم نعد قادرين على النسيان
و طي لفافات الحشيش و الدخان.
نمر مر الأطياف في الأكفان
نتلذذ بعطر الورد و الريحان
و نباغت الفجر بعذب الألحان
يا صديقي نساؤنا عاقرات
و عندي البرهان
يغادر تحت جناح الليل و لا آذان
لا منادي يندر بخروجه ملتحفا الظلام
في صمت الدجى و الوديان.
كل الفصول نزعت خضرتها
و هجرتها الألوان
العذارى يعربدن عاريات بلا خجل
حلتهن الضياع و الهوان
يا صديقي هذا نداء العدوان
يتربص بالنساء و الولدان
ولا يد تحمل السيف و لا لسان
و لا كتب تلقن فلسفة العصيان.
يا صديقي حذفت اللاءات من قواميسنا
و كذا مفردات العنفوان
لا صوت الرشاش يطربنا، يحركنا
ولا استنجاد العذارى و الصبيان
أصواتهم لا تصلنا
تحجبها خيانتنا
و تضيع في صمت الإدمان
تعودنا على الخزي و صار عقيدتنا
لا الله راض عنا
ولا يسوع يرضيه الهوان
يوسف تجرد من قميصه من أجلنا
و سليمان هجره خاتمه و عصاه الجان
كل الأنبياء تبرؤوا منا
تلاشت رجولتنا
و احترقت صكوك الغفران.
فلسطين فقدت عذريتها
و نحن ندعو إلى المهرجان
نشيع أحلامنا ، نكفن تاريخنا
و التصفيق أضحى موضة الغربان.