أتقحّمُ أسراري كلَّ مساءٍ مبلولا بالوحشةِ ،
وبي وجْدٌ يتوردُ من نضجِ الغبطة بالعوْد
أتقحّمُ كلَّ الأسرارِ العطْشى إلى الإفصاح، أداعبُها إذا تخثّرت الحُلُكات
تزدحم الحلكةُ ،يبينُ تشابكها والأسرارَ العطْشى العظمى السّكْرى.
أولِجُ ظفريْن شغوفا بالفضِّ إلى منطقة العزلةِ فيَّ.وأفكُّ العُقَدَ واحدً ة ثم تتالى.
[للنفـاثات شرورٌ وبراعاتُ تصاميم السحر.للنفاثين كما للأسرار حبْكٌ فد يُروعُ وعْيي إدْ يُمْطرُني بالدهشة والضحك المعتوه]
أدخلُ كلَ الأوقات إليَ مُحترفا جوْسسة َ الروح. مادا عسى أبصرُ في الظلمات؟
ثمة كوْنٌ سريٌّ لا يعرفُه في العتمات غيرُ حبيباتي وحميماتي وبعضِ الموتى.
في المملكة الأولى منّي، يُفضي قبو إلى مملكةِ العُقْمِ من العُمْقِ
تزداد الوحشةُ إذْ أفتحُ أقبة ً أخرى، وتَفْجؤني عنقاءُ تسحبُ ديجورا أعمى.
أوقدُ عودَ ثقابِ الشّعْرِ لأفتحَ قدّامي مجرًى ضوْئيّا قدْ يُفْني الوحشة َ والبحثَ المسعورْ.
أتدجّجُ بالخوْفِ ـ ليس لديَّ سواه ـ يصْدمني العُرْيُ حين أتلمّسُ أكوامَ الأسرار تتدلّى، ورسومَ الأحباب من سقفٍ متهرئ الإبداع.
مرتجِفا أقطفُ سِرَّا من عرجون نخيلٍ برِّيٍّ( لا تنزعجوا ففي أعماقي برورٌ ومتاهاتٌ أشدُّ نزيفا مِمّا اعتدتمْ(،كيْفَ ألمِّعُ هذا السرَّ وأكشطُ اسْفـلْتاتٍ يابسة ً عنه؟ بأيِّ الآلاتِ تُسْتنْبَطُ لؤلؤة ُ البوْحِ؟
من السرِّ الأسودِ ـ وأنا أدنوـ يتعالى شحيجٌ، وعلى حاشيتيْه يزراقُّ اليأسُ النَّزِقُ. وحين أعرّيه لنزْعِ فتيلِ اللغْمِ المدسوسِ على شفتيْه، ينفجرُ الحقُّ فِراخا هارعة ً للطيَران.
فرْخٌ أوّلُ يُعلنُ في زقزقةٍ تُشْبِه آهَ اليُتْمِ ساعة َ إظْلام:
“أبحثُ عنْ وكْرٍ خارجَ قضبانِ السِّرِّ”
فرْخٌ ثان ٍمنتتَفُ الرّيشِ يُتعتِعُه الخذلان:
“مَنْ يُقْرِضني لأطيرَ، رُويْشاتٍ تتماسكُ عند الإقلاع؟ ”
فرْخٌ آخرُ يبكي:
“أريدُ الوهْم حثيثا، إنّي ألغبُ مِنّي”
فرخٌ مليون:…… وتكتملُ جوقة ُ أسرابِ الحزْنِ الداكن:
“طوبى لأسرار لا تولدُ أو سُحقا للسرِّ المُتْلِفِ كاظمَه الأخرسَ”
أسمعُ أطيارَ الدّاخِلِ.تخمشُ وجداني مناقيرُ الإفصاح. وتبقي آثار الوشْمِ على الرّوحِ أ ظيْفارُ الخفقان.
أفهمُ لغة َ الطير وإشارات حقائِقِها رغم ادْلِهْمامِ الغَسَقِ الأصفرِ في مملكتي( لقد أسْلفْتُ القوْلَ بأنّي على فَكِّ الزرِّ وكشْفِ السِّرِّ ونزْعِ اللغْمِ تطاولْتُ). فلا تنزعجوا ثانية ًمِنْ رؤيايَ، ولا يُفْزِعُكمْ حدْسي الأخْرَقُ وطاقاتُ الإبْصار..
أعرِفُ مِن أيِّ سُلالاتٍ تَنْسُـــلُ تلك الأسرارُ الحمقاءُ وإلى أيِّ سُلالاتٍ تَنْسَــــلّ ُ حضاراتُ الرّوح المهدور
أعرفُ أنّ النّورَ يُقْعي وجِفا في الملكوتِ السُفْليِّ مِن الوِحشةِ واللاّجدْوى.
أعرفُ أيضا أنّي أسْتَفّ ُالوحشة َ تِبْنا فيما تَشْربُـني مِنْ نشوتِها خمْرا.
لكنّي سأوقِدُ عودَ ثقابٍ آخرَ.
تُفْضي الشُعلة ُ للسِّرِّ القاني :
أحمرُ هذا السِّرّ ُ (جعلْنا نلتمِسُ الألوانَ الآنَ وندْنو مِن عُلَبِ التشويقِ أخيرا)
أحمرُ هذا الصندوقُ العائمُ في الحُمرةِ، أتقدّمُ مِن ولَعي باللّوْنِ إلى اللوْن.من حوْلي ضبابٌ يصْعقُه الغيمُ الأسحمُ.تتفادى يدايَ لحينٍ أدغالاً كالقنفذ شائكة ً، وعلى الظلْمةِ تنغلقُ كالنبْتِ اللاّحمِ أسْطوريِّ السّطْوِ(سأعودُ إليها ومعي آلاتُ الفتْحِ النّادرةُ)
أدرِكُ بعدَ اللأْيِ العاشر أقفال العُلَبِ الحمراءِ كَمَنْ أدرَكَ بعدَ العُسْرِ اليُسْــرَ،وكمَنْ يقْطعُ في شقوتِه صراطَ الدنيا نحو الفوزِ المذعورِ.
أتلو آياتٍ وأنا أستجْدي اللّهَ لِفضِّ الإيصادِ وفكِّ حصاراتِ الباطنِ(لا تُجْدي تلاواتٌ وقرابينُ، إنْ لم يُفْتَحْ هذا الموصدُ مِنْ دهْرٍ أعتِرْ كلَّ الفلذاتِ لديَّ)
أستجلِبُ بعضَ الشعراءِ، أقتنصُ الحكمة َ من أفواهٍ عَوِجتْ من حكمتِها، أستدعي أبياتا إنْ فيهَ بِها حاضتْ عواتِقُ في الخُدور
(إنْ لم يُفْتَحْ هذا الموصَدُ دوْما أخرُجْ مِنّي مرْتابا فَزِعا وألذْ بالغرباء.)
بعدَ تـَدهْـدي الصّخرةِ ألْفا وتزلُّعِ أكتافي وشِغافي، أقرأ إصحاحيْن مِنْ سِفْرِ التحريفِ فإذا الأقفالُ دمٌ يتقافزُ ويُوَشّي الأطيارَ الهارعةَ للطيران.
أمكنني ،رغم مزيجِ الظلمةِ واللون، ـ لقد صارَ أليفا جِدّا ـ أنْ أفتَحَ صُندوقَ المملكةِ السوداءِ الأحمرَ، أفتّش بعض زواياه:
رأسُ الوَحْشِ الضّخمة ُ قابعةٌ في الأسِّ بـــــــفـمٍ مفغورٍ أدردَ ولِسانٍ ممْدودٍ في هيئة مِدْفع،،
أساهيه ،،عسى أستــلُّ مِنْ بعْضِ الأمتعةِ المُلقاة بداخلِه كَفَنا، خارطة ً وفراشاتٍ.
يَقضِمُ لإبهامي والسبّابة َ فَمُهُ الأدردُ…
أخرجُ فُجئيّا مِن خارطةِ الرّوح، وقافيةٍ وحنينٍ.
خلْفَ الأسوار أنط كقطٍّ باغَــتَـه الذّعْرُ.
خلْفَ الأسوارِ،رأيْتُ بيْن الكفِّ المقضومةِ إصبِعُها، خِرْقة َ أكفانٍ عليْها بصْمَةُ فمِه الأدرد..
سيف الدين العلوي