بحار – شعر: قدس بن عبد الله

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

يتشبث بمركبه
تلطمه الأمواج يمنة ويسرة
تجرفه إلى الأعماق
تحطم آماله
خشب يطفو على السطح
وجسم يهوي إلى أسفل
تقيد الطحالب أطرافه
يصارع حوتا
يبلعه البحر ويلفظه
على حدود شواطئ مهجورة

قرية لم تعد آمنة

يد غريبة ملطخة بالدم
تسللت في الليل خفية
تركت موتى و جرحى
قهرت ثكالى و يتامى
جوعى في كل مكان
يقتاتون على الأوهام

طفل يختبئ في بقايا منزل
خوف معشش في عينيه
جسم معتل يرتجف من البرد
لا قلم يمسكه
لا علم يحصله
لا حلم يتبعه

وقع خطى همجية
آتية من كل صوب
أشباح سوداء تنتشر في المكان
تمحو آثار الإنسان
قلب صغير يرتعد
أم تصلي
وأب ينتمي إلى زمن الفرسان
يحمي البيت من الطغيان

والبحار يصنع حلما جديدا
يدعوه نورس
إلى أفق بعيد
جناحان يخفقان
فوق زبد بحر لانهائي
وريح تحاول ثنيه عن التقدم

طير يدله إلى وطن صغير
يرمم روحه
يطيب جرحه
لتعود إليه الحياة من جديد
يبني قاربا
يحمله إلى حدود شمس
ألقت عليه دفئها
أعطته وهجها
لينال حرية فقدها منذ أزمان
حرية لا تعترف بقضبان