انشغلت فصول هذا الكتاب بدراسة نقدية لكتابة أحمد اليبوري وهي تتناول أحد عشر نصا أدبيا مغربيا، شكلت نماذج لبدايات تكون وتطور الجنس الروائي بالمغرب إلى أن وصل إلى مرحلة النضج، بداية من نص «الزاوية» - للتهامي الوزاني، الذي اعتبر أول عمل شبه روائي بالمغرب، متدرجا في مقاربة نصوص أخرى - طرح بعضها إشكالية التحديد الأجناسي، وانتهاء بنص «المباءة» لمحمد عز الدين التازي الذي يمثل مرحلة اكتمال نضج الجنس الروائي بالمغرب. لذلك يمكن القول إن هذه الدراسة تؤسس لمرحلة جديدة من التفكير النقدي بالمغرب تجمع ما بين التنظير والممارسة وتنهل من معين الثقافة النقدية الحديثة، تختار منها ما يلائم النصوص المدروسة، استنادا على مبدا الملاءمة، باعتبار النص هو من يستدعي آليات مقاربته وليس العكس، والتركيز على العناصر الفنية والموضوعية المهيمنة في كل نص والتوليف بين مكوناتها، اعتمادا على عنصر الدينامية.