وفي تقديم الكتاب "مزق الليل عباءته، واستباح الزمن جراحاته، وكلما انتعل المساء حكاياته، أطلتْ من أرض الكتابة ناقة البوح تطوي المسافات، وتقتات من الحبر صباحاتها، ها أنا أرقص على النغمات الغجرية، وأتسلل نحو عوالم تجلد ظهر الصمت "وحيك"؛ قالت ذيول السراب المعلقة فوق ظهر رحلاتي المقذوفة في جحيم الأبجدية، تَأَبَّطْتُ منفاي، وفجأة تعثرت قدم قلمي أمام بوابة منقوشة في ذاكرة الاندهاش، مسحتُ غبار الذهول عن لوحتها الذهبية، ثم تهجيت وشمها، وَلَجْتُ مساحاتها، فإذا بِشَغَبٍ آسر يُلقى فوق كتفي رعشتي، وجدت القصائد مبعثرة في باحتها، ومواضيع مشنوقة في كف اختلافها، فبدأت قراءتها على إيقاع مصباح شاحب.
كانت الكتابة عبارة عن مسودات تعرج في خط الغرابة، وكان علي أن أنقل ما فيها كل ليلة من علب الظلام، وكأني شهرزاد تحكي لياليها لشهرياٍر اسمه الوطن".
ويذكر أن نجاة الزباير شاعرة وناقدة وصحفية من المغرب، عضو في مكتب اتحاد كتاب المغرب، رئيسة تحرير كتاب أفروديت الدوري، و تُرجمت أشعارها إلى العديد من اللغات الحية منها الفرنسية، الإسبانية، الإنجليزية، كما شاركت الزباير في أنطولوجيا الشعر النسائي المغربي، لأنطونيو رييس رويس (ترجمة عبد اللطيف الزنان)، والأنطولوجيا الخاصة بمجلة القنطرة الأميركية والتي تضمّ نماذج من الشعر المغربي المعاصر.
وأصدرت نجاة الزباير مجموعة من الدواوين الشعرية منها: "خلاخيل الغجرية"، "ناي الغريبة"، "أقبض قدم الريح"، "قصائد في ألياف الماء"، "لجسده رائحة الموتى" وديوان "فاتن الليل"، إضافة إلى عدد من الإصدارات والدراسات الأدبية والنقدية منها "بوابة منفتحة الأشداق" وكتاب "فاكهة الولائم فوق مائدة العوالم"، وهو دراسة في ديوان "ولائم المعارج" للشاعر أحمد بلحاج آية وارهام، وكتاب "فواكه الصرخة" ويتناول بالنقد أعمال الفنان التشكيلي محمد البندوري، إضافة إلى كتاب "رسائل ضوء وماء".