عنْ أحزانِنا ، دمْعةً فدمْعَة
عنْ أحْلامِنا عنْ أوْهامِنا
كوَابِيسَ منْ حنِينٍ
نُجفِّفُ كَلامَنا منَ الهذَيَان
نَسْتبْدِلُ فجْأةً جِلدَنا بِمفَاتِيحِ الزّائِرِين
ونَسْتقْطِعُ شيْئًا منْ شُجيْراتِنا سقْفًا لِليْلِنا الأَليل
نُطِيلُ السّهَرَ إلىَ ما بعْدَ الفجْر ، قِصَصًا لزُوّارِنا الفاتِحِين
نتَمَلّى في المَلاحِمِ المُزرْكَشَةِ بِالبُطُولاَت
نَسْتلُّ سَيْفنَا الخَشَبِيِّ منْ غِمْدِ الذِّكْريَات
نَنْفُثُهُ عَبَثًا فِي عُقَدِ النُّعاسِ
ونَستَمْطِرُ الرِّضَا بَسْمةً منْ مَلامِحِ زُوّارِنا
وفَارِسًا في الرَّمَقِ الأخِير
ونَسْتأْجِرُ بعْضَ الوَقتِ حَيِّزًا مُمِلاً
ونُنْهِي أضْغاثَ أحْلامِنا وَاقِفِين
***
عنْ قصَائِدِنا ، سطْرًا فشَطْرا
عنْ أسْلافِنَا المُمَجّدِين
نَلِفُّ نلفُّ ، نَمُدُّ الخُطَى عدَدًا ومَددًا
نبْحثُ فِي ثنَايَا المَكانِ والزَّمانِ عنْ أوَّلِنا
عنْ شارِعٍ جَاهِزٍ لأوَّلِ إِغْفاءَةٍ
وعصْرًا لِلذُّبُول
نُدَنْدِنُ كَلامًا عنْ جُيُوشِنا عنْ أبْطالِنا عنْ قِلاعِنا
ونُجهِّزُ مقْبرَةً للعَائدِين منَ الهَزِيمَة
نزْرَعُ علىَ جنبَاتِ النّخْلِ حَنْظلَةً ،
لِأهْلِنا ، وعُشْبًا يابِسًا
كُلّمَا تمَدّدَ تارِيخُنا طُولاً وعرْضًا ،
تَردَّدتِ الحَكايَا سهْوا لأبْعدِ المَدَى
فلَمْ نعُدْ قادِرِينَ علىَ اللِّحَاق
***
عنْ تارِيخِنا ، بِطاقةً للسّائِحِين
وتَرًا فُولْكلُورِيًا وشَايًا مُنَعْنَعًا
نَسْتَلْهِمُ منَ الفَاتِحِينَ مُوَشَّحَهُمْ حَرفًا ونَغَمًا
وقِفْلاً لِآخِرِ مَوّالٍ فِي القَصِيدَة
وهيَّأنَا لِأسْماءِنا كُلّ الأشْكالِ والأَلوَان
مَسْخًا وفَسْخًا
منَ الزّائِرِينَ والسّائِحِينَ الفَاتِحِين
وهيَّأنَا جِرَارَنَا لِنَغْمِسَ فِيهَا تَارِيخَنَا المُعَتَّق
وشَرِبنَا كأْسَ نَخْبِنَا رَاكِعِين