نجلاء البراري
تختال للبكاء...
وراء ظهرالسراب
على رقصها تجثو الخوالي
وللنصح الفريد تستهين الاصوات
تمددت أفاعي الغياب في ثغر الصحراء
وراحت بغدرها تقبل قبح العاصفة
وترمي قبالة العصيان بالنفث على الحجر
تلثمت بومض الرمال
وتلحفت بسراب القبل
وتاهت في رشق الرذى بوخز الرموش
هوس الغياب في جانب المشكاة
والحلم يتكون بالوحل ورائحة الزعفران
ولعلعة القيود تلحس صدأ الاقدام
لقطع أظافر الرهبان
فلا نبش اليوم لتراثيل الغضب
وشمطاء العقود تخيط رذاءا للصلح
وقارعة طرقنا تغتسل بعرق الحياد
كلما صارت للنبل علامة....
كلما ضاعت من سلتي ملامة....
وكلما مالت وسادتي على لحن غمامة...
هي مجاديف الرمال نخرها اليتم
لا تبق الحصى على مهل
ولا تثني أعناق الفخاخ من خطرٍ
لا شأن لي حين يبيت الظلام مروعا
وأشجار الزيتون باكية
وأعلامنا تمني النفس بالندم
فأجراس العويل قسّمت طوابير
العشق ألى كدمات
وأهدت دخان العقم لعرائس الشرفات
وأخذ الريح ضفائر المرايا من وهج العيون
هوت ورقة التوت على ألرصيف
وسقطت عيون نجلاء في قعر الكأس
واصطاد حبل المشنقة عريس حلمها
هي نجلاء أم المشاهير
تقف عارية إلا من ظلها...
صافية إلا من وشمها...
حزينة حتى سال كحلها...
اصفر لونها بالرعاد
عازمة على البوح الشقي
وما تدلى من شعرها أشبه بطعم الثلج
على هشاشة ليل جريح داهمها البلاء
وأجرم حضها فانوس باكي.