بسفرنا على ظهر العراء صنعنا للغوغاء
تحايلا يشبه لمح البرق
وهيئنا الدروع من وبر البعاد لمشاتل الرمال
ونصبنا الحلم بصفاء الالوان في مغارات الحروف
وسقنا الطّاوي من القوم الى مخفر الارتزاق
فحين زارنا اليتم ماشيا على عمدٍ نخرته الهاوية
صفقنا للزوال منبطحا على هوانا
وقلنا لساقي المرارة
جرعة أخيرة تهدينا إلى مصب الليل
فإما طعنة غدر تردي الالم
وإما ربطة حبل تطرح بؤبؤ العين بين الارجل
ما أروح السفر وحيدا
ما أحلى لحظة الموت والطير يقرأ كتابك
وما أعذب سكراتها وأنت ترتجل العفو من السماء
ابعدوا عني عرق الغاوية
فعطر القبور سيقودني الى مستقر الامان
وانسوني وجوهكم المتربة
حتى اغتسل برحيق الياسمين ويداي للشمس
واتلوا آيات العشق كما غنتها طيور الجنة
فحتما بسمتي أبدية لا تفارقني
ورائحة حروفي زعفرانية شكّلها انيني بينكم
وعيني جارية بزلال الابد تسقيني
فلا شكر محمود لمن أسدل حاجبي,,,,
اتركوا دوام فرحتي بين أحبتي
حتى تكف السماء بكائي
فمن راقه حمقي يرميني وردا
ومن أبكاه مقامي فليقرأ سلامي للغاوي
ومن كره شعري وأصرّ على هجائي
فليحرق ديوان سخطي قبل الفجر
انا اليوم أخيط من خيالي ثوبا زيّنته نظرتكم
فلا تحسبوا موتي هروبا من دلال الاغنيات
فألحاني تقف على حافة الجبل
كما انا في العراء
فكلما هوت قطرة من دمي علنا
تصاعد صدّى هواكم
فتقابلني بالصفير هفوات زبانية القدر المفترض
فأمضي على جمرات مدفونة في رماد حقدهم
فتكتوي من ورائي زهيرات أطلت من شرفة القلب
عارية كالجبل
عارية كما انا عاري
فراحت شكواي ونسيم البحر
تقتات أعشاب الضجر
فصبّرت قلبي على نار الشوق لأسكن موتي
ليس على بالي يوم حيِّيت
ان الريح يمسك عرائي باليمنى
ومسلكي محفوف بشظايا الحريق كلما خاصمت اليسار
العراء شبهة في اليمين
العراء شبهة في اليسار
فكيف العراء في الوسط ؟
طفت العراء من أقصى اليمين الى أقصى اليسار
فرمتني شطارتي بعيدا أتحايل وجودا بمقاسي
لأرتب أشلائي
فطابور الانتظار طويل
وأمثالي يداوون الحرقة بالارتعاش
فقولوا لساقي المرارة
جرعة أخيرة تهدينا إلى مصب الليل
لنخفي عراءنا بومض النجوم.