وماذا لو تعفن لسان الريح بمكر الليل
قبيل اندحار العاصفة... بين الجماجم العارية.....
خلف انبهار السكون القاتل ...
وشرفتي مترعة على الوهم
لجرّ من بعده ويلات شؤم تعرف الازل
ونفث أوراق الخريف بالاصفرار ...
للريح لكْنة الصمت حين يمر مهرولا
وللصمت شبهة بالجمود حين يتراقص الفضاء
ونور القنديل باهت أمام ومض الغروب...
ولا سراب حلم يغتسل بعسل الخلود..
ولو ضاع من المقابر وهج الحياة
وراق للوادي رشف دموعي ...
ولغدر السراب نزع الابتسامة...
لمرت الفراشات تعد تمايلها هدية للقمر
ولطلّت الحمراء وردتي وخجلها جنون ...
لتعلن للعصافير ليلة دخلتها بمجنون
ولو تدلّت السماء عينا كاحلة
وبكى القمر حرقة الفراق...
وسال عبق الورود محتشما بين ألفة وهروب
بين رجفة طائر وحلم الزهيرات
فوحدي أحْمي العلامة
بل وحدي أسقط الندامة ...
فلا ميلادا للحزن بعد ميلادي
ولا حزن يعيرني صبري وسط قبري
كي أخرج الأصوات من بحّة الناي
كي أهدهد أغصاني قبل أن تسكنها زوابع الخطيئة
الليل هجر أطول من قدسية الحمق
والبحر مساحة ضوء ترتعش لها الشهور
كلما تضاريس الوحشة غمرتها الندوب
وكلما هياكل المعابد أطاحت بلمّتها زلل الشرود
الليل والبحر توأمان في الغدر وبينهما سكرات موتي
مرآة خائنة وعيونها راقصة للرمل
قصف مريع تدور رحاه على اليابس حتى لا يخضر
وعلى الاخضر قبل أن يصير ظلا...
أكذوبة تعشقها الطحالب لنشر الفضيحة...
الليل للبحر أرجوحة يستلهمها الشعراء لبناء القصيدة...
أعجوبة الكون بالهمس واللمس...
رقصة على نسقية المطرقة والسندان
وماذا لو هدأت العاصفة لحظة في جيب فارغ
وعلقت أمل الصحو على عجوز تثقن فن الحكي
وتلابيب أسمالها تلحس خانات البعد بنهمية الغربان
لا عثرة لي اليوم بين ألفتي للضجر
وبين طرقات النمل فوق صخور تتفتت حول الغدير
للريح ابتسامة تغار من تغرها الاعشاب
كلما الظلال تلونت بالفراغ
وكلما سقط آخر الالوان من شفق الاصيل...
خذيني على مهل أيتها العواصف
فشهوتي مفتوحة على معاكسة التيار
وليلة ميلادي تزامن موت الاضواء
فإما ركن من أركان النار ..
وإما رقصة ماجنة مع ثعبان غادر .