لما جرأتني عيناي
وانبريت لنهب سر سدفها الهلامي؛
خذلتني نظارتي،
فلبثت أتعلم أبجديات البين
بشكل جديد.
خبرتني نوارس الشاطئ القفر
إلا من سماء مطروزة
بغيم هارب،
تشظى،
وهجير اعتل
برذاذ من بلور مملح،
و إرهاصات رنح سكارى
من هيام،
تقاذفني
ذات اليمن، وذات الشمال.
خبرتني نوارسي التي
تركتها خلفي
عن الشاطئ القفر؛
إلا من عشاق زرقة سماوية،
التذوا بهيام بين أحراش برية،
فتسللوا بين جدائل ندية،
لعذارى
ولحسان بهية.
حدقت في الموجة الأولى،
وأنا في خضم تيه السكارى.
حدقت في الموجة الثانية،
دروبي هيروغليفيات
موصدة.
حدقت في أمواج زبدية
أجهل ترتيبها،
وحين تقاذفني رنح القوارب الراسية،
تلظيت،
و أنا على منحنى قلبي،
بلسعة سلطعون
تركتني أتلاشى
و أنمحي،
مثل سراب صيف،
مثل حكايات طفل
لما اندس بين المحارات،
وبين الصخور،
من دون وداع (...)
من غير وداع (...).