راحلة إلى منطقة الصمت
أنتشل خريفي الكئيب
وعلى حافة البوح أبذر زهراتي
لتتقاطع في أبعد مسافة
حلولا من الدهشة
أتحصن بقلعتي
المشيدةِ من خلاياي
أحتسي وحدي كدماتي وخدوشي
من جزيرة الوساوس
أنتقي
حقولا تنطوي على اللؤلؤ
تَشع بالنابض من قروحي
ووميض الاستعارات الملتهبة
راحلة قصرا
قبل أن يخترقني نهر المنافي
في الزوايا العطشى
المدنسة برماد الماردين
المكتوية بحناء البَارود
إلى انحناءات المطر مشرئبة
وفي جرابي نبضي وتعبي
وصناديقُ جروحي المقفلة
وأناي المغتصبُ دفؤه
وذاتي المنكفئة
العارية ٌ من سماوات الطيش
ووجهي غيرُ الملثم
راحلة
وزادي ارتعاشات
وحبات من حدوسي
وأثاثي
رقعة من الشوق إلى الأنيق
لا ألوي
على أصحاب الرؤوس الغليظة
المتسترة
بعمامة الترهل والتآكل
المنذورة للهيمنات والاختلاس
ولا أصحاب الجذوع المكتنزة
مَن لملموا
نقانقها من جوع الآخرين
سأتحاشى في طريقي
المرورَ بجوار الأبالسة
ذوي المناقير الكبيرة المتخمة
التي
لاتكف عن ابتلاع الأراضي الخصبة
سأمرّ بين الثريا والمجرات
أحاذي رقرقة العصافير
ونشيد الفراشات
لأنشد لها
بلغة الخزامى والزعفران
ومن الألحان
أنحت طقوسا
للتعساء
تفوح برائحة الآتي
راحلة
أهجر مدن نُسْك
بورق الانتكاس تشِم الكفوف
بمهمازي
أخدش وجه المجهول
وعلى صفيحة المأمول
أبني أعشاشا
تغمرها طيور من فصيلة أخرى
نقَشّر معا عظام الزمن
إلى أن نبلغ النسغ المشتهى