هي ليلة مشمسة
لا تعلم في أي الفضاءات كانت
كنتَ فيها مرآة من الرمل، تحلق خارج الوقت
وروحًا خاوية تتهشم على الصخرة، أمامك.
كنتَ ترغب أن تكون ذلك المفتوح الذي يحضن الصُّوَر
أو ذلك المغلق الذي يسكب ألوانه في الوادي
أو ذلك المطلق الذي يدفن لبّه تحت سطح الصخب.
يداك الخفيّتان تقطعان إلى نصفين خطك المعوج
قدماك الدَّخِنتان تركلان عجلة استفاقتك النائمة
صوتك يصرخ من بعيد: أنا معك
أمطار وجهك تتمتم: نحن نحبك
شعلة هائلة تغني: أنا مُطفأة
بياض عينيك يردد: أنا الألْق، أنا الألق.
وهذا الجمال النائي عن ذاته،
أكان أوّل من حجب عنك الرؤية، حين فُتح الباب
على مصراعيه؟
(باب الانعتاق من العتمة والضياء)
حُبورك هو حزنك
وحزنك عنقود عنب أزرق
وفراغك جرّة هواء
ووميضك قطرات دون ماء.
ها هي الضفة الأخرى تترنح خارج المكان
قل لها ما الذي واريته عن ذكرياتك الباسمة؟
لعلّها كلمات مشدودة إلى صفحات ممزقة
أو ذاكرة بيضاء حجبها رأسك
أو نارك التي تجمدت منذ أكثر من قرن.
تعال. هات صدى صوتك وانزع عنك هاته الغرائز البالية،
والبس هذه الرغبة المخضّلة بالضباب.
خذ هذا الحلم الأبله واغمسه في قلبك،
وهاك ظل ثانٍ، اجثم عليه واجعل عددك متناهٍ،
وهذه دوامة عرجاء، امتطيها وارحل.
في الأعلى
سحابة تركض لاهثة خلف ولادتها
سكون يكشط الشمس، متثاقلا.