أهرب من أشعة الشمس
حتى لا أحضن بياض الثلج النافر من شفتيك
كمهرة جامحة تقضمين تفاصيلي
قبلة قبلة تنهشينني
من آمن بأنثى
عرف الطريق إلى الله
أهرب من شظايا المرايا
أهرب من اميرات العاج و ممالك الاوهام
أهرب من تيجان الزبرجد المنقح بطرزات الأفاعي
أهرب من قصائد الوسائد المخملية
أتذوقها خمرا بلون الجنازات
أهرب من احضان تسكنها الف دسيسة
أهرب من انصاف الاشياء
أهرب من انصاف النهار و انصاف الثوار و انصاف الاقمار
أهرب من انصاف الرجال و انصاف النساء و انصاف الآلهة
أهرب من ملوك تسبح الله ثلاثا و هي تنحر رقاب الصبايا
أهرب من عابد يسبح الحاكم و يشرب انخاب المريدين
أهرب من نصف حياة و نصف موت
أهرب اليك يا انت
أهرب من هرولة الحروف
أكتب هذياني
أكتب كلمات لم تجد لها فرسانا في كل اللغات
أكتب هشيما يسري في الشريان كان اسمه قلبي
أكتب سفرا بقي حبرا على سرير مهجور
أكتب حلما نهض مذعورا على ازيز بكرة مهتوكة
أكتب حبا يجر حركات الشكل المرفوعة حد السكون
أكتب حبا بلون السكون المسحول على اروقة الضياع
أكتب اعصار الوقت يقتل كبد الفجر
أكتب يومي المثخن بجراحات الصد المكلل بعناقيد التشفي
أكتب فيك وحدك اعماري التي لم اعشها فيك يا انت
أكتب بناتي الثلاث يزغردن في رحم عينيك
أكتب حملك تسعا و الفطام على بعد موت
أكتب أحصنتك الملثمة بضياء الرسالات
أكتب هدير الرعد في ركبان خيلك يهدم قلاع عنفواني
أكتب فيك فنائي
أهرب من ضوضاء الصمت
حتى لا احضن ضحكات الصباح
الموشحة بالوان الهزيمة
حتى لا اقبل ثغر التيه
المبلل بفحيح الصحراء
البياض مملكة المعنى
الاقدام الحافية
و رمل السراب
و هذا الطريق بلا نهاية
ادفن احلامك و انتعل وجهي
حدق في وجه جبال الجحود العاتية
لا تسلم قلبك للريح
هو الرحيل يطلب الرحيل
و الموعد قلبي
أهرب من اشعة القمر
حتى لا احضن الحان الملائكة
صهيل انفاسك
أم عطر الارض انت يا بنت الشمس
من حيث لا يدري العشاق
تأتين كما عواصف الليل
كما الافكار المجنونة المضمخة بعربدة الجسد
كما البراكين تخترق هدوء البحر
في قلب الماء تولد النار
و انت في صقيع هذا القلب تولدين
كما الله حين آذن بالخلق
كوني فكنت
و أشرق صدري بنور الآلهة