قالت
من أين ينسدل ذاك العتم
على نوافذ قلبي
ومن أي شوق
يتسلل هذا الحنين
كعصافير الأنهار
فوق أغصان الماء
قلتُ
نبضي يتدفق
بتلات على رحيق ضفافك
لكنّي إن لم تفيض ضلوعي
زهراً على أوراق قلبك
طير بلا جناح
قالتْ لي
لماذا يحبُّ الحزنَ الستائرُ المبلّلةُ
حُّد المطرِ
ولماذا ترميني الخطى
فوق أرصفة التيه
كلّما أوغلت أبحث عنك
في عشب وريدي
قلتُ
عيناكِ وحدهما نبضَ خطاي...
فلاتبحري كسفرجلِ الحكاياتِ
قبل الصباح
ياوردة الخُبَّيزَةُ
أيتها المرأة الرحمة
مازلتُ أرى بحورُ وجهكَ ترحلُ
وأنا لا حلمَ لي كي أنامَ
لكنَّ أزهاركَ غافلتْ رمشَ عيناي
فكمْ من الغناءِ يكفي
كيْ يزهرُ الضجيجُ فوقَ يديكَ...
ويسافر مثلَ الشراعِ
على أوراق الرياح
لقنوات الحزن أغنية يا سيدتي
تلملم هلوسات الوجع
في اقبية اللّيل
نثرت آخر تفاصيلي
تمدَّدت قرب العتمة
غفى الوطن
تنهَّدت الغجرية قرب العجوز
تسللت رائحة دموعها
من خلف الوشاح