أنا المدججة بحروفي
المتلبّسة بالمجازفات الأنيقة
محمومة بريشات التمرد
بصعاليك الانكسار مقيَّدة
تخلخلني
عجائز الهندسات المتآكلة
و الخطاطات المهترئة تزعجني
وتسلّق المقامات بالعبثِ
أكيد يعنيني
أنا بذرة الرَّواء
في الصحراء أينع
أقطُر في المساحات الجدباء ندى
ألهث صوب طوق النور
لألامس الشرفات أُدمي كعبي
أصنع من شفافية دمي
غديرا يلتمع بالمزايا
في جدار جرحي أتحسس المأمول
دعني
أنحلّ في ثغر الماء
أجوب ركضاً عدساتي
في سكناتي الصاخبة أنحدر
وأعانق المزمجِر من عروقي
دعني
أهش عقبان الليل
التي
تُحلّق بأيامي المكسورة
أجاري عسعسة المأزوم
علني
أقلع من بين المخالب
نسمةَ ضوء
دعني
أتفقد هشيم الاحتراق
أمازالت كأسه تفيض بالمُوجع
أم أقفلَ سنديانة الجراح
ومدّ كفه يعاتب دواليب المتاهات ؟
دعني
أجابه المنحدِر من شواطئ القش
أحطم صنَم الغوايات
أنازل عصيان الخوف بصدريَ العاري
لأُعدم كاسحات الفرح منَ الأحضان
في النساء.. أجادلَ طلائع الغد
بإطلالة الغد أعاهد الأطفال
و أمتي
أناغيها بنشيد العيد
بالدم والنسمات تتقد حدوسي
فَتخلدَ زهرا على الجبين
دعني
من الأحداق أخرجُ قرنفلة
من الشرنقة أهيم فراشة
من الناي أنتشر سمفوونية
من بين الأضراس أصعَد نارا
أحرق أوصال الليل
أجاوز قرية الحكايات
لأعلن نبوءتي
دعني
أسري في قلاع ليلي
قد تلوح غيمة هاطلة
فتمزجني بالصعتر والتين
أخرب خيوط الرداءة
قد يهُب القمر من الأنقاض
أسُفّ ظلال الصمت
قد يصعد الصهيل من ثناياه
أخلط الحروف بالألوان
قد ينبع بيكاسو بتمثال الفرح
هذا أنا
برمحِي أسافر في الأتعاب
أقود مهجتي من غُلب السراب
أرصص لها الوريدَ مسارا
لأترصد أقواما بالآثام مرموقة
أعُدّ زلا ّتِهم رشفة رشفة
ألَمْلِم خطاياهم وجعا وجعا
أنتهك سيَرهم محطة محطة
أسرق مدفوناتهم سريرة سريرة
حين تكتمل المشاهد
أقدح الشرارة في حلة الإبهام
والسياقات الوسخة أردمها
فألويَ عنقَ دروبي الفاشلة
ولأمتي أنسج طلاء من ذهب