عساك بخير غاليتي
أنا كالرمل مصلوبٌ
وملء الطعن خاصرتي
.........
معا جئنا وكان البحر مثل الليل في أيامنا الأولى
تجاه الريح كي نكبر،
وكنت تهدهدين القلب أحيانا
وأحيانا يقطّعه أنين الطير يرمقنا
ويمضي خلفنا يبكي حنينَ اللوز والزعتر..
معا كنا وإيقاع الزمان المر
ينمو فوق صدرينا
كمخرز جرحنا المالحْ،
وحين يجف دمع الدرب
حتى الدرب يمسي رمله جارحْ.
ننادي الشرق
ليس الشرق ذا جهةٍ
وليت الشرق ذو كفٍ تربت فوق ظهرينا
فينأى حظنا الكالحْ.
لمن مروا كأطيافٍ ..
لمن رصدوا نشيج الخيل
كنت أقول:
طوبى للذي يتلو على جسد النزيف
ملامح الوطن المسجى في المهب
ويودع الأنفاس في روح الندى جسرا من الشهوات
ترنو في المدى ثأرا..
على أفقٍ من الأحداس باكية
نقشت حديث غربتنا:
تلاشٍ في الصدى
يأتي الردى
حفَّ الخطا غدرُ
يتيماً
كل دفءٍ قد بدا
صدر المدى حجرُ.
ومن حجرٍ
تجيء السيرة الأولى لأشعار وأخبار
وشكل الأرض منذ الغزوة الأولى
تجاه التيه في الإنسان
والدوران
حول دبيب أزمنةٍ من الطوفانْ.
وفي حجرٍ
تفتش كل قافلةٍ على صحراء غربتنا
عن الأسماء والأنحاء
علّ الريح قد مرت
فعرت سر من سلكوا طريق البحث عن باب لدائرةٍ
فأفضى البحث عن عنوان.
وفي حجرٍ
يقاس الفارق المنسي بين العيش في موتٍ
وبين الموت في إرث من النسيان.
لأجل جميع من عبروا
وقالوا:
الماء مثل النار أحياناً..
أثار الصمت أسئلتي:
أمن نارٍ نمت في الأرض
بذرة حلمنا نحن الحيارى
بين أسلوب التفجر في مزايانا
وأسلوب التمترس في حنايانا؟
أمن ماء يقيس العشق فينا كل محرقة
دخلنا في وصاياها
فصار الماء نارا في مرايانا؟
يجيء الصمت مرحلة لتعميم الرثاء/صدى الشقاء
على أقانيم الرياح
ليستثير العشقَ فوقٌ من منايانا..
صحابٌ هاجروا فينا
وكانوا مثل أقمارٍ
على الأمداءْ
ألا يا ليل...
أطلوا من مآقينا
سحاباً دون أمطارٍ
وناح الخيلْ
كفى يا ليل تشقينا
على أنات مشوارٍ
طقوسُ الويل
مع الأصداءْ..
أننعاهم وينعانا
سرابٌ خلف أستارٍ
بلا أسماءْ
لأستارٍ يبايعها شهيق الخوف
من أشكالها الأولى
نثرت غبار أزمنتي،
وأودعت السؤال صدى السؤال:
أكلما قامت حشودٌ من شتات الموت
حطت في مطارحها
مواسم رجمنا بالزور والحقد المؤدلج
منذ أن صرنا سلاحا من بقايانا؟!!