اليوم فقط يا شاعر الحزن والأظافر
يا حفيد سلمية الأثري
اليوم اضطرُ مطأطئةً الرأس
كرجلٍ ارتكبَ الطفولة في بلدٍ عربيّ
كخائن يعتذرُ من ثرى ابنته
اضطرُ لمغالطةِ واقعِكَ
لأقول علناً، كبوقٍ يتألم
أنهم.، هم ، كلهُم، كلُ من عليها
"أخذوا الثُوارَ وأعطُونا الثورة"..
تلكَ التي تنبحُ في الأزقة كالكلاب الضالة
وتعوي كقطيع من الذئاب على السفوح الفاجرة...
بلا طريق... بلا هدف
لم يعُد يا شاعري لدمائِنا أي قيمة
مبتذلةٌ، كبيتٍ شعرٍ رخيصٍ لمراهقٍ عاشق
خليعةٌٍ، كراقصات المقاهي الليلية
ورخيصةٌ، كدماء الجرذان...
نحتسي دمائنا في الليالي الصامتة مع فتات الحزن والأمل المستورد
ونتناولُ أشلائنا على موائد الظلم العامرة...
بلا صلاة شكرٍ، بلا بسملة...!
والجثثُ يا شاعر الوطن..
باتت تُشوى على أعتاب البيوت، فيما نصْطَفُ بوقاحةِ الثمِلِ
بانتظارِ حصتِنا منا ومنا ومنا..
ثوراتُنا كسيحةٌ كعجوزٍ بلا أمل
منبوذةٌ كأطفال المآتم
ساحاتُ إبادةٍ وأوكارُ تعذيبٍ وملاعبُ فناء...
ها نحن اليوم
الحرب من أمامنا والبحر من ورائنا
والهزيمة ظلُنا يوم لا ظِل الا ظلهُم..
إننا الشعبُ اللاقيمة له
فلنمت قسراً... أو لنحيا ميتين!
_________
"اليومَ يا شاعري كثُرتْ الجُثث، كثُرت كثيراً، أكثر مما يحتمل شِعرُكَ".
تسنيم حسون