حالماً جئتُ وآمالي الفراتْ
باحثاً عنكِ
أيا أعظمَ ما في القلبِ
يا عطرَ الحياةْ
جئتُ كالمشدوهِ لا أعرفُ من أين الطريقْ
فسئلتُ العُشبَ عنكِ
وسئلتُ اللهَ عنكِ
لمْ يُجبني أحدٌ غيرُ فؤادي
قالَ: يا أبلهُ أظللتَ الطريقْ
عدْ لماضيكَ
لألبومِ الصورْ
تجدُ الدمعةَ في عينينِ طفلةْ
تلكَ يا أبلهُ أحلى امرأةٍ في الكونِ
أغلى..
عدْ لماضيكَ.. لعلَّ الأمسى
أحلى..
لم تعدْ تذكرُ عن عينيكِ شيئا
أنتَ قد متَّ
ولم تبقَ سوى الروحُ العليلةْ
داوِها بالصبرِ
بالخمرِ
وبالندبِ الطويلْ
أنتَ يا أجبنُ دمّرتَ الحياةْ
وأهنتَ العمرَ
أوئدتَ الطفولةْ
عدْ لماضيكَ
لعلَّ الأمسَ يخفي
عطرَها
شعرَها
ثغرَها
أنتَ يا أبلهُ
ضيّعتَ الرجولةْ
عدْ فلا شيءَ ستحصدْ
غيرَ هذا الهمَّ
والعمرَ المؤبّدْ
كلُّ ما فيكَ يموتْ
آه لو كنتَ كذاك العنبكوتْ
كنتَ لملمتَ بنيكْ
بخيوطِ الدفءِ
يا.. أقبحَ إنسانٍ رأيتْ
أنتَ لا تعرفُ غيرَ الخوفِ
أو كيفَ أتيتْ
عدْ لماضيكَ
لعلَّ الأمسَ يخفي
صوراً أخرى
ودرساً عن أبٍ
ضيّعَ أبنةْ
في دروبٍ حالكاتٍ
في ممراتِ عليها طحلبُ الموتِ
يبيتْ
ويعشعشْ..
عدْ لماضيكَ.. وفتّشْ
ربّما يرجعُ إحساسُكَ
إنسانُكَ
يا أجبنَ إنسانِ على هذي الحياةْ
هي ما ضاعتْ ولكنْ
أنتَ يا أبلهُ ضعتْ.. وكفرتْ
عدْ
فلا إحساسَ فيكْ
هل تُرى لمّا تراكْ
تحضنُ الوالدَ فيكْ
أمْ جحيماً وضياعْ؟!
====================
مهداة إلى طفلتي (فاطمة)