-*- إلى إلياس -*-
على خاصرة سنديانات،
وتنوب الجنوب.
في هاجرة
تلظى بسهام حرها الطير،
رحت أشدو مرثية للحداد المر،
لمن كفنهم رداء الخلد
على خارطة شطيرة
هي الوطن،
على خارطة كسيحة
هي الوهن،
مبثوثة من صفحة النفط إلى صفحة اليم.
جراحاتك أبغداد قدتني
وصياحاتك أبيروت هدتني
ودياري،
دياري في خضم الشوق
أنكرتني،
وفي أوج الكمد
أبكتني،
فدعوني أيا أحبتي أنظم لحونا
للردى الداهم،
للردى الموشح بالسواد القاتم،
على قرع أجراس الكنائس الصادحة
لأطفال صيدا
وتراتيل الجنائز الصفر في المآذن الشامخة
لأبطال عيتا.
وعندما هل الخريف على وطن
أفلس في عز صيف،
ألفيت بني يعرب
من سفر إلى أسفار.
في بحث عن تمتين رابطات مزركشة
للياقات البيض
حول أعناق مترهلة
و أنا العربي أنهار
من غمي،
و أنا الأبي أحتار
في ألمي،
و أحتضر،
لأتوفى حسرة
من همي
على قانا
على كل الديار
عندما أصغي في هذا أو ذاك المنتدى
إلى شاعر القبيلة المهذار
يتأسف،
يندد،
يشجب
بصوت جهوري
لكن بمقدار،
يقترح حلا،
وحلا،
ثم حلولا
لمن أبعدوا
أو قتلوا،
لمن عذبوا
و اقتلعوا،
أو صلبوا بخوازيق من لهب
وشظايا من نار.
أما أنا فقد عدت وحدي إلى سابق عهدي،
عدت أغالب دموعي،
ودموع اليتامى،
وجراحات الثكالى،
وغصص الحزانى،
من أحبتي الحيارى
على خارطة وهم
مرير،
على خارطة وطن
شطير
يمتد أشلاء
من صفحة النفط إلى صفحة الماء.