كنبي من أقصى غربته انبجس
ليضئ ما محته السنابك الرعناء!
كأي نبتة عصية
لم يروضها سياج مناور!
مخفورا برؤياه تقدم
نحو المشهد الموغل في الغرابة
كتلميذ يتعلم درسه الأول
من"أتون التناقض"!
لينضو حجاب الايدولوجيا
عن تعاليم ينثرها الأدعياء
بعيدا عن عيون الشمس!
***
هو صديق آفاقي
لكم كان رائعا
اذ تقمص مخاض ريح
تصر على فعل الهبوب
حد جرف الأقنعة
عن وجوه أضاءت جبين التاريخ
وعادت خنوعا طيعة
كي تنفثه سم الخيانة!
***
هل من عائق يثنيه
عن الاقامة بحرائق الهيام
بوردة منذورة للمدى! ؟
هل من توق يرتديه
سوى أن يفجرالمشهدا
بما تضمره براكين القلب
لسمسار يبرر عمر السدى! ؟
***
ليست عادته
هضم دعوة لفضاء مشبوه
ليست غايته
اهداء عكاز من فلين
لرفاق يفاعته المدمنين
أنخاب الحنين/البكاء
على ما مضى و انقضى!
هو صديقي الذي انبعث
من احتضار الفصول العجاف
ليؤشر على مولد زهرة الماء
بحقل أدمته نيوب القحط!
هو صديقي الذي انبجس
من مجرة لا تطمس النداء
لتحرير صوتي الشارد
من براثن أوهامه
لتحريري من قصيد مشدوه
بمرآة لا تجلو الوجوه
حد أن احتدم في السؤال :
هل ترى انقرض النقاد
أم تراهم يئسوا
من سطوع شمس الشعر
ليعبروا – هكذا – غير مبالين
بوخز الشاعر الشارد
عن رنين جرس الأعماق!
***
هل لسواه أن ينير
لعيني بهاء التشكيل/
سماء الفكرة/
نداء الآفاق! ؟
هل لسواه أن يمخر خضم التأويل
مستقرئا جسد التاريخ
خلية خلية
كي يبدع المعنى
جمالية العناق! ؟
هل لسواه أن يرعى نمو الجمرة
لحظة لحظة
حد أن توقد الطريق
خطاها الحرة! !