إذا ما أدركني الصبح و العين شاكية
فلا تلومي دمعة العين
فشلال القلب نبع راكع
على ضفاف اللوعة يدمي.
و يحملني الشوق على شرفاتك فريسة
تلفظ أنفاسها على خد الفجر.
و يصعد في كبد السماء صراخها
و من الهول هذه الغيمة تنعي
و كل الذئاب تحجر الخوف في مآقيها
من هول الصدمة ... تسعى للموت تجري
لك حبر البوح نافلة
على جدران القلب حبر يسري.
و هاذي أنقاض قلبي مبثوثة
على أرصفة الضياع تعوي.
تؤثث للحزن صومعة
و من أشلائها تنسج كفني
و يسقط نجم الهوى في كفها تميمة
ترصع بها ما بقي من وجهي
فلا تغادري محرابي شاكية
و لا تغزلي من صمتك لحدي
فأوردة الروح من ضفائرك منسوجة
و مجرى النبض من عينيك يرتوي.
و تعتكف الأذن في محراب صوتك مشدوهة
ترتشف من ثغر العشق قوت يومي
و يعبرني صهيل روحك مجلجلا
يزرع في أقبية الروح ضياء بصري
فأولد على أعتاب قلبك زمردة
ضياؤها من وحي عشقي.
فلا تلومي عينا باكية
فاضت دمعا من فرط الشوق.