قبل الشروع في رصف نهار جديد
كانت تعدّ قهوة الصّباح لطفل تعوّد أن يشرب حليب المعاني
عند الظهيرة تمنح نفسها لصوت ترنّح بين غبطة وغبطة تائهة
امرأة تروّض صورة الباب في مخيّلتها المعتّقة بالصّمت
تجدّد في المساء رصيد الطيّش لشاعر يراود أنثى القصيد
تُعلّقُ قبالة حلمها نافذة تكدّس خلفها الهواءفي الصّباح تراقب الكلمات وهي تقفز من فنجان القهوة كغربان جائعة
تعارك شاعرها المنفيّ في دمها حول مصروفها العاطفيّ الزّهيد
تجادل النّافذة المعلّقة على الجدار كشرطيّ يتفقّد جوازات سفر مضروبة
يسْعُل نَفَسُها المبلول على جليد الزّجاج المغبّش
فَتُلْقِم وجهها لثقب تعثّر في الظلام
هستيريا الضّحك تباغتها وهي تفتّت شعاعا سرّبته النافذة بلؤم
تهرول إلى الباب الموصد ولا تصل
تمسك النّفس الأخير وتغرسه في قلبها المشوّه بالحلم
يموت الشاعر المنفيّ في دمها بجرعة زائدة
ويهرب الطفل
يصعد النّمل إلى جسدها وهي تستقبل حافية برودة البلاط
لم تصل يداها اللاّهثان أبعد من صدغيها لتخلع التّنور المنغرس في جمجمتها
هواء... هواء... هواء...
رئتها المثقوبة تفلت منها وتغيب في بالوعة الوعي
ستجلس في هدوء
على سدّة ضيّقة
تجفّف الوقت
وتقطر تقطر تقطر تقطر تقطر ...
وتق... تق... تق... تق...
كحبات سبحة منتظمة في يدها العجوز
في الخلفيّة عتمة مزمنة
كان الإبهام المتحرّك يعدّل تقاطر الحبّات في معبر الوقت
كشرطيّ مرور يمضغ علكة ويتثاءب
هل كان يعلم أن خيط السبحة الماكر كان يخطّط لأمر طارئ ؟