اعتدت غيابكَ
كفراشةٍ اعتادت النوم على كتف بركانٍ ثائر
كنخلةٍ اعتادت توافدَ الثلج على سعفها
كشمس اعتادت حضور الشتاء
وكطفلةٍ اعتادت اليُتْم..!!
****
اعتدتُ غيابك
بكل الحنين المحشو في قسوته
بكل الذكريات المختبئة خلف أزقته
وبالرحيل الذي كان أسرع من ومضة برقِ
في ليلة مطرٍ حاقد
****
مُبرحٌ غيابُك
كقبيلة من الخونة تتوافد على جثةِ الوطن
قاحلٌ، كصحراء بلا نهايةٍ
ومؤلمٌ كلسعةِ السوط على جسدٍ نبيِّ..
****
كل ليلةٍ
أدّثَرُ برائحتك المتواطئة قسراً مع الليل
ارتدي وحدتي المتخمة بالنشوة
وآخذ دور المرأة الأقوى
المرأة الأحمق في التاريخ
وأرقص على صوت أنفاسكَ تُعانقُ امرأة أخرى
وتَلعقُ بمكرٍ، أحلامها..
****
و أرقص وحيدة
كحمامة أضلّت الطريق إلى سربها
كأمٍ هجرها، إلى الله، كلُ أبنائها
كأسيرٍ كتبَ كل قصائده في العتمة
****
أرقص
على مسرح الليل أرقص
انتشي .. واثمل ..واحترق
وأبكي ... أبكي
بحرقة كل العشاق
بدينهم المشترك
بمصيرهم الأوحد
ولعنتهم الأبدية..
****
بمرارةِ ما مضى من العُمرِ
أنفُضُ الدمع عن ليلي
وبعض كلماتٍ علِقتْ على طرفه
وأحَضّره كما يليق بحزننا
شمع محترقا .. موسيقى لوللي التراجيدية
وبعض وردٍ لم يكن
أعْتلي السرير برشاقة بجعة
لأخونك بكل الحبِ والوفاء
بكل الحنين المتراكم في ذاكرتي
مع غيابك..