إلى صديقي الشاعر القاص و الروائي حميد العقابي
لك عصارة الليل
و الصرخة المثمولة
تعربد في أوصال الشوارع الثكلى
لحلم يحتفل خلف مقلتيك الملتهبتين
أكنت تقرأ في سفر الأولين
كي تخطو بنعليك المضمخين بالنشيد
خلف الريح المقدسة
أيها المشاكس لقدرك
كللت من الفيافي التي راهنت على تدمير الجنون
في الشروق الأول لبحرك المرجاني
ذاك المرتجف خلف شتات الطرقات
عانقت ناصية الصمت كي تنسكب الحقيقة
خمرة مضطربة بهالة الشلال في المصبات
ألم تروّض إغراء دجلة الزنزانة
تراودها و تهواها.. عشتار الصبية..
و من حفريات الماء.. تتجددّ عشتار الأمنية..
فراشة تعزفها أصابعك المحترقة
سيمفونية وجع..
بصيصا ملتحفا.. بأجراس الصقيع
قرب نبض القطب الشمالي
و جذورها نخلة من تراب بغداد
تجنح بك إلى السباحة في نهر طفولتك
مقيم كما أنت في خالة على خدّ امرأة
أرضعتك سمرتها الإبحار في حوافي الغواية
و البحث عن مكائد شعرية أخرى
ذلك النبش .. فينق يمد أذرعته.. في الروح
دجلة الذكرى.. و الضوء الوليد
من ضلعك تقتات نورا.. وقصيدة
رعشة لكلمات معلّقة على أهداب الصمت الضّاج بالحكمة..
هل يشبه الحلم؟
أم هو الحلم يزرعه نبضك النبيل.. أسطورة؟
أه يا ليل.. كم تعرّش من أنيابك الفوضى
و يسامرك الحداد.. في حصار القبيلة.