بحبر الصدق أمزج حرفي
أعتقه قطرة قطرة
بدم الأرق.
ألبسه رداء الصفاء و العرق.
أحمله على جبيني
وشما من الضوء
يتلألأ كالفلق.
يكتبني في متن الوجع
لهيبا على ناصية القلق.
ليس من طبعي أن أدعو
لعقيدة من ورق
في مشاتل العبق.
و لكني أبصرت أمامي
مفترق طرق
دونت حزني في دفاتري
و حملت في حقائبي
كل الطرق.
و انطلقت كالبرق
أخفي الضوء في جفوني
و الرعد في عيوني
و في فمي نشيد القوم
و طعم الهزيمة و اللوم
و اعتذارات كل الفرق.
يا صديقي !
لم أعد أقوى على المراوغة
و لا المناورة
و لا المسامرة تحت ضوء الشفق.
كل السبل تحاصرني
حتى التي أقصيتها تلاحقني
تباغتني
تمتص المسافات من تحت رجلي
تبعثرني على الإسفلت
مع الحصى و الورق.
كل الأعذار إستنفدتها
كل الإنكسارات جربتها
كل المرايا سحقتها
و حتى الأودية جففتها
لأتخلص من اللون الأزرق.
سمائي رمادي
كلون الدمع الممزوج بالعرق.
و دمي لا لون له
سوى لون الخديعة و القلق.
و قبري أحمله على صدري
كفنا بلون النزق.
يا صديقي حان وقت الرحيل مع القصائد
في متن الألم
أرصد الضوء و الصفاء
و أندس لحنا دفينا
في القوافي و الورق.