في معرض الإلكترونيات ببرلين.. الذكاء الاصطناعي يغزو الأجهزة المنزلية

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

يغزو الذكاء الاصطناعي الأجهزة المنزلية كالمواقد والأفران والغسالات من أجل الراحة والتوفير، وهو ما ظهر جليا خلال فعاليات معرض الإلكترونيات (IFA)، الذي تحتضنه العاصمة الألمانية برلين حتى 11 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال مدير قسم أجهزة التلفاز بشركة سامسونغ مايك هنكلمان إن ما سيحدد مدى نجاح جهاز عن آخر لن يكون المزايا المتعلقة بتجهيزاته، بل مدى الذكاء الاصطناعي الذي سيتمتع به.
وأضاف الخبير التقني أن أجهزة مثل الموقد والغسالة والتلفاز ستصبح قادرة على فهم المستخدم والتفاعل معه بشكل أفضل، مشيرا إلى أن الأساس لهذا كله تمثله مجموعة كبيرة من البيانات، التي تجمعها هذه الأجهزة باستمرار عن المستخدم وعاداته وتفضيلاته.

ويعني هذا من جهة أخرى أن هذه الأجهزة ستكون دائما وأبدا في وضع التطوير والعمل على تحسين نفسها بنفسها من خلال المزيد من الوقت اللازم لتحليل سلوك الاستخدام الخاص لتصبح أكثر ذكاء وتلبية لطلبات المستخدم بشكل أكثر توقعا.

فرن يلاحظ سلوك الطهي
وكشفت شركة بوش عن فرن من السلسلة 8 مزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح رئيس قسم الأنظمة الرقمية بالشركة الألمانية توماس زالديت أن الفرن الجديد يمكنه ملاحظة إيقاف تشغيله عند وقت معين كل مرة بعد وضع الطعام صباحا -على سبيل المثال- ليقوم هو بنفسه مستقبلا وبعد مرور الوقت نفسه بوقف تشغيل نفسه، فضلا عن تجهيز الفرن بمستشعرات للقلي والخبز تراقب الطعام لمعرفة الوقت المناسب بعد الانتهاء من الطهي.
وأضاف زالديت أن سرعة تعلم الفرن تتوقف على المستخدم أولا؛ فالأمر في المقام الأول يعتمد على أن الطهي بوتيرة ثابتة يسهل على الجهاز عمليات التحليل والتعلم الذاتي.
بمعنى آخر، تحتاج مثل هذه الأجهزة لتغذيتها بالبيانات، وإرسال القيم إلى شبكة الإنترنت عبر أحد التطبيقات؛ نظرا لأن العقل الحقيقي للجهاز المزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي ليس في الجهاز نفسه، بل في شبكة الإنترنت؛ ففي حال عدم توصيل الجهاز بشبكة الإنترنت، فسوف ينفصل عنه عقله، ولن يتمكن من استقبال أية بيانات من الخدمة السحابية ولن يتعلم.

الإضاءة عند اقتراب الطاهي:
تقوم أفران "جنيريشن 7000" (Generation 7000) من شركة "مايلي" بإخطار الطاهي بانتهاء وقت الطهي عن طريق صوت تنبيه، ثم ينتظر الفرن ردة فعل الطاهي ليتوقف هو الآخر عن التنبيه الصوتي بمجرد تحرك الطاهي نحوه ليبدأ تشغيل إضاءة غرفة الطهي. وهذا ممكن بفضل مستشعرات الأشعة تحت الحمراء الموجودة في الجهاز، التي تستجيب للحركة أمام الجهاز بمسافة من عشرين إلى أربعين سنتيمترا.

الراحة والتوفير
تقوم الفكرة الرئيسية للأجهزة الذكية على مفهوم الراحة، التي تجلبها للمستخدم وأيضا التوفير. وأوضح زالديت أن المكنسة الكهربائية الروبوت -على سبيل المثال- تعرف الغرفة، التي يجب أن تتجه إليها في وقت ما لتقوم بعملية التنظيف هناك. وتعمل المكنسة بشكل أكثر اقتصادية؛ لأنها تحسب مسارها بشكل أكثر ذكاء.
وإذا كان المستخدم معتادا على شرب الحليب في الليل، فإن الثلاجة ستتعرف على هذا الروتين مع مرور الوقت لتقوم بعملية التبريد للحليب قبل وقت الشرب ليصبح اللبن باردا. كما تتعلم الثلاجة الذكية من واقع الخبرة أن المستخدم سوف ينام بعد شرب كوب الحليب، ومن ثم لن يفتح باب الثلاجة مرة أخرى حتى الصباح، وبالتالي تقوم بتقييد عملية التبريد، ومن ثم التوفير في استهلاك الطاقة.

التناغم بين الأجهزة
بفضل الذكاء الاصطناعي يصبح عمل الأجهزة مع بعضها أكثر تناغما؛ على سبيل المثال موقد سيمنز "أكتيف لايت" (activeLight) ضمن سلسلة "آي كيو700" والشفاط الذكي يعملان سويا، بحيث يقوم الشفاط بعملية الشفط بالقوة المناسبة دائما؛ حيث يقوم مستشعر نقاء الهواء برصد كمية الدخان المتصاعد من الموقد لضبط الشفاط على درجة شفط مناسبة.
كما تقوم شركة "أي.إي.جي" بربط غسالاتها والمجفف من سلسلة 9000 عبر تطبيق لمزامنة خطوات العمل والإعدادات.