سليل النيرية – شعر: الطيب امرابطي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

(إلى روح الفقيد محمد نجيب الحجام)
كانت في البدءِ الكِلْمهْ..
كانت تعويذهْ،
كانت سحراً..
منها قبس " بروميثيوسْ "
سراً..
ومشى في طريق الجمرْ،
نشوانْ..
كان يدندن "عيطة الشجعانْ"
وهْو يقتحم القلعةَ
في "ظهر المهراز"..

حول الكِلْمهْ
حام آلاف الحالمينْ
بالمناجلِ وهْي تخاصر
هِيفَ السنابلْ..
بسواعد تبني،
لا تهدمْ..
بوطنْ،
ليس الخبز وحدهُ فيهِ
جوابا عن الجوع، عن الفقرْ،
وعن الهمّْ...
لكن الكهان والجندَ
ألقوا به في الجحيمْ
حيث كان رفيقهُ
ذاك اللحنُ القديمْ:
" كَالت ليكم النيرية
اللي بغا اللامة يتعامى
واللي بغا ولادو يتسوخر
واللي بغا الجنة يدنى
واللي تفرما يبقى تما.."
يا صاحبيِ السجنْ،
" كَولو لمي وعاودو لمي
كَولو لمي لا تخرجي غلمي
كَولو لمي لا ترفدي همي
كَولو لمي لا تمسحي دمي.."
خبأ لحنهُ
في شغاف القلب المفطورْ
ثم، إلى أمه عادْ
يغزل الكلماتْ
أحلاما
في " ملفاتْ "
ليقولْ
للكهان والجندْ:
إني، بعدكم،
باقٍ..
مثل دمع السماء القديمْ،
باقٍ..
مثل ذاك الجبل القديمْ،
باقٍ..
ليقولْ،
لم تعد الكِلْمة تعويذهْ،
لم تعد سحرا..
كانت الكِلْمةُ في البدءْ
كِلمهْ..
و ستبقى في المنتهى،
شامخة، عفيفهْ..