الفتى الخفي الذي بداخلي – شعر: غزلان شرعي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

هناك فرق بين ما نقوله
وما نود قوله
بداخلي كلمات
محبوسة في مكان ما
في جسدي
كلمات معصوبة العينين
مكبلة اليدين والرجلين
مكمومة الفم
انا فتى خفي
اعيش في جسد امرأة
ضخمة

عيناها واسعتان جدا
شفتاها مكتنزتان كزنجية
لكنها بيضاء
ثدياها كبيرتان كعشتار
فخداها ضخمان
مؤخرتها بحجم قطار
الله اعلم كيف ولماذا
ابتلعتني ...؟
وكم من فتى بريء غيري
انحشر بداخلها ...؟
لكنني فتى وحيد ...وغير مرئي

هذه المجنونة تعج بأحلام طفولية
تتشارك معنا البراءة
تقضي يومها بالرقص
مع اغاني الاطفال
الرسم والتلوين
اللعب والجري في الحدائق
خلف الفراشات
تطارد الزواحف الصغيرة والديدان
تتأرجح بمراجيح الاطفال
تلتهم الحلوى كالوحش
وتوزع الباقي على ملاجئ الايتام
ودور الرعاية
وسجون الأحداث
ترسم على وجهها المستدير
ابتسامات بلهاء ...عريضة كالبهلوان
تكتب قصص للأطفال
توزعها عليهم بالمجان
تالف لهم الاغاني
تشتري لهم الالعاب
والبالونات
تصنع لهم الطائرات الورقية
تأكل بشراهة
تسرف بشرب القهوة
تسرف بشرب الخمر
حتى الثمالة
تدخن بإفراط كبير
تقهقه بلا سبب
تسمع ضحكاتها من رأس الشارع
تبكي وتنتحب بلا سبب
تنام كخيمة كبيرة وسط واحة
واخاف ...اخاف أن أوقظها
قد تهضمني لا محال

انا فتى خفي
اعيش في جسد امرأة
ثلاتينية
ومن زمن طويل
تسمع نبضات قلبي الصغير
ترى العالم من خلال عيناي
الصافيتين
تعيش بدهشتي
بدهشة طفل يكتشف الحياة
هي غريبة الأطوار
تستمع لأحاديث النمل
من خلال اذناي الصغيرتين
وترى العناكب في بيوتاتها
وهي تحيك وتشرب الشاي الأخضر والكعك
تحاول ابقائي بداخلها
قدر المستطاع
لا تريدني أن أكبر ابدا