حين يبكي البحر – شعر: العربي الحميدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

لن تموت الذاكرة
وإن كان
الحي غير معروف،
الذاكرة لا تزال حية
تدعوني
من زقاق إلى زقاق،
من مكان لآخر.
بعدد الأرصفة والخطوات.
طليقتي تلك الأحلام،
كم
تسلقت على تلك الأسوار

والجدران ،
تبحث عن مكان،
مكان مشابه لذلك الذي اشتهيت
مند الطفولة
ربما
الذي تركته وراء الضفة الاخرى
منذ وقت طويل.

أبي
بعد وفاتك
اعتقدت
ظننت أنك تركتني،
لكنك تتجول معي،
في متاهات التيه،
فوق وسادة الصمت
صمت صخري،
يعكس الحزن الدفين
على بلورات الدموع.

ثم يبدأ المد
يجرف رحلة التيه
لن يجد أي زقاق،
تفوح منه رائحة الماضي
مثل فنجان قهوة الصباح.

الذاكرة تمشي خلف الصمت
كأنها تتنهد
في برزخ الموت
تدفعني ألوان اللوحات بعيدا.
لماذا لم يعد يسأل السؤال؟
شيء ما يطنّ في أدني،
يدعوني للمضي قدما،
على سفينة البحث بلا نهاية.
متى أسمع صوت الماضي المألوف؟
هل روحك في انتظاري؟
في أي مكان؟

في تجوالي
لم أجد قبو
حيث تنتظر روحي روحك
لا مكان ليلكي
يتصل بنا ويربطنا.

سوى نزولي من نوافد السحاب
على صخور البحر
أدخن بخار الماء.
أدمي قدمي بموسى الحجر.

شاعر يحمل كومة من أوراق القِرْف!؟
نفس تتشابك مع نفسها
رحلة ضيقة
خلف ما وراء الشعر

إذا
لم أتمكن من تعريف نفسي في عالم ما بعد الشعر؛

أين أنا
وماذا تمثل
المسألة البلاغية
عفوا الإنسانية....
آمل أن لن أفقد بصري وبصيرتي من اللون اللازورد

الريح التي انتظرت
فقدت عذريتها
وأنا أتساقط بلورات رذاذ
من
قطع زجاج
قطع لا متناهية
قارورة محتاجة
للدم... نبيذ لازورد
يسقي الجسد
كل قطرة معلقة في رحم الروح
جائعة للملح
ليتنفس المحيط من صدفة الأذن.