وفي هذا الإطار كذلك ينبغي أن نبين أن هذا العمل موجه أساسا للطلبة والفاعلين التربويين. وهو خلاصة من جهة ،و في مستواه الأكاديمي الصرف ،لمجموعة من القراءات المتنوعة في الموضوع . وفي مستواه الثاني نتيجة لما راكمناه كممارسين، سواء في مجال التدريس أو مجال التكوين والتأهيل."
أما على ظهر الغلاف فنقرأ ما يلي:
"... فكلما ظهرت بيداغوجيا معينة أو تيار بيداغوجي معين إلا وكان له صدى داخل منظومتنا التعليمية يتم التبشير به أولا, ثم يتم تبنيه لاحقا , و بطبيعة الحال دائما, دون النظر إلى ما يمكن أن نسميه بالخصوصية المغربية , خصوصية يمكن أن نقرأها اقتصاديا, سوسيولوجيا و أنتروبولوجيا . إننا لا نتحدث هنا عن الخصوصية بمعناها السلبي, و حيث تتحول إلى ذريعة يتم بها أو من خلالها رفض الآخر وكل ما ينتجه فقط بدعوى أنه مخالف لنا و مغاير , بل خصوصية ايجابية تستحضر ما يميز وما يختلف عن الآخر, فوضعنا الاقتصادي مثلا ليس هو نفس وضع أوروبا او كندا أو أمريكا, وكذلك بنياتنا الاجتماعية و تشكيلاتنا السوسيواقتصادية ليست هي نفس البنى و التشكيلات التي نصادفها في تلك البلدان , كما أن تاريخنا ورصيدنا الثقافي ليس هو نفسه الذي نجده لديها. بالإضافة إلى أن الإشكالية التي ضمنها تبلور الفكر البيداغوجي في الغرب ليست هي نفس الإشكالية التي ما فتئ يفرزها و يطرحها واقعنا التربوي .للأسف كان دائما يتم تجاهل , عن وعي أو عن غير وعي, مثل هذه الاعتبارات , وبالتالي ظل مشكلنا الكبير كما تذكر" زكية داوود", وضمن مقام آخر , هو زرع نماذج جاهزة le greffe des modèles و هو الأمر الذي حول مجالنا التربوي , و المدرسي بشكل أخص , إلى مجال للتجريب , و أعطى المشروعية لما نلاحظه اليوم وبشكل مفارق : تقدم كبير على مستوى الخطاب البيداغوجي , خصوصا المنفتح منه و المتمركز على المتعلم والذي ينشد تحقيق كفايات, و تعثر كبير على مستوى الأجرأة و التطبيق ."