لنرفض التاريخانية، فالمستقبل مفتوح(1) : كارل بوبر- تقديم وترجمة : ناصر السوسي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

NASSERيحتل كارل بوبر (1902-1994) مكانة بارزة في الفكر الفلسفي المعاصر. إنصبت إهتمامات هذا الفيلسوف الفكرية، كما إستفهاماته التساؤلية على العديد من القضايا الحيوية التي انطرحت بحدة في القرن العشرين أهلته ليكون بحق منصتا يقظا لنداءات عصره؛ ومن ثمة محاورا عميقا له، على غرار هايدغر، وهابرماس، وسارتر، وميرلو-بونتي ...
نعم، إنتهى القرن العشرين وما إنتهى زمنه الذي يصر على اجتياحنا. فبانصرامه بزغت حضارة إنسانية بلا هوية إنوسمت بإرباك النماذج والمثل، وخلخلة النظريات الكبرى، واختراق الثقافات، إذ أضحت الهويات اليوم مجاوزة للحدود، ميالة إلى المشاركة، والتقاطع والتواريخ المشتركة على حد تعبير إدوارد سعيد(2).


في هذه المقابلة الهامة يوجه كارل بوبر نقدا صميميا لبعض الحدوس الماركسية كتلك التي تتعلق بتصورها الغائي للتاريخ، المفعم والوفي للروح الهيجيلية. فقد عمل بوبر على دحض الماركسية ، وتفنيدها، وتكذيبها من خلال الارتكاز على منظور ديناميكي مفتوح على المستقبل، واستلهام موقف فلسفي حداثي مضاد للوثوقية الإطلاقية، ومناهض للانغلاقية الدوغمائية.
د . ناصر السوسي -
سؤال : أوليتم دائما أهمية قصوى لمفهوم التاريخ، وحملتكم العنيفة على التاريخانية بشكل خاص كانت من بين السببيات التي جعلتكم؛ في مراحل زمنية معينة، وضمن نطاقات ثقافية، كما في إيطاليا خلال فترة ما بعد الحرب؛ بل وفي الستينات و السبعينات [=من القرن الماضي]، مع بعض الاستثناءات، لا تحظون بالقبول الكافي. وسأعترف لكم بأنني عندما قرأت في فترة شبابي بعضا من نصوصكم انجذبت إلى العديد من أطروحاتكم بالقدر الذي نفرت نفورا كبيرا من تاريخانيتكم المضادة. فقد كان يبدو نقد الأنظمة التوتاليتارية، و النزعة الوصولية مقنعا إلى حد كبير، مع انه لم يكن بوسعي تقبل مؤاخذاتكم المريعة على التاريخانية، و الماركسية تخصيصا. ومهما يكن، أستطيع القول: بوسع المرء أن يكون تاريخانيا وديموقراطيا.
جواب: التاريخانية خطأ من ألفها إلى يائها. فالتاريخاني يرى إلى التاريخ بوصفه مجرى مائيا، ونهرا ينساب. ويحسب أنه قادر على التنبؤ بمجرى النهر. و التاريخاني يعتقد أنه ذكي. فهو حينما يرى الماء المنساب يتخيل أن بإمكانه التكهن بالمستقبل. وموقف كهذا، على المستوى الأخلاقي، مغلوط تماما. فبالمقدور دراسة التاريخ كما يحلو لنا، بيد أن فكرة النهر ليست سوى استعارة، من ثمة لا علاقة لها بالواقع.
فبمكنتنا دراسة ما كان، غير أن هذا الذي كان ولى وانتهى. واعتبارا لذلك لن يكون بمستطاعنا على التكهن بأي شيء؛ ولا تقفي التيار إذ يتعين علينا بكل بساطة التصرف من خلال جعل الأشياء أفضل. إن اللحظة الآنية هي لحظة انتهاء التاريخ، ونحن لسنا بمطلق الأحوال بقادرين على التنبؤ بالمستقبل بالاعتماد على فكرة التيار، فضلا عن أنه لا يمكننا القول: كنت دائما على علم بأن النهر سينساب من هنا.
س: صحيح أن الأشخاص الذين يصرحون : »كنت أعلم دائما بأن هذا الأمر سيؤول إلى هذا الشكل «  هم أشخاص مزعجون إلى أبعد حد. ومع ذلك فقد تساءلت وأنا أقرأ سيرتكم الذاتية (3) كما في مستهل مقابلتنا؛ حينما حكيتم عن التقائكم بالإخوان آيسلر (4)، في سن السابعة عشرة؛ وأثر ذلك اللقاء على أمور كثيرة تبرر اليوم الانتقادات التي أبديتموها منذ زمن طويل. فقد وجهتم نقدا جذريا للشيوعية و انتم لازلتم في سن الطفولة تقريبا. وخلال عقود كان واجبا عليكم التفكير هكذا: كنتُ محقا، و ستدركون ذلك عاجلا أو آجلا. و اليوم و أمام الأحداث التي جرت في الشهور الأخيرة ألم تكونوا بدوركم في حاجة إلى القول: "كنت دائما أعلم بان النهر سينساب من هناك؟.".
ج: أنا سعيد لكون الأشياء جرت على هذا النحو؛ لكنني لا أشعر بالسعادة لعلمي بمكمن الخطأ. و الآن علينا أن نتطلع إلى ما ينبغي فعله بالبحث عن الأفضل؛ وعما يجب القيام به. فما مضى ولى وانقضى، وبمقدورنا، بكل تأكيد، أن نستخلص العبر من هذا الماضي من غير أن نجعل منها إسقاطات نصادر بها على المستقبل. وليس لهذا أية علاقة بالتراجع المريع للفن. أريد أن أقصد بأنه على كل الذين شاهدوا الأعمال الكبرى التي أنجزت في الزمن الماضي، مثل أعمال ميكيل أنجلو، أن يسلموا بأن الفن اليوم هو في تراجع ملحوظ. فبديهي أن ميكيل أنجلو كان وسيظل عظيما، ونحن لا يمكننا أن نتوقع نظيرا له. أكيد أن هنالك تراجعا، لماذا؟ لأن جميع الفنانين يتطلعون إلى ما حولهم توقا لأن يصيروا الرقم واحدا [=في المستقبل]. فهم ينصتون، على نحوما، إلى التاريخانيين الذين يرجمون بالغيب؛ وبهذا المعنى يحاولون مجاراة التيار عوض إنتاج أعمال ذات قيمة في الزمن الراهن، لاسيما و أنهم منشغلون إلى حد كبير بذواتهم أكثر من اكتراثهم بجودة أعمالهم. يضاف إلى ذلك نلفيهم يرهفون السمع لدجالين، و لفلاسفة رديئين يوثرون التنبؤ بالمستقبل؛ في حين ليس لأي كان القدرة على التكهن بالمستقبل، إذ لا أحد يعلمه. انظروا، على سبيل المثال، إلى ماركس. كان ماركس يعتقد بأنه سيكون دائما لجميع الآلات محركات بخارية، وسيغذو حجم هذه الآلات كبيرا بشكل مطرد. وكان يتعذر عليه كلية تخيل أداة من نوع حلاقتي الكهربائية. ويظهر جيدا، و الحالة هاته، بأننا ماضون صوب صنع آلات، ومحركات تصغر تدريجيا و لا تتعاظم على نحو متزايد؛ بحيث تكون معدة لاستعمالنا الشخصي. و إلى جانب هذا ظل ماركس ينظر إلى التاريخ من خلال وسائل الإنتاج. في حين أن التطورات المرتهنة بالأشياء المادية حصلت بفعل المواد الاستهلاكية.
إن الثورة الكبرى التي لم يستوعب ماركس مداها وحمولتها أبدا كانت بدون غرو؛ ثورة السكة الحديدية التي مكنت الناس من التحرك أكثر. فلم يتم بناء السكة الحديدية لأجل الإنتاج؛ ولم يتم استخدام العربات الأولى بهدف نقل البضائع وحسب؛ و إنما لنقل الأشخاص أيضا. كان الحديث يتعلق بمجرات Coaches لازالت تستعمل هنا [= لندن] وهو الاسم الذي ظل رائجا منذ الحقبة التي كانت تجر فيها هذه العربات بواسطة أحصنة تم تعويضها بمحركات بخارية سمحت بتشكيل قوافل مؤلفة من عربات عديدة أسعفت في خفض كلفة السفر.
كانت هذه الخدمة مخصصة للأشخاص الراغبين في تفقد أناس آخرين؛ أو زيارة مدن أخرى. من ثمة كانت واحدة من أعظم الثورات التي وقعت، بيد أن ماركس لم ينظر إليها كذلك.
والمسار ذاته تواصل فيما بعد مع الثورة الفوردية؛ على إثر مبادرة هنري فورد، أي مع ثورة صناعة سيارات تكون في متناول العمال و ليس الميليارديرات فحسب. و إذا كنت قد تحدثت عن كل هذا فلأن الأمر يرتهن بثورات هائلة لم يكن بوسع أي أحد أن يتنبأ بها؛ وماركس نفسه لم يكن ،بكل تأكيد، يتوقعها؛ واليوم كذلك لا أحد بمستطاعه معرفة الاختراع الكبير المرتقب الذي يعتبر التلفزيون أحد أوجهه وهو الجهاز الذي تحول من نعمة إلى نقمة.
س: لا تطيقون التلفزيون بكل صراحة ...
ج: أريد بالمناسبة القول بأنني لا أتوفر على جهاز تلفزيون و لا أود أن يدخل هذا الجهاز بيتي.
س: ها نحن قد وصلنا إلا استحضار هذه الثورات التكنولوجية كيما نقول بأن زعم التاريخانيين معرفة النهر زعم عار من الصحة.
ج: هذه، بكل بساطة، بلاهة لأنها تحاول التكهن بالتاريخ المستقبلي. و الحال أن التاريخ يضعنا دائما إزاء ثورة غير متوقعة، مثل "الثورة الالكترونية" و تلك هي خاصية التاريخ وميزته.
س: لكن من الإنساني جدا تطارح مسألة معنى التاريخ أو، بتعبير مغاير، فلسفة التاريخ؛ فإذا كان العلم يسمح لنا بالتساؤل حول أبعاد الكون فلماذا لا يمكننا أن نتساءل عن معنى التاريخ و عما إذا كان هذا الأخير يتطور صوب اتجاهات معينة تقبل التحديد؟.
ج: أعتقد أن هذا خطأ فكري. نحن لسنا في حاجة لمعنى للتاريخ. قد نعجب بالتاريخ لأنه غني بوقائع جديرة بالإعجاب؛ وبأشخاص رائعين. والتاريخ أيضا يطلعنا على ما قد يخيفنا. ومن ضمن الأشياء التي يتوجب علينا الخوف منها ما تسمونه "معنى التاريخ" الذي يفضي بنا دوما وحصريا إلى الوجهة الخاطئة.
س : في روسيا، وعلى مدى السنوات الأخيرة، كثيرا ما تمت مناقشة ما سمي ب "نقطة الدخول" التي ترسم بداية ال"خطإ"؛ ويبدو الآن هذا النقاش تجاوزته الوقائع على اعتبار أن الأمر يرتهن بتحديد اللحظة الأصلية لسيرورة سلبية تتوق إلى العثور على "نقطة الخروج". أود هنا أن أطلع على رأيكم في هذا الموضوع، والذي يظهر لي أنه من رأي أولئك الذين يموضعون أصل المشكل في الزمن البعيد.
ج: بالنسبة لي، وكما سبق أن قلت، كانت الماركسية بالفعل خطئا من البداية. فالفكرة الماركسية تقوم على البحث عن العدو لا عن الأصدقاء الذين قد يساعدون على تقديم حلول لمشاكل الإنسانية. فأنت وأنا مثلا نهتم كلانا بفكرة التآزر لأجل معاضدة الناس.
والحكمة من ذلك أن يجد النوع البشري حلولا جيدة لمشكلاته الأساسية. وماركس نفسه كان في بحث دائم عن العدو الذي يلزم تحطيمه لهذا اختلق الرأسمالية عدوا ينبغي قتله؛ وهنا يكمن الخطأ الكبير من ماركس إلى خروشتشوف. لا وجود لأية "نقطة دخول" يتعين بحثها في حيز آخر. فالخطأ كان هنالك منذ البداية ألا وهو الحقد بدلا من المسؤولية.
كل الذين حذتهم طموحات عارمة؛ ثم كرهوا العالم، لعدم تمكنهم من تحقيق تلك الطموحات، ارتكبوا ذات الخطأ الأساسي الذي وقع فيه ماركس منذ البداية باتخاذه الرأسمالية عدوا يلزم القضاء عليه. وسوف تخدعون أنفسكم إن كنتم تعتقدون أن الأمور كان من الممكن أن تحدث بشكل جيد لو وقعت الأشياء في مرحلة لاحقة بشكل مغاير.
س : أعلم جيدا أن خطأ ماركس الأساسي يرد برأيكم إلى المبنع الأصلي لفكره؛ ومع ذلك فأنا أتساءل عما إذا كان بالإمكان العودة بعيدا إلى الوراء، إلى أفلاطون وأرسطو.
ج:أجل هذا صحيح .ومن الممكن المضي بعيدا أكثر في هذا الأمرأي إلى ما قبل ماركس. لقد سبق لي أن عبرت عن موقفي بصدد التاريخانية. وبمقدورنا العودة إلى جذور النظرة الغائية للتاريخ ؛و إلى التوتاليتارية،تم إلى أسطورة القدر. بيد أن هذا سيحيلنا بصراحة إلى ما كتبته في »المجتمع المفتوح و أعداؤه « .(5)
س:اذن لنحل القراء أيضا إلى هذا العمل بدلا من التوغل في ماض سحيق.لنعد الى سؤال راهن وهو سؤال الديموقراطية .فمنذ انهيار الشيوعية حصل توافق واسع حول هاته الفكرة (=الديموقراطية.) لكن، وبصرف النظر عن المبادئ الأساسية للحرية المتفق عليها من قبل المجتمع؛ تظل الديموقراطية طافحة بالمشاكل، و المتناقضات، و المصاعب،وثمة أيضا مفهوم يتردد كثيرا في أعمالكم ألا وهو مفارقات الديموقراطية،فبماذا يتعلق الأمر؟.
ج:هذا سؤال هام جدا في هذه اللحظة.فإن نحن تناولنا الترجمة الحرفية لكلمة »ديموقراطية « نجدها تعني »سلطة الشعب «. وهذا المفهوم بدوره يحيد قليلا ما عن النقطة الأساسية اعتبارا لأن القضية الحقيقية للديموقراطية تتمثل في وقوفها حائلا أمام الديكتاتورية؛واللاحرية، ونمط السلطة الذي لا علاقة له بدولة الحق و القانون التي تعنينا هنا.
لا تعني الديموقراطية بالنسبة لليونان القدامى تمكين الشعب من السلطة وإنما تعني بذل الجهد لدرإ الطغيان. وتأسيسا على هذا أدرجوا النفي و الإبعاد طوال ثمانين سنة تقريبا. وما كان لجوؤهم إلى هذا الإجراء إلا خوفا من بروز طاغية شعبي،أوديكتاتورشعبي، و ديماغوجي، و شعبوي مثلما نقول اليوم.
وأعني بهذا شخص يضحى أكثر شعبية يتقلد، بفضل أغلبية ،السلطة بكامل الإطمئنان.
يسمح النفي أو الإبعاد بمطاردة كل شخص تتعاظم شعبيته بشكل زائد عن اللزوم. فالمنفي او المبعد لا تتم معاملته كمدان لارتكابه خطئا ؛ أو كمحكوم لإقترافه جنحة إن الأمر يتعلق فقط بإجراء احتراسي. وبهاته الطريقة يتم تجنيب البلاد الشخص الذي تتجاوز شعبيته الحدود.
وتكفينا قراءة الخطاب الجنائزي الشهير لبيريكليس Périclès الذي حرر على اثر وفاة ثيوسيديد Thucydide كي نفهم ما كان . ومثلما قال تشرتشل يوما، ضمن عبارة.له باتت شهيرة،إن الديموقراطية هي الشكل الأسوأ للحكم مقارنة مع باقي الأشكال الأخرى التي تتميز بكونها الأردأ على نحو كبير.
فليست الديموقراطية في حد ذاتها صالحة على نحو خاص، أن كل ما هو جيد لا يأتي عادة من الديموقراطية التي ليست سوى وسيلة لدرإ الطغيان، هذا كل ما في الأمر. أكيد أن الديموقراطية تعني أن الجميع سواسية أمام القانون ؛ وأن لا أحد مذنب ما لم يثبت القانون ذلك الخ؛ وهذه هي المبادئ الأساسية التي تشكل جزء من دولة الحق و القانون .وبصيغة أخرى، إنها شكل من أشكال صيانة دولة الحق و القانون .
غير أنه لا وجود في الديموقراطية لمبدإ تكون الأغلبية بمقتضاه على حق.فقد ترتكب الأغلبية أخطاء جسيمة كتنصيب طاغية،أو التصويت لفائدته كما حدث مرارا.ففي ألمانيا لم يحصل هتلر على الأغلبية لكنه اختير في النمسا من قبل أكثر من تسعين في المائة من الناخبين.
س: يمكن القول إن الديموقراطية هي طريقة لتنظيم الصراع السياسي مع تجنب الطغيان و الديكتاتورية. لكن ألا نجد أنفسنا دائما؛ وفي عصر كهذا ، وضمن ذات الصراع (=السياسي) أمام يسار ويمين؟ وألا يعد هذا صورة دائمة للصراع السياسي الحديث؟.
ج: سبق لي أن أجبت عن هذه النقطة.
س: لقد أجبتم بأن الوقت قد حان لتجاوز الصراع الإيديولوجي لكنكم لم تفصحوا عما كنتم تفكرون فيه بصدد دور اليمين واليسار ؛في الوقت الذي انتهت فيه الآن،وبشكل فعلي ،المواجهة الإيديولوجية بين الشيوعية والنزعة المناهضة لها .
ج: أعتقد أن إجابتي عن هذا السؤال كانت مضمرة في ما قلته سالفا.كانت الوظيفة الأصلية لليسار تتمثل في دعم المعدمين و المحرومين underdogs. لكن المؤسف هو أن اليسار أنساق في الاتجاه الخاطئ عندما طفق؛ ولدواع ايديولوجية، يعتبر أولئك المحرومين underdogs بروليتاريا ، وعمالا حتى وإن لم يعد لهم أي وجود.
س: إذن وكيما نختم ،ما هي مهمة اليسار في المستقبل المنظور؟.
ج: يتعين علينا أن ننظر إلى ما حولنا متسائلين عمن يكون هؤلاء المحرومون underdogs . فأنا أصر على أن الطبقة الوحيدة التي يحق لنا اعتبارها كذلك هم الأطفال . وكيما أكون أكثر وضوحا أقول بأن الراشدين يرتكبون اليوم جرائمهم أمام الأطفال.هذه هي الوضعية التي عملنا على خلقها . والحال أن كل ما يحدث من انحراف ،واجرام أمام الأطفال يضحى بالنسبة لهم مثالا يحتدى. إننا ماضون في طريقنا صوب نسيان أن جميع الحيوانات تتعلم بالاقتداء عبر ملاحظة ما يقع في محيطهم؛ ومن خلال القيام بذات الشيء. فلنتصرف كلما آن الأوان.
-*-إحالات-*-
-من إعداد المترجم-
1) Popper(Karl) :1997 ,Refusons l’historicisme ,l’avenir est ouvert, in ,La leçon de ce siècle, entretien avec Giancarlo Bosetti ,traduit de l’italien par Jacqueline et Claude Orsoni ,Bibliothèque 10-18. U.G.E ,Paris , France, PP :82-92..
2) سعيد (إدوارد) : 1997، الثقافة والامبريالية، ترجمة وتقديم كمال أبو ديب، الطبعة الأولى، دار الآداب، بيروت، لبنان، ص ص : 10 -11.
3) Popper(Karl) :1981 ,la quête inachevée ,traduction française de R. Bouveresse ,Paris ,Calman-lévy. France.
4) وهم Gerhardt و Hans وأختهما Frittiالتي كانت تحمل اسم Elfriedi .هؤلاء كانوا أبناء الفيلسوف النمساوي Rudolf Eisler وقد غمروا كارل بوبر بعطف كبير ثم جذبوه فيما بعد إلى الحزب الشيوعي النمساوي لأنهم كانوا قياديين وناشطين داخل ذات التنظيم.
5) Popper(Karl) : 1966 ,The open society and its enemies. Princeton University Press.New Jersey. fifth edition.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟