صورة الفلاحة في التراث الإسلامي ـ رشيد يلمولي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse30090  يوصف التراث بأنه من المرجعيات الأساس في بناء التصورات و الآراء الخاصة بالثقافة و المجال الحضاري الإسلامي ، و آلية لمعرفة البنية الذهنية و معرفة خصوصياتها " الابستمية " ، عبرها نستطيع أن نعرف مستويات القول و أطره ،  فلسفته و قوانينه ، و المرتكزات الناظمة لنسقه و القادرة على تشكيل أنواع الوعي به .
تتوقف هذه المعرفة على تحديد إطاره المرجعي و أفقه ، و هذه الفلسفة مرهونة بتحقيق التراث الذي لا يمتد إلى التراث ليلغيه ، و لكن ليستمر في روحه ما دام أن تحقيقه لا يتم إلا بعد إلغائه ؛ أي تمثله في جوانبه و امتداداته تحليلا و نقدا ، و يتأتى ذلك بعد قتل التراث فهما و استيعابا .
غير أن التراث لا يقدم نفسه وفق صورة موضوعية " خالصة " ، إذ أن البحث فيه يصطدم بما سماه الأستاذ محمد جسوس بالعائق التراثي ، وهو إعاقة البحث و " منعه " من تكوين و تأسيس معرفة موضوعية ، تصل في بعض الأحيان إلى حد المفارقة و التباين ، لعل موضوع الفلاحة أحد مظاهرها المعبرة ؛ لذلك ما طبيعة الصورة التي يقدمها التراث عن الفلاحة ؟ و كيف يمكن تفسير هذه الصورة ؟
   يفيد الفلح في اللغة الشق ، الفلح مصدره فلحت الأرض إذا شققتها للزراعة ، و فلح الأرض للزراعة فلحا إذا شقها للحرث ، و الفلح هو الشق و القطع ، فلح رأسه فلحا إذا شقه [1] .


و تعني كذلك المكر إذ فلح به فلحا مكر و قال غير الحق و التفليح هو المكر و الاستهزاء [2] .
إن الدلالة المستوحاة من اللغة تحيل على معنيين مناقضين ، فالفلح الدال على حرث الأرض و زراعتها ، يقابله المكر و الاستهزاء و قول غير الحق ، و هو ما قد يعني احتضان التراث لمعنيين يصعب الفصل بينهما ، و في هذا نستغرب من تغاضي أحد الدارسين [3] عن هذه الحقيقة اللغوية أثناء دراسته لعلم الفلاحة في الثقافة العربية الإسلامية ، و تركيزه فقط على المعنى الإيجابي .

و تجب الإشارة إلى أن مفهومي الزراعة و الفلاحة مترادفان و مترابطان ، فكلاهما يتعلق بحراثة الأرض و زراعتها ، إذ الفلاحة هي الأصل ما دامت تعني شق الأرض و قطعها و حراثتها تمهيدا لزراعتها ، من هنا الزراعة لاحقة على الفلاحة مرتبطة بها ، فلزراعة الأرض لابد من شقها و حراثتها [4] .

إن الانتقال من الأساس اللغوي إلى الإطار المرجعي الذي اهتم بالمجال الفلاحي ، يضعنا أمام حقيقة أخرى و هي ضمور إن لم نقل لفظة فلاح رغم قدم هذا القطاع الحيوي ، حيث تحضر مصطلحات لها الدلالة نفسها و هي الأكرة و أهل الأرياف بدلا من كلمة فلاح التي ارتبط استعمالها بالقرن السابع الهجري [5] ، و يدين هذا الغياب إلى طبيعة و فلسفة التعامل مع الفلاحة الذي انصب على أساسا على النبات ووسائل الري و طرق الزراعة ، في وقت ظل الحديث عن الفلاح أسير نظرة هامشية[6] ، و هذا ما تصدح به كذلك كتب الفلاحة الأندلسية الذائعة الصيت .

و ارتباطا بالاهتمام نفسه ، تحول هذا  التهميش من اللغة إلى المستوى الاجتماعي و القيمة الخاصة به ، من خلال تصنيف مهنة الفلاحة و فئة الفلاحين في أسفل مراتب المجتمع [7] ؛ حيث وسمت بأنه من معاش المستضعفين و أهل العافية من البدو [8] ، و لا ندري كيف يمكن أن نفهم تصنيف الفلاحة عند ابن خلدون ضمن معاش المستضعفين و بأنها بسيطة و طبيعية لا تحتاج إلى علم و لا نظر ، و في الآن ذاته من أمهات الصنائع [9] ، و الذي يبدو أن  أصالته توارت و لم ترق إلى الصورة المعهودة به حيث عرف الفلاحة تعريفا بسيطا لا يرتبط بأي رؤية معرفية أو علمية قائلا :" هذه الصناعة ثمرتها اتخاذ الأقوات و الحبوب بالقيام على إثارة الأرض و ازدراعها ، و علاج نباتها و تعهده بالسقي و التنمية إلى بلوغ غايته ثم حصاد سنبله و استخراج حبه من غلافه و إحكام الأعمال لذلك و تحصيل أسبابه و دواعيه و هي أقدم الصنائع لما أنها محصلة للقوت المكمل لحياة الإنسان غالبا ، إذ يمكن وجوده من دون جميع الأشياء إلا من دون القوت و لهذا اختصت هذه الصناعة بالبدو .إذ قدمنا أنه أقدم من الحضر و سابق عليه فكانت هذه الصناعة لذلك بدوية لا يقوم عليها الحضر و لا يعرفونها ، لأن أحوالهم كلها ثانية عن البداوة فصنائعهم ثانية عن صنائعها و تابعة لها" [10] .

 

    إن الصورة التي يقدمها ابن خلدون و ابن الأزرق عن الفلاحة ، محكومة بروح العصر و المرجعية الثقافية ؛ فابن الأزرق و في إطار تفسيره لمقولة الفلاحة من معاش المستضعفين ، يستند إلى سببين ؛ مفاد الأول أن كيفيتها سهلة التناول لبساطتها و أصلها في الطبيعة لذلك لا ينتحلها أهل الحضر ـ في الغالب ـ و المترفون ، ومؤدى الثاني أن منتحلها مخصوص بالهوان و الذلة [11]، مستندا في ذلك على خلفية ثقافية و هي حديث الرسول ( صلعم ) المعروف عن سكة المحراث لدى الأنصار ، و على واقع تاريخي يقول فيه :" و قد ذكر ابن الحاج لحاق هذا الذل لمنتحلها في الديار المصرية ، قال : كأنه عبد لبعضهم أسير ذليل صغير حقير لا مال و لا روح لما فيه من الذل في هذا الزمان " [12] ، و لتبرير هذا " القول " أورد حديثا للرسول ( صلعم ) يقول فيه :" إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " ، و ذلك بعد أن قال أن الإكثار منها مظنة لنسيان الجهاد الذي به العز و الحماية [13] ، و هو التعليل نفسه الذي نجده عند ابن خلدون بكون المغرم الذي يتبع الفلاحة يفضي إلى التحكم ، بكون الغارم على إثرها ذليلا بائسا خنوعا بما تتناوله أيدي القهر و الاستطالة [14] ، و قد اعتمد في سبيل تدعيم ذلك على حديث الرسول ( صلعم ) بعد أن رأى السكة ببعض دور الأنصار قال فيه :" ما دخلت هذه دار قوم إلا دخله الذل " ، و يذكر أن البخاري استكثر من هذا الحديث و ترجم عليه باب ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع و تجاوزت الحد الذي أمر به [15] .

قد تقاس القيمة التحقيرية للفلاحة من جانب ابن خلدون بالمغارم و الضرائب ، التي تستخلص خاصة من الفلاحين و الأكرة و التجار و بالمذلة و الضيم المترتب عن دفعها [16] .

ترتد هذه الصورة إلى بنية ذهنية أسيرة نظام ثقافي ينتصر لمجتمع المدينة ( العاصمة مركز الحضارة ) و الثقافة المرتبطة بها ، و إلى خصوصية اجتماعية ـ سياسية ترى في اللقاحية أي الاعتداد بالحرية المجالية و الأفق المفتوح الذي يمج الاستقرار ، و يعد هذه الخاصية رمزا من رموز السيادة التي تطالها يد و لا تدين بولاء ، و لا غرو أن المرجعية الدينية تغذي ذلك ، من خلال حديث قال فيه الرسول ( صلعم ) :" جعل الله رزق هذه الأمة في سنابك خيلها و أزجة رماحها ما لم يزرعوا فإذا زرعوا كانوا من الناس " [17] .

إن المعنى الثاوي خلف كلمة فلاح يبطن تقديرا معينا لفئة من الناس على أخرى ، من ذلك أن ابن سلام في إطار تفسيره لمقولة " و إلا فلا تحل بين الفلاحين و بين الإسلام " لم يرد الفلاحين خاصة و لكنه أراد أهل مملكته جميعا ، ذلك أن العجم عند العرب كلهم فلاحون ، لأنهم أهل زرع و حرث ، لأن كل من كان يزرع فهو عند العرب فلاح إن ولي ذلك بيده أو وليه له غيره [18] .

أما المعنى الثاني ( المرجعية الثقافية ) فهو أن الفلاحة آلية تحول دون الجهاد و نشر القيم الدينية التي يكفلها المشروع الديني ، بوساطة الحرب و النموذج الإنساني غير المستقر ( الرحل ) ، و يمكن أن نورد هنا حديث الرسول عن سكة أحد دور الأنصار ، و غيرها من أن الاشتغال بالفلاحة عن الجهاد مذموم [19] ، و يستند في ذلك على جملة من الأحاديث التي تدل على كراهة الاشتغال عن الجهاد بالحراثة و التجارة [20] .

أما ابن زنجويه [21] ؛ فيورد حديثا لعمر بن الخطاب بعد أن سأل عن حكم أرض السواد قال :" قد اختلفتم فأنا أرى غير ذلك إنكم إن اتكلتم على الأرض و الزرع تركتم الجهاد " ، و يروى أن عمر بن الخطاب كان ينهى عن قتل الفلاحين ، لكن هب أنهم لم يقاتلوا أليسوا كفارا و الكافر و إن لم يحارب يجوز أخذ ماله [22] .

إن منطوق النصوص المشار إليها آنفا ، يتضمن صورة فيها تهميش الفلاحة و الفلاحين ؛ و ذلك راجع إلى أن البنية السياسية و الثقافية مستمدة من السيطرة و الانتشار الذي حققته مجتمعات الرحل و القوى المحاربة باعتبارها المنتجة سياسيا ، و القادرة على صناعة السلطة و القوة ، من خلال اعتمادها على الحماية و الغزو المسنود بالعصبية [23] .

أما المعرفة الخاصة بالمجتمع الفلاحي ، فهي مستوحاة من مصادر غير فلاحية ، أي من مرجعية مدينية تدور في فلك سلطة مركزية كان قطبها المدينة ، فالمجتمع الفلاحي لم ينتج المكتوب و هذه المدينة كانت تنظر إلى الفلاح نظرة وعاء ضريبي دوره توفير الجباية و الخضوع للإذلال و القهر و تسلط اليد العالية [24] ، آلية النظر هاته إلى الفلاحة و الفلاحين كانت معزولة عن الإنتاج و متطلبات العمل و همومه المتطلبة له و التأمل فيه ، تم التعاطي من خلالها مع من يؤدي العمل اليدوي بنوع من التهميش و الدونية و هو ما أنشأ فلسفة و تصورا يقلل من العمل اليدوي و يعطي أهمية استثنائية للقوى البشرية التي لا تمارس الأعمال اليدوية [25] .

إشكال الفلاحة إشكال ممزوج بالإطار المرجعي الذي انتظمت حوله رؤية ثقافة معينة ، و إشكال سوسيوـ تاريخي مجد السيف و أعلى من قيمة الجهاد ـ الحرب و اللقاحية ،و قلل من قيمة الاستقرار باعتباره ضامنا " للأمن الغذائي " و دعامة لاستمرار الجهاد عبر توفير العدة و المؤن ،  فهل تقف الفلاحة عند هذه الصورة فقط ؟ .

   لا يمكن في تقديرنا أن نقف عند مستوى معين من هذا التراث ، بل الأمر موكول إلى خاصية أخرى مجدت الفلاحة و أعلت من قيمتها لما تكتسيه من أهمية في بنية اقتصاد المجال الحضاري الإسلامي ، حيث يصدح مؤلف يحيى بن آدم القرشي و ابن زنجويه بالأحاديث النبوية و سير الصحابة تؤشر على اهتمام دال بالفلاحة ، تؤطره خلفية دينية تجد سندها في الآيات الكريمة التي حثت على الاستخلاف و تعمير الأرض [26] .

أما الأحاديث النبوية ، منها قوله (صلعم ) :" من زرع زرعا أو غرس غرسا فله ما أصابت منه العوافي " [27] ، و في حديث آخر قال ( صلعم ) :" من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه إنسان أو سبع أو طائر فهو له صدقة " [28] .

ومن الأحاديث التي رغبت في الزراعة قوله ( صلعم ) :" من كانت له أرض فليزرعها فإن لم يستطع و عجز عنها فليمنحها أخاه المسلم و لا يؤاجرها إياه " و على المنوال ذاته قال (صلعم ) :" ما من امرئ يحيي أرضا فيشرب منها ذو كبد حرى أو تطيب منها عافية إلا كتب الله بها أجرا " [29] .

و تحبل سيرة الخلفاء الراشدون بالمواقف الدالة على اهتمام خاص بالفلاحة و الفلاح ؛ و في هذا المستوى كتب عمر بن الخطاب إلى واليه سعيد بن عامر بن حذيم :" مالك تبطئ علينا في الخارج ؟ فقال أمرتنا ألا نزيد الفلاحين على أربعة دنانير فلسنا نزيدهم على ذلك ، و لكنا نؤخرهم إلى غلاتهم فقال عمر :" لا عزلتك ما حييت " [30] ، و سار علي بن أب يطالب على المسار نفسه حين أوصى أحد ولاته :" لا تضربن رجلا منهم سوطا في طلب درهم و لا تقمه قائما و لا تأخذن منهم شاة و لا بقرة ، إنما أمرنا أن تأخذ منهم العفو ، أتدري ما العفو ؟ الطاقة " [31] ، و كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة :" فضع الجزية على من أطاق حملها ، و خل بينهم و بين عمارة الأرض فإن في ذلك صلاحا لمعاش المسلمين و قوة على عدوهم " [32] .

و إذا انتقلنا إلى مستوى آخر من التنويه ، و جدنا الأمر لا يختلف كثيرا ، فهذا الطرطوشي يقول عن الفلاحة :" و إذا ضعف المزارعون عجزوا عن عمارة فيتركوها فتخرب الأرض و تهرب الزراع ، فتضعف العمارة فيضعف الخراج و ينتج ذلك ضعف الأجناد و إذا ضعف الأجناد طمع الأعداء في السلطان " [33] ، و كما يلاحظ ينتقل هذا النص في تدرجه من البنية إلى المظهر ، أي من مستوى العمارة و الاستخلاف و إنتاج الخيرات المادية إلى ضعف السلطة العسكرية ـ السياسية المتأتية من ضعف الزراعة و هجرة المزارعين ، هذا المنحى يأخذ بعدا أكثر دلالة عند ابن عبدون الذي ربط بين العمران كله و الفلاحة ، منها العيش كله و الصلاح جله ، و في الحنطة تذهب النفوس و الأموال ، و بها تملك المدائن و ببطالتها تفسد الأحوال [34] .

إن نص الطرطوشي و ابن عبدون ليسا إلا وجها من وجوه الأصالة الخبيئة في التراث ، و التي تدين إلى مرجعية أكثر عمقا و هي المدرسة الفلاحية الأندلسية .

يقول ابن خلدون منتقدا هذه المدرسة :" فاقتصروا منه على الكلام في النبات من جهة غرسه و علاجه ، و ما يعرض له يف ذلك و حذفوا الكلام في الفن الآخر جملة و اختصر ابن العوام كتاب الفلاحة النبطية على هذا المنهاج و بقي الفن الآخر منه مغفلا " [35] .

قد يبدو أن نص ابن خلدون يكتسي وجاهة نقدية ، غير أن المتمعن لنصوصه التي أشرنا إليها سابقا ، يلاحظ أن صاحب المقدمة لم يقدم شيئا للفلاحة و لا لفكرها و لا للفن المغفل ، بل أرداها تافهة بائسة بسيطة بحكم ثقافته و إطاره التاريخي الذي نهل منه تصوراته .
لعل الحديث عن المدرسة الفلاحية الأندلسية هو امتداد لصورة الاهتمام و التنويه الذي لاقته الفلاحة في المجال الحضاري الإسلامي [36] ، و يمثلها مؤلف مجموع الفلاحة لابن وافد ، وكتاب الفلاحة لابن بصال ، و كتاب المقنع لابن حجاج الاشبيلي ، و كتاب الفلاحة لأبي الخير الإشبيلي ، وزهرة البستان للطغنري ، و بصرف النظر عن العيوب التي تميز " مادة " هذه المدرسة خاصة التشابه و التكرار [37]، فإنها مثلت بالمقابل وجها من وجوه التقدير الحضاري و " العلمي " للمسألة الفلاحية .
تتحدد صورة الفلاحة بالبنية الذهنية و الثقافية و المنطلق الاجتماعي ـ التاريخي ؛ حيث أن صورة " التهميش " و " الإقصاء " ، ترجع ـ فيما نعتقد ـ إلى منطق لحظة التأسيس التي انبنت على مقوم الجهاد و مفهوم الحرب و الغزو بغية نشر الدين و تعميم تأطيره للحياة الحضارية لمجمل الشعوب و القبائل ، و من هنا احتلت الفلاحة تلك القيمة الدونية في سلم الأولويات ، لتغدو في المراحل الموالية إلى قاعدة تم على منوالها نسج رؤية تمجد الثقافة البدوية ، التي انتصرت لبنية المجال و إنسانه ، و ألغت آلية النظر العقلي إلى الفلاحة باعتبار مادتها دعامة للجهاد و الخراج معا ، و تغذت آلية النظر هاته على الأمواج المتلاحقة من الغزاة ـ البدو ، و التي أضحت معهم معالم الانحطاط أكثر وضوحا و انتشارا [38] ، إلا من الأندلس التي ساعدت مؤهلاتها على بروز " وعي " فلاحي له قيمته في الدفع بميلاد مدرسة لها خصوصياته المعرفية و التاريخية ، و التي قللت من صور التهميش التي طبعت جانبا من رؤية المجال الحضاري الإسلامي للفلاحة ، لذا نحسب أن مشكلة الفلاحة في العالم الإسلامي هي مشكلة إطار سياسي داعم للفلاحة و متعاطف مع الفلاحين ، و يدين هذا الغياب إلى طبيعة القوى السياسية و الدينية التي اجتاحت المجال السياسي و الحضاري خارج التعاقد و المشروعية السياسية و الاجتماعية [39] .


 ـ ابن منظور ، لسان العرب ، ضبط خالد رشيد القاضي ، ج 10، الدار البيضاء 2006، ص 302.[1]
 ـ نفسه ، ص 303.[2]
 ـ مصطفى عبد القادر غنيمات ، علم الفلاحة عند الأندلسيين ( دبلوم دراسات عليا ) كلية الآداب محمد الخامس الرباط 1982 ، ص 2.[3]
   رسالة مرقونة .
 ـ مصطفى عبد القادر غنيمات ، علم الفلاحة في الثقافة العربية الإسلامية (دكتوراه دولة ) ، كلية الآداب محمد الخامس ، الرباط 1993 ، [4]
   ص 13 ، رسالة مرقونة .
 ـ عبد اللطيف حباشي ، حول صورة الفلاح في الثقافة العربية الإسلامية ،مجلة أمل ، س3، ع 9، 1997،  ص 62ـ 63.[5]
 ـ عبد اللطيف حباشي ، حول صورة الفلاح في الثقافة العربية الإسلامية ، ص 61.[6]
 ـ محمد شكري سلام ، هامشية المسألة الفلاحية ، مجلة أمل ع 22ـ 23 ، س8 ، 2001، ص 283.[7]
 ـ ابن خلدون ، المقدمة ، تحقيق درويش الجويدي ، ط 1 ، بيروت 2000، ص 283.[8]
   ـ ابن الأزرق ، بدائع السلك و طبائع الملك ، تحقيق محمد بن عبد الكريم ، الدار العربية ليبيا ـ تونس ص 796.
 ـ ابن خلدون ، المقدمة ، ص 355، فصل 23.[9]
 ـ نفسه ، ص 365 فصل 24.[10]
 ـ ابن الأزرق  ،المصدر السابق ،   ص 796.[11]
 ـ نفسه ، ص 797.[12]
 ـ نفس و الصفحة .[13]
 ـ ابن خلدون ، المقدمة ، ص 294.[14]
 ـ نفسه ، ص 294.[15]
 ـ ابن خلدون ، المقدمة ، ص 133، 256، 258.[16]
 ـ يحيى بن آدم ، كتاب الخراج ،تصحيح و شرح أحمد محمد شاكر ، دار المعرفة بيروت ،  ص 81.[17]
 ـ ابن سلام ، كتاب الأموال ،تحقيق خليل محمد هراس ، ط1، دار الفكر 1975،  ص 30.[18]
 ـ ابن رجب الحنبلي ، الاستخراج لأحكام الخراج ، لبنان 1982، ص 86.[19]
 ـ نفسه ، ص 86.[20]
 ـ انظر ، كتاب الأموال ، ص 85.[21]
 ـ ابن رجب الحنبلي ، المرج السابق ، ص 87ـ 88.[22]
 ـ علي أومليل ، الخطاب التاريخي دراسة لمنهجية ابن خلدون  معهد الإنماء العربي بيروت لبنان ، ص 143.[23]
   ـ يوسف شلحذ ، بنى المقدس عند العرب ، ترجمة خليل أحمد خليل ، دار الطليعة ، 1996، ص 21 ـ 20.
 ـ محمد شكري سلام ، المرجع السابق ، ص 284ـ 285.[24] 
 ـ رفعت الجادرجي ، في سببية و جدلية العمارة ،ط1، مركز دراسات الوحدة العربية 2006،  ص 31ـ 48.[25]
 ـ البقرة آية 36، و سورة عبس من الآية 24 إلى 32، و سورة يس من الآية 33 إلى الآية 35.[26]
 ـ يحيى بن آدم القرشي ، كتاب الخراج ، ص 81ـ 82.[27]
 ـ نفسه ، ص 82.[28]
 ـ نقلا عن محمد الأمراني ، كيف حث الإسلام على الزراعة و الغراسة من خلال القرآن و الحديث و الفقه و ذلك على الرابط [29]
www .habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/8403 .
 ـ ابن زنجويه ، كتاب الأموال ، ضبط و إخراج أبو محمد الأسيوطي ، ط1، دار الكتب العلمية بيروت 2006، ص 64.[30]
 ـ نفسه ، ص 64.[31]
 ـ نفسه ، ص 65.[32]
 ـ الطرطوشي ، سراج الملوك ،تحقيق جعفر البياتي ، ط1، رياض الريس للكتب و النشر ، 1990،  ص 370.[33]
 ـ ابن عبدون ، رسالة في الحسبة ، ضمن ليفي بروفنسال ، ثلاث رسائل أندلسية في آداب الحسبة و المحتسب ، القاهرة 1955، ص 5.[34]
 ـ انظر ، المقدمة ، ص 381.[35]
 ـ للوقوف عند خصائص و ملامح هذه المدرسة ، يرجى الاطلاع :[36]
   ـ سعيد بنحمادة ، المدرسة الفلاحية الأندلسية ، منشورات ألوان مغربية ، مكناس 2005.
   ـ مصطفى عبد القادر غنيمات ، علم الفلاحة في الثقافة العربية الإسلامية .
   ـ ابن العوام الإشبيلي قاموس الفلاحة على الرابط :
www .islamhistory.info/2016/04/blog-post.htm.
 ـ محمد حناوي ، الأدوات الفلاحية الأندلسية من خلال مصادر كتب الفلاحة نموذجا ، مجلة الاجتهاد (2ـ3) ، ع 34ـ 35، بيروت 1997، ص [37]
   102ـ 106
 ـ اندريو واطسون ، الإبداع الزراعي في بدايات العالم الإسلامي ، ترجمة أحمد الأشقر ، منشورات جامعة حلب ، ص 320.[38]
 ـ لمزيد من التوسع انظر مقالنا المسألة الفلاحية زمن المركزيات السياسية على الرابط :[39]
  www.ebn-khaldoun.com/article_détails.php؟=1969.