الساعة المائية ـ هشام فنكاشي و رشيد عابدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

مـــــــقــــــــدمــــــــــــــــة:
      منذ العصور الغابرة اهتم الانسان بالزمن وذلك لأهميته البالغة في ضبط حياته الخاصة ،وتنظيم علاقاته الاجتماعية، وهكذا ابتكر العديد من التقنيات التي تمكنه من حساب الزمن بطريقة دقيقة . ومن أقدم الادوات التي استعملها لهذا الغرض نجد: الساعات الشمسية، الساعات النارية والتي تعتمد على مبدأ يقوم على الاحتراق لحساب الزمن.
    بالإضافة إلى ذلك لجأ الانسان   إلى النجوم لتقييم الزمن ، إلا ان كل تلك  التقنيات السالفة الذكر كانت لها  نقاط ضعف عديدة، لكن اكتشاف وتطوير الساعة المائية مكن إلى حد كبير من تجاوز تلك العيوب التي تعتري الساعات الاخرى ، فهي ساعة يمكن استعمالها ليلا ونهارا وكيفما كانت الأحوال الجوية، فباتت من اهم اختراعات الانسان ، وما يؤكد تلك الأهمية هو امتدادها الكبير في الزمان والمكان ، فاستعمالها تبت في جميع بقاع العالم، كما أن ظهورها كان منذ القرن الثاني قبل الميلاد واستمر حتى القرن الثامن عشر. و المغرب بدوره كان من الأمم التي عرفت الساعة المائية منذ سنوات خلت.
     سنحاول في هذا العرض التعريف بالساعة المائية وذلك من خلال محورين:

 الأول: سنرصد التطور التقني للساعات المائية عبر التاريخ في عدة حضارات ،في مصر القديمة، وكذلك بلاد الاغريق والرومان وأيضا اوروبا في العصر الوسيط  
أما الثاني: سنتطرق فيه للتعريف بالساعات المائية في المغرب ، وهنا نريد أن نشير إلى أننا في عرضنا هذا سنتطرق للساعات المائية في مدينة  فاس ومراكش فقط، وذلك لكوننا بحثنا في المدن الأخرى ، بالإمكانيات المتاحة، فلم نتوصل إلى معلومات كافية بشأن الموضوع.
المحور الأول : تطور الساعات المائية عبر التاريخ
1.   الساعة المائية في مصر القديمة:
        في فبراير من عام  1885 ،اكتشفت مجموعة من المزارعين المصريين  غرب طيبة(Thèbes) قبر الفرعون (Amenemhe’t)وعليه نقيشة تثبت ان الفراعنة استعملوا الساعات المائية في بداية حكم الأسرة الثامنة عشر، أي حوالي 1550 قبل الميلاد[1]، لكن أقدم ساعة مائية تم اكتشافها سنة 1904 من طرف لوكران (Legrain)  حيث وجدها محطمة قرب معبد آمون في (Karnak) ،وهي محفوظة في متحف القاهرة ،هي عبارة عن اصيص من المرمر، ارتفاعه 36 سنتمتر، وهو كثير الزخرفة سواء من الداخل او الخارج ،ويعود إلى فترة حكم (Anéophis III )أي مابين 1415-1380 قبل الميلاد، وهي ساعة تقسم الليلة إلى إثني عشر جزءا ، على مدار السنة الفلكية المصرية. في أسفل هذه الساعة يوجد ثقب صغير يسيل عبره الماء، هذا الثقب يتسع كلما اتجهنا من خارج الاناء إلى الداخل[2].
         وتعتبر هذه الساعة المائية الفرعونية أول أداة ،تم ابتكارها من طرف الانسان لقياس فترات زمنية، وليس لتحديد الساعة اليومية، وتشتغل  بمبدإ انسياب الماء من الاناء المدرج قطرة قطرة، مع هذا الانسياب ينخفظ الضغط بالتالي سرعة خروج الماء تنقص، لذلك فالتدرجات على على النوع من الساعات غير متساوية المسافة فيما بينها[3].

2الساعات المائية عند الاغريق والرومان:
      الساعة المائية باللغة الفرنسية تسمى clepsydre واصلها يوناني "clespydra" وتعني سارق الماء[4]،وقد دخلت بلاد الاغريق على يد افلاطون حوالي 400ق.م.[5] وبخصوص الساعة التي في الصورة اعلاه، والتي توجد بمتحف اكورا بأثينا، فقد كانت تستعمل لقياس الوقت اثناء المرافعات بالمحكمة، وقد اشار اريسطو (384-322قبل الميلاد) الى الطريقة التي  يتم بها حساب الوقت اثناء جلسات المحكمة[6] . أما بخصوص ابعادها فيبلغ ارتفاعها 0.23 متر ،أما قطرها الاقصى 0.28متر والادنى يبلغ 0.232متر[7].
يظهر لنا التطور  الذي حصر في شكل هذه الساعة مقارنة مع سابقتها المصرية ، هذا الشكل الشلجمي سيحل مشكل التدريجات التي ستصبح متباعدة بنفس المسافة، كما ستتكون من انائين عوض اناء و ذلك لم ينجح في القضاء على كل عيوب هذه الساعة التي لم تكن دقيقة فسرعة تدفق الماء تتغير تبعا لدرجة حرارة التي تتغير، وكذلك قطر الثقب الذي قد يزيد اتساعه بسبب حث الماء أو على العكس قد يضيق بسبب ترسب العوالق فيه.
بالاضافة الى الساعة السابقة تم العثور في بلاد الاغريق على ساعة مائية كبيرة مصنوعة من الحجارة ،تم تاريخها ما بين 322و338 قبل الميلاد، ويوضح الشكل اسفله كيفية اشتغال هذه الساعة. حيث يتم ملء الخزان المربع الشكل الى المستوى المطلوب ،يسيل الماء من الثقب في الاسفل فينخفض معه الجزء الطافي على سطح الماء والذي تبث عليها قضيب يشير الى الوقت بكل دقة،.وهنا بدأ ظهور هذه الساعات التحتأرضية. فالجديد في هذه الساعة هو القطعة الخشبية الطافية .[8]
  لقد ورث الرومان الساعات المائية الاغريقية، وقد شهدت هذه الفترة تطورا  كبيرا على مستوى التقنيات وسنوضح فيما يلي بعض انواع الساعات الرومانية:

الساعة المائية المنزلية:
كانت هذه الساعة دقيقة بشكل ملحوظ ، حيث ينزل الماء من انبوب قطرة قطرة في الاناء وهو ما يؤدي الى رفع  قطعة فلينية  بكيفية منتظمة ، فيشير السهم الذي يحمله تمثال الرجل  الى الساعة بشكل دقيق على اللوحة المدرجة والمرقمة، عند اتمام  12 ساعة يتم تفريغ الاناء تقائيا ليبدأ حساب اثنتي عشر ساعة جديدة [9]ويمكننا ان نعتبر هذه الساعة  هي التي دشنت حقبة الساعات الاوتوماتيكية فالتقنيتان الجديدات هما الماء بدل التفريغ بالاضافة الى الاشتغال الدائم
ساعة ستيزيبيوس
عاش  المهندس ستيزيبيوس ما بين 230و300 ق.م.  وقد وصف المهندس المعماري فيتروف في كتابه  “de architectura”الذي نشر حوالي 25 ق.م (عهد اوكتاف) أحد الالات التي سماها "machina ctesibia" و تتكون من :
·       خزان يغدي بصفة منتظمة  المربع
·       الجزء الطافي يرتفع فيدور العجلات ،عندما يرتفع التمثال في اليمين يشير للساعة على الطبل(الاسطوانة)
·       الطبل يحمل خطوط تعبر عن الزمن ودورانه يسمح بتحديد الساعة
عندما تصادف العجلة الجزء الاملس للعجلة ينزلق الجزء المعلق فيحدث صفيرا فيبدو كأن الصوت يخرج من الة النفخ التي يحملها الشخص في اليسار
-الساعة الفلكية:
هي ساعة تبرز طلوع وأفول النجوم وتتكون من دائرة توضح الاوقات والمدارات مثبتة على اسطوانة تمكنها من الدوران، هذه الاخيرة يحركها الماء، ويوضح الشكل أسفله كيفية اشتغال الساعة.

           3-الساعة ذات الطبل
يبلغ طولها متر واحدا وهي معروضة حاليا في متحف الزمن، الحامل الخشبي منحوث عليه ارقام رومانية. الطبل المعدني يتحرك على خندق عمودي هذا الطبل مقسم الى عدة صمامات مثقوبة ينتقل عبرها الماء من صمام الى صمام يؤدي ذلك الى ابطاء حركة هبوط الطبل هذا الاخير يخترقه من وسطه محور حديدي يمكن من قراءة الساعة حيث قسم اليوم الى اربع وعشرين ساعة.

المحور الثاني:الساعات المائية بالمغرب
أولا:الساعات المائية بمدينة فاس
 تقديم
الساعاة المائية التي أهداها هارون الرشيد للملك شارلمان
      يذكر أن الساعة المائية التي أرسلها الرشيد إلى الملك شارلمان مصنوعة من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها البعض الاخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الامبراطوري. كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من  حيث
أتوا وتغلق الأبواب خلفهم،أثارت الساعة دهشة الملك وحاشيته, واعتقد الرهبان أن في داخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها, وجاؤوا إلى الساعة أثناء الليل، وأحضروا معهم فؤوسا وحطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها، وقد حزن الملك شارلمان حزنا بالغا واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة واعادة تشغيلها, لكن المحاولة فشلت, فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لإصلاحها فقال شارلمان " انني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها[10]
  قبل التطرق للحديت عن الساعات المائية بمدبنة فاس لابد من الإشارة أنه منذ 685ه استطاع العلماء الموقتون بمدينة فاس أن ينصبوا ساعة مائية في الحجرة العليا من المنارة[11]إلى جانب ما كان هناك من ساعات رملية ومزاول شمسية و اسطرلابات[12] ، جعلت من صومعة القرويين قدوة مثلى لسائر مساجد مدينة فاس.
 وتعد(الغريفة)متحفا علميا وثائقيا يفوق التصور ومما يزيد في قيمتها و مكانتها أنها إلى الآن لم تدرس كما يجب الدرس، لأنها ظلت بمنأى عن عيون الباحثين و المنقبين حتى في الفترات التي تعرضت لها القرويين لأعمال الترميم الكبرى.
وإن في أبرز ما أثار انتباهنا لهذه الغرفة ما فيها إلى الآن من آثار ساعية مائية فريدة التركيب. ولكن لابد قبل الحديث عن هذه الساعة أن نعرف شيئا عن الساعات المائية التي سبقتها في هذه الصومعة.[13]
1ساعة ابن الحباك(685ه/1268م)
ترجع ساعة المعدل أبي عبد الله محمد ابن الحباك للأيام التي تولى فيها قضاء فاس الفقيه الخطيب أبو عبد الله محمد ابي الصبر أيوب بن كانون، فقد اقترح القاضي المذكور على المعدل المذكور نصب ساعة مائية تعرف الناس أوقات النهار و الليل، سواء في ذلك الأيام المشمشة و الغائمة، فالساعات الشمسية و الرملية[14] لم تعد كافية و لا سيما بعدما وصل من أخبار عن الساعة المائية للمدرسة المستنصرية ببغداد[15]،  مع ما نعلمه سلفا من تنافس بين جناحي العالم الإسلامي مشرقه و مغربه.
لقد برهن ابن الحباك عن مقدرته العلمية عندما نصب محراب مدرسة الصفارين على أحسن وجه، ولهذا لبى ابن الحباك رغبة القاضي وصنع صحنا من فخار بالقبة العليا : وملأه بالماء وجعل على وجه الماء مجرى من نحاس دا خطوط و ثقاب يخرج الماء من ذلك المجرى بقدر معلوم إلى أن يصل إلى الخطوط المرسومة على مختلف ساعات الليل و النهار ،فتعرف بذلك الأوقات كلها وكان ذلك سنة خمس و ثمانين وست مئة[16] (1268م)،أي قبل مباشرة أعمال الاصلاح في الصومعة بيد أن نصب الساعة المذكورة في القبة العليا بعيدة عن الماء كان مما شجع على إهمالها و إغفالها ومن الملاحظ أن الوصف الذي وصفت به هذه الساعة يفيد أنها كانت تمتاز عن سائر الساعات المائية التي سبقتها، ومنها الساعة التي ورد الحديث عنها في مخطوطة الجزري[17]،كانت تمتاز بأنها أصغر حجما وأبسط تركيبا، بحيث إنها كانت بالنسبة للساعات العصرية كما لو كانت ساعة يد إذ كان في المستطاع نقلها من جهة إلى أخرى.[18]

2-ساعة الصنهاجي-الفرسطوني-ابن العربي 717ه/1317م[19]
 احتلت هاته الساعة مكانا بارزا من وصف الجزنائي في جني زهرة الآس. ويتعلق الأمر بالمنجانة[20] التي صنعها الشيخ المعدل أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصنهاجي –أيام السلطان أبي سعيد عثمان المريني-وقد رسم خطوطها أبو عبد الله محمد بن الصدينة القرسطوني،بعد أن تطوع بعض المؤمنين على المشروع من مالهم الخاص.
لقد جعل في ركن الغرفة عن يمين[21] المتقبل مجنا من خشب الأرز وجعل داخل المجن إناءين كبيرين من فخار: أحدهما أعلى من الآخر وجعل الماء من أعلى منهما وبأسفله أنبوب من نحاس محكم العمل ينزل الماء في الإناء الأسفل بقدر معلوم وجعل على أطرافه خطوط ترمز إلى الساعات و الدقائق و أوقات الصلاة في الليل و النهار، ونشبت بها مسطرة عمودية رسمت عليها خطوط تقسيم الوقت[22]،وقد جعل على وجه الماء الذي يجتمع في الإناء الأسفل جسما عائما مجوفا من نحاس على شكل الأترجة معلقا في الطرف الذي يلي الغلور[23] فإذا طلع الجسم بطلوع الماء الذي يجتمع في الإناء الأسفل طلع طرف الغلور وطلعت بطلوعه المسطرة، وكلما طلعت بطلوع الأزمان ظهر في الوقت المطلوب. فاذا تم النهار والليلة المقبلة له، رد الماء من الوعاء الأسفل إلى الوعاء الأعلى وعلقت المسطرة كما كانت.
  وبمرور الزمن أهملت صيانة الساعة إلى أن تقدم للنظر في التوقيت وشؤون الآذان أبو عبد الله محمد بن محمد ابن العربي سنة 747ه/1346م،فقام هذا الشيخ بتجديد المنجانة على وجه متقن يفوق الترتيب الأول، ولم يزل ابن العربي يجتهد في ذلك إلى صدر أيام السلطان أبي عنان حيث فكر في أن ينصب على الواجهة الشمالية لذلك المجن شبكة أسطرلاب[24]،ومتى طلعت المسطرة المذكورة تعرف أوقات الليل و النهار بتحرك خيوط الأسطرلاب و رسومه، وهكذا ربط بابتكاره بين الأسطرلاب و الساعة المائية، وتؤطر دائرة الأسطرلاب أربع صفائح تكون مربعا، طول الصفيحة 71 سانتيمات،كل واحدة نشبت بخمسة مسامير.تحمل الصفيحة العليا-بخط رديء-الآية الكريمة:(إن في خلق السماوات و الأرض)إلى قوله تعالى(وقنا عذاب النار)أما المسطرة اليسرى فقد نقش عليها:(إن الله وملائكته يصلون على النبي...الآية سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد)وتحمل الصفيحة اليمنى كلاما[25]،ختم هكذا :(ولذكر الله أكبر) أما الصفيحة التحتية فقد ضاعت،و بالاضافة إلى اثني عشر بابا صغيرا في أعلى الأسطرلاب،ومثلها في أسفله، نشاهد في داخل الإطار المربع دائرة أسطرلاب قطرها42 سنتيما،وقد أحاطت بها 24 قطعة، كتب على الأول وهي التي على يسارك و أنت تواجه الأسطرلاب –الساعة الأولى، وتحت هذه العبارة كلمة شهر يناير(ل)،وهكذا الساعة الثانية: برج الجدي(يز)،والثالثة فبراير(كج)،تم الرابعة برج الأسد(كج)،والخامسة شهر مايه(ه)والسادسة برج الحوت (يو)،والسابعة إبريل والثامنة برج الحمل(يز)نوالتاسعة شهر(مايه)،والعاشرة برج الثور(يز)،والحادية عشر يونيه،والثانية عشر برج الجوزاء،تم الساعة الأولى شهر يوليه والثانية برج السرطان والثالثة شهر غشت والرابعة برج الأسد والخامسة شتنبر والسادسة برج السنبلة والسابعة أكتوبر والثامنة برج الميزان والتاسعة نونبر والعاشرة برج الأسد والحادية عشر دجنبر والثانية عشر برج الثور. وقد رسم وسط الأسطرلاب "البعد في الشمال عن خط الإستواء...وخطوط الساعات من الأولى إلى 12 ثم أسماء البروج في دائرة أصغر: السرطان[26]والأسد الخ...
 وبعد الدائرة دوائر صغرى، تم صفائح الأسطرلاب الذي مازال يحتفظ بنبالته الصغيرة. ويتأكد أن الأسطرلاب كان يتصل بساعة الصنهاجي بلولب مركزي يربط بينه و بينها، وقد كان متصلا في وقت ما ببكرة مرتبطة بالآلة المذكورة.
 وقد ذاع أمر (المنجانة) هذه و شاع في المدينة،وكان هذا مدعاة دون شك لتشجيع السلطان أبي عنان الذي صعد الصومعة لأول مرة، مئة درجة ودرجة، ووقف على الساعة المذكورة وما اتصل بها. وقد استحسن ذلك، وأنعم على الناظر فيه بمرتب وسع عليه فيه، بل كان هذا كما أسلفنا مما حمله على التفكير في إنشاء ساعة مائية كبرى في أحد شوارع فاس العامة بجوار مدرسته العظيمة وقد حركت هذه الآلة من شاعرية الأدباء،ونقرأ هذه المقطوعة الشعرية التي تتصور الحياة وهي تدب في الأنبوب و العائم و المسطرة، ويتصور الساعة و هي ترشح كأنها باكية،وهي إذ تبكي تدور دواليبها، وإن سحت دموعها وقفت حركتها، تترجم عن المواقيت بالرغم من أيام الغيم فكان ذلك حدتا عظيما للذين اعتادوا أن يضبطوا الأوقات بظهور الشمس و النجوم.[27]
روح من الماء في جسم من الصفر      مولد بلطيف الحس و النظر
مستعبر لم يغب عن عينه سكن      ولم يبت من ذوي ضعن على حذر
وفي أعاليه حسبان يفضله            للناظرين بلا ذهن و لا فكر
اذا بكى دار في أحشائه فلك          خاف المسير، وان لم يبك لم يدر
مترجم عن مواقيت يخبرنا           بها فيوجد فيها صادق الخبر
تقضي بها الخمس فيوقت الوجوب   وان غطى على الشمس ستر الغيم و المطر
وإن سهرت لأوقات تؤرقني         عرفت مقدار وقت السهد و السهر
مجدد كل ميقات تخيره               ذوو التميز للأسفار و الحضر
ومخرج لك بالأجزاء ألطفها        من النهار وقوت الليل و السحر
نتيجة العلم و الأفكار صوره       يا حبذا أبدع الأفكار في الصور[28]
3-ساعة الجاي(763ه/1361م)
وإذا صح أن الذي بقي من ساعة الصنهاجي هو الأسطرلاب مع المسطرة السالف ذكرهما، فان هناك أثرا مهما ما تزال تحتضنه(الغريقة)الى الآن، ونعني بها الساعة المائية التي صنعها في 21 محرم 762ه/20نونبر1361م أبو يزيد عبد الرحمن بن سليمان اللجائي بأمر سابق من السلطان مولانا أبي سالم إبراهيم بن مولانا أبي الحسن بن مولانا أبي سعيد بن مولانا أبي يوسف بن عبد الحي[29] .
  حين يدخل المرء إلى الغريفة يلاحظ عن يمينه شبه خزانة مستطيلة (مرفع باللهجة المغربية) تعلو عن الأرض بنحو مترين ونصف، وعلى مستوى البصر يظهر خشب مزخرف يحمل صفا مؤلفا من أربعة و عشرين[30] بويبا صغيرا، لكل منها فاصل من عود، وأمام كل باب مواضع مهيأة لطاسات (نواقيس) من البرنز، هي الآن مفقودة،تشبه طاسات ساعة المدرسة البوعنانية، وفوق كل موضع من مواضع الطاسات جعبة ملبسة بالعود، وقد رتب الجهاز بحيث يمكن للكرة أن تقع فوق الطاسة كل ساعة من الزمان، ، قطر الواحدة منها خمسة سانتيمترات، وفي أعلى المساند توجد لحسن الحظ بقايا القسم الأكبر من الجهاز الذي يساعد على دحرجة الكرات، كما يساعد على فتح الأبواب،[31]، ويخفيه عن أنظار الناس الإفريز المزخرف، وان العنصر الرئيسي في ذلك هو قناة مستطيلة متدرجة بوضوح ودقة، وهناك قطعة من خشب الأرز  تستقر في فلجة تسحب من طرف إلى الطرف الآخر بواسطة حبل ينطلق من غماز الساعة أو البكرة المتصلة بها، إن تلك القطعة تمر من القناة راجعة إلى البكرة في الطرف الآخر،تم تعود ثانية إلى تقالة الميزان في زاوية الغريفة، حين تأخد هذه القطعة طريقها في القناة، تضغط عند كل باب على رافعة ، لتسحب حبلا فينفتح الباب وبترتيب سابق محكم يمكن لكرة واحدة فقط أن تمر عبر الجعبة الملاصقة، ومنها تتدحرج لتقع على الطاسة، ومن هناك أيضا تنزل من ثقب في وسط الطاسة وخلال أنبوب محجوب عن الأنظار. وعلى سطح منحدر يدفع بها نحو المستودع المخصص لها في جهاز الساعة[32].ويتلائم هذا التصميم في طبيعته مع كثير من التصميمات الساعاتية التي وصفت في المؤلف الذي كتبه المعدل الجزري.
وهكذا نجد اليوم أمامنا نموذجا يسبق بزمن قليل زمن الساعات الأوروبية الآلية.و اذا ما علمنا أن سائر الساعات المائية وخاصة الشرقية قد اندثرت معالمها، يصح القول بأن أقدم ساعة مائية موجودة في العالم هي التي بمدينة فاس[33].
4-منجانة على الشارع العام
من خلال تتبع الحديث في مختلف الحوالات الوقفية القديمة وبخاصة التي تعود إلى أواخر دولة بني مرين ودولة الوطاسيين، يستطيع المرء أن يستنتج أنه كانت هناك ساعة مائية في بداية سوق الشماعين من جهة القرويين، في أعلى المسافة التي تفصل بين الدرب الفحل هناك و الزنقة  التي تليه و التي تنفد إلى سوق القيسارية، وكانت تعرف باسم زنقة السعاة. فقد تردد ذكر "درب المنجانة" و"زنقة المنجانة و تردد قولهم "يسار أو يمين المنعطف من المنجانة" أو ربما حددوه "المنجانة التي فيها برج القرويين" فعلى غرار منجانة التلمساني التي أمر السلطان أبوعنان بنصبها في الشارع العام من الطالعة قبالة باب المدرسة البوعنانية، نصبت ساعة هناك مماثلة، ولابد مع هذا أن نذكر أن "أحد خبراء في تاريخ مدينة فاس" تحدت إلى الأستاذ بيل عن ساعة مدفونة في جدار قرب برج القرويين[34] فهل الأمر يتعلق بمنجانة زائدة عن المنجانة المعروفة بالغريفة؟ إن كتب التاريخ تظل صامتة حول الموضوع إذا ما استثنينا حجج الوقف القديمة، ومع ذلك ما تزال بنا حاجة إلى المزيد من الوثائق التي تتبث أو تنفي وجود ساعة مائية في هذه الجهة.
 
5-الساعة المائية بالمدرسة البوعنانية
 توجد في مدينة فاس ساعة أخرى لعامة الناس بجوار مدرسة أبي عنان (جامع البوعنانية) صنعها الموقت التلمساني أبو الحسن علي المعروف بابن الفحام و الذي أمر ببنائها عام 1357السلطان أبو عنان أثناء تواجده بتلمسان. عن ابن الفحام يخبرنا يحي ابن خلدون في كتابه "بغية الرواد" أنه كان من تلامذة الفقيه التعاليمي أبو عبد الله بن النجار السابق الذكر، و أنه أعرف أهل زمانه بفنون التعاليم، و قد ظهر على يده من الأعمال الهندسية "المنجانة" المشهورة بالمغرب (فاس(.في عام 1924 نشر المشتشرق ريكار دراسة معمقة حول هاته الساعة[35] "تتألف المنجانة من  سلسلة أطباق من النحاس عددها ثلاثة عشر. وضعت كل واحدة منها على حامل من خشب الأرز المنحوت، فوقها ثلاثة صفوف من النوافذ و صف من الطيور المجوفة. في كل ساعة، تسقط صنجة من أحد الغربان الثلاثة عشر على أحد الأطباق، و تدخل داخل الجدار من خلال قناة، فيصدر عن ذلك صوتا. في نفس الوقت تفتح إحدى النوافذ و تبقى مفتوحة بحيث يمكن للمار أن يعرف الوقت مباشرة بحساب عدد النوافذ المفتوحة. طول الساعة حاليا حوالي 11 مترا، و خلف  الجدار توجد آلية عمل الساعة، لكن للأسف، لم يبق شيء من آليتها الهيدروليكية[36] .
 ويقول الجزنائي، في وصفه لهذه  الساعة، في كتاب" جنى زهرة الآس"
"و قد صنع مولانا المتوكل أبو عنان رحمه الله المنجانة بطيقان و طسوس من نحاس مقابلة لباب مدرسته الجديدة التي أحدثها بسوق القصر من فاس، و جعل شعار كل ساعة أن تسقط صنجة في طاس و تفتح طاق، و ذلك في أيام آخرها الرابع عشر لجمادى الأولى عام ثمانية و خمسين و سبعمئة على يد مؤقته علي بن أحمد التلمساني المعدل".
مصرية الموقت في درب المنجانة[37]
وفي ختام محور الساعات المائية بفاس لا بد من الإشارة أنه حتى تضمن الدولة سير المنجانات وسائر الآلات التي وضعت رهن إشارة الموقتين في الغريفة، خصصت دويرة للمؤقت على صلة بالقرويين، وبالصومعة بصفة خاصة. وهذه الدار تعرف في الحوالات الحبسية (حجج الوقف) باسم دار المنجانة، وهي مصرية محملة على باب الشماعين، وكان لها مدخل ثان خاص، من أعلاها ينفد إلى الغريفة مباشرة.
وبجانب دار المنجانة كانت مصرية ابن مسلمة،[38]، ومصرية ابن الرضاع كما تفيد ذلك الحوالات القديمة ويتأكد أن لها صلة وثيقة بوظيفة الموقت، ونعتقد أن اللذين كانا يسكنانها كانا مساعدين للموقت[39]،أو كان مما يقوم بوظيفة النفار في شهر رمضان، والمطلع إلى المصريات الثلاث من درب الفحل[40] الذي في بداية طريق الشماعين.
ثانيا:ساعة جامع الكتبية بمراكش
في جامع الكتبية بمراكش الذي بني بعد سقوط المرابطين من طرف الخليفة عبد المؤمن عام 1147، يعلمنا شهاب الدين العمري في " مسالك الأبصار" ، الذي ألف كتابه ما بين 1337-  1349،عن وجود ساعة ضخمة، و لكنها عاطلة في عصره، و التي وضعت على 50 ذراعا في الهواء[41]
. في كل ساعة من اليوم، تنزل صنجة يتحرك بنزولها أجراس و يصدر وقوعها صوتا يسمع من بعيد. هذه المنجانة تشبه نوعا ما الساعة العامة في فاس. نلاحظ أيضا أن آلية سقوط الصنجة كل ساعة ، تنبني الآلية على استخدام خزان ماء[42]يطفو عليه عوام. يسبب نزول العوام، عند سيلان الماء، دوران جسم أسطواني، الذي بدوره يسمح بدوران موزع الكرات.
. جاء في " مسالك الأبصار"[43] "و منارة جامعها المعروف بالكتبيّين طولها مائة و عشرة أذرع من الحجر، وعلى باب جامعها ساعات إرتفاعها في الهواء خمسون ذراعا ينزل عند انقضاء كل ساعة صنجة وزنها مائة درهم يتحرك بنزولها أجراس يسمع وقعها من بعد، و تسمى عندهم المنجانة، و هي إلى الآن بطالة لا تدور"
 

خاتمة
من خلال محاور هذا العرض، يتبين لنا مهارة الصانع أو العالم المغربي،عبر التاريخ،فصنع هاته الساعات المائية دليل لما وصل إليه العالم المغربي والحضارة المغربية عموما من تطور و إزدهار.
فعمل أغلب هاته الساعات كان يعتمد على حسابات دقيقة،وتقنية عالية مقارنة مع تلك الفترة التاريخية.
ولا أدل على ذلك أن العلماء إلى يومنا هذا لم يستطيعوا تفسير بشكل قاطع كيفية و طريقة عمل الساعات المائية التي لازالت متواجدة في مدينة فاس.
وهذا ما أكسب مدينة فاس إشعاعا علميا تجاوز المغرب،إلى جانب ما تتوفر عليه  طبعا من منشآت مائية أخرى لا زالت تحتاج للعديد من التنقيب.
وموضوع الساعات المائية من المنشآت أو الآلات التي لا زالت تطرح العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بشكل قاطع، ولا زالت بحاجة لمزيد من البحث و التنقيب.
 

المصادر والمراجع
باللغة العربية
   منصور عبد الحكيم،هارون الرشيد الخليفة الذي شوه تاريخه عمدا -
-عبد الهادي التازي:جامع القرويين ،المجلد الثاني، الطبعة الثانية سنة 2000،دار نشر المعرفة الرباط
- طرائف التراث العربي الاسلامي:المجلد الثالث عشر من مجلة المجتمع العلمي العراقي.
 - علي الجزنائي،جني زهرة الآس في بناء مدينة فاس،تحقيق عبد الوهاب بن منصور،الناشر المطبعة الملكيةالرباط
 - ابن أبي زرع،روض القرطاس
 - ابن القاضي العزفي، في جذوة الإقتباس
- ابن فضل الله شهاب الدين العمري،مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"، المحقق: كامل سلمان الجبوري - مهدي النجم الجزء الرابع، الناشر: دار الكتب العلمية،سنة النشر 2010


باللغة الفرنسية


 suplliment II 197Moçriya-Fez avant le protoctorat
Ricard .1924
King, 2005, , Price, 1964
: Madani, 2003
Charles-Henri EYRAUD,Horloges astronomiques au tournant du XVIIIe siècle :de l’à-peuprès à la précision
De la clepsydre à l’horloge atomique,Université de Liège, Département de Physique
Thierry BASTIN, Christophe BECCO, Herve CAPS, Hélène DECAUWER,
Henri-Pierre GARNIR, Pierre-Henri LEFEBVRE, Yves LION,
François LUDEWIG, Geoffroy LUMAY, John MARTIN, Sophie PEDOUX,
Stephan PONTE, David STRIVAY, Nicolas VANDEWALLE.p.3
 - La mesure du temps, G.Lagain - Animatrice Sciences et Mathématiques - IEN Moins.
 Espaces et civilisation, histoire géographie éducation civique,6 année livre du professeur

[1] M. Charles-Henri EYRAUD,Horloges astronomiques au tournant du XVIIIe siècle :de l’à-peuprès à la précision.p.28
[2] Charles-Henri EYRAUD,Horloges astronomiques au tournant du XVIIIe siècle :de l’à-peuprès à la précision.p.24
[3] De la clepsydre à l’horloge atomique,Université de Liège, Département de Physique
Thierry BASTIN, Christophe BECCO, Herve CAPS, Hélène DECAUWER,
Henri-Pierre GARNIR, Pierre-Henri LEFEBVRE, Yves LION,
François LUDEWIG, Geoffroy LUMAY, John MARTIN, Sophie PEDOUX,
Stephan PONTE, David STRIVAY, Nicolas VANDEWALLE.p.3
[4]- La mesure du temps, G.Lagain - Animatrice Sciences et Mathématiques - IEN Moins.
[5] Le temps  compté conté .p.4
[6] Charles-Henri EYRAUD,Horloges astronomiques au tournant du XVIIIe siècle :de l’à-peuprès à la précision.p.34
[7]. Charles-Henri EYRAUD,Horloges astronomiques au tournant du XVIIIe siècle :de l’à-peuprès à la précision.p.33
[8] -M. Charles-Henri EYRAUD,Horloges astronomiques au tournant du XVIIIe siècle :de l’à-peuprès à la précision.p.34
[9] -Espaces et civilisation, histoire géographie éducation civique,6 année livre du professeur .p .211


هارون الرشيد الخليفة الذي شوه تاريخه عمدا, منصور عبد الحكيم ص292[10]
سنتحدت عن وصف هاته الساعة عندما نتصدى للكلام [11]
 من ضمن المراجع التي كانت تعتمد عليها القرويين كتاب ابي الحسن المراكشي جامع المبادئ و الغايات في علم الميقات وفيه جوانب تتعلق   بصناعة الاسطرلاب ،وجوانب بالشمسيات [12]
عبد الهادي التازي:جامع القرويين ،المجلد الثاني، الطبعة الثانية سنة 2000،دار نشر المعرفة الرباط ص322:[13]
 ماتزال بعض الأطراف شاخصة من الساعات الرملية و الشمسية[14]
طرائف التراث العربي الاسلامي:المجلد الثالث عشر من مجلة المجتمع العلمي العراقي. [15]
 جني زهرة الآس طبعة الرباط ص ص 50-51[16]
  روض القرطاس 295[17]
:عبد الهادي التازي:جامع القرويين ،المجلد الثاني، الطبعة الثانية سنة0 200،دار نشر المعرفة الرباط ص323،[18]
 في جذوة الإقتباس لابن القاضي العزفي ص 31 [19]
 كلمة منجانة أصلها فارسي حيت يسمى(ينكان) ساعة مائية، تم دخلها تغيير سببه للنطق فقط فصار ماكانة [20]
 في سائر النسخ المخطوطة التي بين أيدينا كلمة يسار،ويتأكد أنه سبق القلم،وأن الصواب يمين،فإن المجن كان فعلا يمين المستقبل،وما يزال كذلك [21]
 عثرنا على مسطرة عمودية من قطعة نحاس،طولها 67 سنتيما،وعرضها 4 سنتيمات،لاصقة يسار الاسطرلاب وهي مقسمة مرقمة من الأسفل إلى الأعلى،على أساس أربعة و عشرون قسما متساويا لعدد الساعات،كل قسم مقسم خمسة عشر درجة فلكية.[22]
 الغلور يعني جسما في شكل مسند[23]
  ذكر ابن القنفذ تلميذ اللجائي أن أستاذه "اخترع اسطرلابا ملصقا في جدار،والماء يدير شبكته على صفيحة،فيأتي الناظر فينظر إلى ارتفاع الشمس  كم هو و كم مضى من النهار،وذلك ينظر إلى ارتفاع الكواكب بالليل،وأضاف ابن قنفذ أنه وقف على ذلك زمن دراسته على الأستاذ هذا، وقد التبست ساعة الصنهاجي على الأستاذ طيراس بساعة الجاي،الآتي ذكرها لاحقا. [24]
 وهو في أغلب الحالات شعر[25]
 كذا بالصاد بدل السين[26] 
عبد الهادي التازي:جامع القرويين ،المجلد الثاني، الطبعة الثانية سنة 2000 ،دار نشر المعرفة،الرباط ص325[27]
 يستفاد من النبوغ أن القصيدة من شعر أبي العباس احمد بن يحيى بن أحمد الخزرجي.[28]
 يلاحظ أن الأرقام مرسومة بالحروف الأبجدية، ومما يجب ذكرة هنا أن أحدا من المؤرخين-ممن نعرف-لم يتعرض لذكر هذه الساعة، المصدر الوحيد الذي اعتمدنا عليه لمعرفة صانع الساعة و تاريخها،هو الورقة الخطية الحديتة التي ألصقت بجدار الغرفة،و لاشك أن لها صلة بما وقفت عليه من مخطوطة عن تاريخ مدينة فاس للأستاذ القاضي محمد بن عبد السلام السائح رحمة الله عليه.[29]
 هناك ملاحظة نريد أن نلفت إليها النظر،وهي أن هناك 13 طاسة في ساعة أبي عنان،كما أن هناك 25 طاسة في ساعة الجاي،وهكذا نجد
 عدد الأبواب 12 في ياعة أبي عنان،و24 في ساعة الجاي،وتزيد الطاسات واحدةو السر في ذلك هو أن الطاسة الزائدة تكون بمثابة نجدة ريثما تهيء الطاسة الأولى.[30]
 من الطريف أن نعلم أن هاته النوافذنكما كان الشأن لنوافذ المدرسة البوعنانية تفتح بطريقة آلية،واحدة تلو الأخرى،وتبقى مفتوحة ساعة من الزمن  حتى يتمكن الملاحظون من معرفة أجزاء الوقت،وأدق من هذا أن نذكر أنه حين تفتح النافذة الأولى،يكون معنى ذلك أن الساعة في الواحدة،فيكون انفتاح الساعة على مصراعيها أنها بداية الساعة،وانفتاحها على الربع أنها ربع الساعة،وعلى النصف أنها نصف الساعة،وهلم ما جرى.[31]
 كل ما ذكرناه عن آلية الساعة إنما هومحاولة كانت بمساعدة الدكتور برايس،ولابد أن الساعة تحتاج إلى دراسة أعمق ونظر أمعن حتى يقف المرء على آلياتها.[32]
 أسهمت المحاولات المتكررة لاصلاح الساعة في زيادة الغموض الذي يحيط بسر آلياتها[33]
 Les inscription de Fez[34]
[35] Ricard .1924
King, 2005, pp. 66-68, Price, 1964 : راجع أيضا
[36] : Madani, 2003.
 المصرية تعني بيتا صغيرا محمولا على دار كبيرة،|يكون مدخله من ممر الدار ويصعد إليه بدرج،يتوفر في الغالب على منظرة،أوما نسميه في المغرب بالقب، يطل منه على الوارد حتى تعرف هويته،وبالمصرية يتسقبل سيد الدار ضيوفه،ويقال أن أصل الكلمة لاتينية  suplliment II 197Moçriya-Fez avant le protoctorat p246-266-299 [37]
 نسبت هذه المصرية إلى أشخاص آخرين في حوالات أخرى،وذلك كالموقت سيدي أبي الطيب الظريف التونسي،وقد كانت تتصل في جدارها الفوقي بدار عبد الرحمن المركي التي مدخلها قبالة باب الكتبيين القدامى من القرويين.[38]
 ان المتتبع للحوالات الوقفية،سيقف على طائفة من أسماء الفقهاء الذين اعتمروا دار المنجانة،ونذكر منهم على سبيل المثال الفقيه الأستاذ سيدي محمد العدي (حوالة 961-971)وسيدي ابن الحاج.[39]
 يرد في الحوالات القديمة نعت الدرب بالفحل ،ويعنون بذلك الدرب الذي لا ينفذ،فإذا كان ينفذ إلى زنقة أخرى لا ينعتونه بذلك.[40]
[41] 146 Hill, 1974, p. 3.
صل الينا هذا الكتاب باللغة العربية فقط، و لقد ترجم و حرر من طرف "دونالد هيل" : 1976, Hill. D. الميكانيكا العربية، راجع : 20, Canavas بخصوص تأثير أعمال أرخميدس في الميكانيكا العربية راجع،2010.[42]
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"، الجزء الرابع، ص. 100. [43]

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟