الوطنية المغربية وإشكالية الاستمرارية التاريخية ـ كولفرني محمد

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse29058تعايش انفتاح المغرب الاقتصادي في القرن التاسع عشر مع جمود ثقافي أفضى إلى سيادة ثقافة دينية لم تعد تتناسب مع حاجيات المجتمع وتكوين النخبة لمواجهة التحديات والمشاكل التي تواجه البلاد. كانت هذه الثقافة تتأسس على أرضية فكرية يعد الفقه قطبها بمفاهيمه ومنطقه مما خولها موقعا متميزا في الثقافة السياسية السائدة التي أنتجت، عبر التعليم والتربية والجو السائد، ذهنية النخبة كذهنية صورية متعالية عن الواقع وتحولاته ميالة إلى إلغاء السببية والضرورة في المجال الإنساني والطبيعي معتملة بمنهجية القياس.

هذه المنهجية التي تتأسس على الماضي وتشجع كل محاولة للرجوع للأول قصد إنتاج تأويلات جديدة كانت منهجية النخبة بأسرها. هذا ما يفسر سيادة الايدولوجيا السلفية التي يعد من التبسيطية إرجاعها إلى تأثير المشرق لأن جذورها الاجتماعية والثقافية توجد في النسيج الاجتماعي والتاريخ المغربي، حيث تمكنت السلفية حسب العروي، من فرض نفسها كشكل للتعبير ضمن الأنساق الأيديولوجية. هذا ما يفسر من جهة تأثر النخبة بهذا النسق الذهني وامتزاجها بالوطنية كثقافة سياسية إبان الحماية. فإذا كانت الوطنية كمفهوم تطرح إشكالية في التحديد:  أولا كثقافة سياسية، فهي تطرح بامتزاجها بالسلفية إشكالية الاستمرارية التاريخية ثانيا.

1: مفهوم الوطنية والإشكالية المغربية .
تعود إشكالية تحديد مفهوم الوطنية كأحد المفاهيم الأكثر تعقيدا لتعدد المستويات التي يحيل عليها في أبعادها الأيديولوجية والسياسية والثقافية. كما يعود غموضه إلى تداخله مع مفهوم الأمة (Nation) ومصطلح الوطن (Patrie) وتكامله مع معاني البناء الوطني[1]. وقد حدد أحد المختصين مشاكل المقاربة في عنصرين من جهة ازدواجية الكلمة حيث تحيل إلى ظاهرة معلن عنها منظمة ومهيكلة هي وطنية الوطنيين مقابل بعد غير منظم مبثوث يتجاوز الأحزاب والمنظمات التي تتحدث باسمه.


من جهة أخرى وهو الوجه الأخر للإشكال فالإيديولوجيا الوطنية لا تظهر في حالة صفاء إلا استثناء حيث عادة ما تكون ممزوجة بمنظومات قيم سياسية واجتماعية عامة، كما تتساكن مع إيديولوجيات أخرى وتنهل من مذاهب مختلفة وحتى متناقضة[2]، لذا يستدعي التحديد التمييز بين الحالة السابقة لوجود دولة – أمة مستقلة قانونيا فتبدو كإرادة جماعة ذات وعي بخصوصيتها التاريخية لإنشاء وتطوير دولة ذات سيادة خاصة بها، أما في إطار الدولة – الأمة فتبدو كرغبة وإرادة للدفاع عن الاستقلال وتأكيد عظمتها[3].

بناءا عليه فالوطنية تطابق المجهود المبذول من طرف مجتمع لامتلاك مصيره الذي يجب أن يستوعب القيم الحضارية للمجتمع السائدة في كليتها والذي يتعرف عن ذاته من خلالها وتميزه عن غيره[4]. يحيل هذا التحديد الشكلي إلى إشكالية أخرى أي جدلية الشعور الوطني والوطنية التي استأثرت باهتمام العديد من الباحثين، في هذا الإطار ميز (GELLNER) بين الوطنية كمبدأ سياسي يعلن عن ضرورة تطابق الوحدة السياسية والوحدة الوطنية في حين الشعور الوطني بمثابة شعور  الغضب أو الرضى الناتجين عن اختراق هذا المبدأ أو تحقيقه[5].

هذا التمييز صحيح في حدود جغرافية وفي حالة تأسيس الوطنية على قيم جديدة تتجاوز الأسس السابقة فتكون بمثابة مسلسل هدم وبناء[6]. في حين أن الوطنية وخصوصا في المجتمعات التاريخية يتم بناؤها في إطار استمرارية تاريخية تمتزج فيها بمنظومة قيم وتراتبات ومحمولة من طرف فئات ما قبل وطنية. تحيلنا هذه الملاحظة إلى إشكالية العلاقة بالتاريخ أي مخيال الوطنية فحسب (Benedict Andrson) فالخضوع للفضاء المنسجم والمجرد للسيادة الوطنية ليس ظاهرة طبيعية.

فالأمة ليست معطى بديهي ولا هي عابرة للتاريخ، إنها بناء مشيد من طرف الوطنيين يعلنون عن أولويتها على التضامنات السابقة. وتؤكد أن المجتمعات التقليدية كانت غير قادرة عن ابتكار 'الوطنية' كيفما كانت قوة ارتباطها الإثني أو الثرابي*[7] وتذهب إلى أن الوطنية عبارة عن جماعات متخيلة – وهو عنوان الكتاب - جاءت في سياق التحولات التي عرفتها أوربا التي تأثرت بالتصورات حول المجال والزمن، كما وظفت آليات الإحصاء والخرائط والمتحف لإنتاج هذه الجماعات[8].

 يبدو هذا التحليل منطقيا، فماذا بخصوص الوطنية في المجتمعات التي خضعت للاستعمار والتي ظهرت فيها إبان النضال من أجل الاستقلال وهذا ما أغفلته الباحثة، مما يستدعي ضرورة إعادة تعريف الظاهرة. تداركت (Anderson) في الطبعة الثانية من كتابها الإشكال، لتتساءل في الفصل التاسع عن كيفية إسهام الدولة الاستعمارية بطريقة لا واعية في فتح الطريق للمخيال الوطني في العالم الثالث[9]، لتتساءل في الفصل الموالي عن أسباب تخيل الأمم الجديدة نفسها قديمة في مستهل الربع الأول من القرن 19؟[10].

حدود هذا التحليل تتمثل في كونه ظل حبيس النموذج الغربي الذي حاولت إسقاطه على مجتمعات الأخرى كأمثولة للظاهرة الوطنية والاستعمارية، متغاضيا عن جذور الظاهرة التاريخية والإيديولوجية، ففي الحالة المدروسة – المغرب – هناك إجماع على وجود شعور وطني سابق على الاستعمار رغم غياب شروطه المادية والتقنية التي تعود إلى مقاومة التغلغل الأيبيري في القرن 15 و16[11]. هذا  ما يستدعي إعادة النظر في مفهوم الوطنية والعودة إلى جذور الظاهرة عبر الطروحات السائد بهذا الخصوص. على مستوى الجذور فالوطنية ظهرت في القرن 19 كظاهرة سلافية ودنوبية بالأساس ومن تم فالاهتمام بها كان في أوربا الوسطى على أن المحطة الثانية في أدبياتها تعود إلى صعود الفاشية في أوربا ووصمها إياها بخصائصها، هذا في ما يخص المنشأ والتطور الأوربيين[12]. أما خارجها وحتى مع وجودها في قلب الأحداث مثلا في الثورة التركية والإيرانية والصينية لم تكن الظاهرة توصف بالوطنية بل بالإصلاحية أو الأصولية المعادية للأجانب[13].
مع نهاية الحرب العالمية الثانية عرف العالم صعود الحركات الاستقلالية في كل من آسيا وإفريقيا لدراسة الظاهرة إلا أنهم لم يكونوا يتوفرون سوى على مفاهيم تعكس التجربة الأوربية وبالخصوص الدانوبية السلافية في حين أن الوطنيين غير الأوربيين كانت لهم تمثلات وأفكار بخصوص الأمة أعادوا إحياءها وتوظيفها سواء في صراعهم مع المستعمر أو تقديم الإصلاحات والمطالب. لهذا ظلت الوطنية – الاستعمارية موضوع وصف شكلي وتحليلات غير ملائمة أنجزت من طرف غربيين أو محليين بالإحالة الضمنية أو الصريحة على النموذج الأوربي[14].

إجمالا أكدت الدراسات المخصصة للبلدان المستعمرة إما على الطابع السوسيو-اقتصادي للظاهرة مع مدرسة السوق الوطني أو الثقافي النفسي مع مدرسة التعبئة الفردية*[15].

الهدف من هذا التذكير ليس هو تفنيد هذه الأطروحات  البديهية في شروطها بل للوقوف على حدود تطبيقيهما أو إسقاطها على حركات اجتماعية وسياسية وطنية. في هذا الإطار خصصت الجمعية الفرنسية لعلم السياسة ندوة في 25 مايو 1962 لدراسة الظاهرة في مجموعة من البلدان المعاصرة والمختلفة في تطورها التاريخي والمؤسساتي والثقافي وبناها الاقتصادية والاجتماعية[16]. وبحكم أن الاهتمام ينصب على الوطنية كثقافة سياسية في مغرب الاستعمار وامتزاجها بالسلفية كنسق إيديولوجي استطاع أن يفرض نفسه وحملهما من طرف نخبة تنتمي إلى مرحلة سابقة. كل هذا يستدعي الوقوف على الجذور التاريخية والإيديولوجية التي تعود إلى مرحلة ما قبل الاستعمار مما يسمح بالحديث عن الاستمرارية التاريخية .

2 : الوطنية المغربية والاستمرارية التاريخية
اهتمت مجموعة من الأدبيات بالوطنية المغربية اختلفت في مناهجها وتحديدها وتحقيبها وقد استعمل البعض مصطلحات المقاومة الأولية والمقاومة الثانوية والوطنية السياسية لتميز ردود الفعل العسكرية عن العمل السياسي المنظم المتمثل في ظهور الأحزاب والمنظمات السياسية[17]. ويرى عبد الله العروي أن الأطروحة الكلاسيكية والرائجة حول الوطنية المغربية التي أنتج الفرنسيون وتم تبنيها من طرف الباحثين الأمريكيين، تقارب الظاهرة كنتاج منطقي للتحولات الاقتصادية والاجتماعية للحماية -إنشاء السوق الداخلي  والسياسة التعليمية التي بثت أفكار الثورة الفرنسية من بينها الأمة – فالوطنية المغربية مع هذا الطرح هي النشاط السياسي/الثقافي للشباب المغربي في الإطار السياسي – الإداري للحماية[18]. حدود هذا الطرح تكمن في تغاضيه عن عوامل ساهمت في نشوء  الوطنية في حين أنها لم تكن  من منتجات الحماية نخص بالذكر الحركة السلفية. كما أن أحداث ومحطات تخللت مسار الحركة لا نجد لها تفسير من داخلها كانشقاق كتلة العمل الوطني 1937 والموقع التي تبوأ به السلطان محمد بن يوسف حيث تحول إلى رمز السيادة المغربية. كما يؤاخذ عليه من الناحية المنهجية خلطا بين خطاب الوطنيين – الايدولوجيا –وسلوكهم– السياسة – ووضعيتهم – الدور التاريخي[19].

السؤال الذي يطرح نفسه مع تبني مقاربة الوطنية من منظور تاريخي ، هل يعني أن التحولات التي أحدثت الحماية لم يكن لها أي تأثير؟. من المؤكد أن الجواب هو النفي على أن التأثير وتحديده يستدعي التمييز بين الوطنية كنشاط سياسي محدد بإطار الحماية والتحولات التي أحدثت في الجسم المغربي والرحم التاريخي الذي يتجلى على المستوى الثقافي والسلوكي. إنه المنطق والمرآة التي ينظر عبرها الأشخاص لماضيهم وحاضرهم ولعلاقتهم بالآخر إنها الثقافة السياسية السائدة[20] التي يمكن تفكيكها إلى مستويين : الأول يهم المضمون  ويعكس بنية اجتماعية لم تعد آنية وكل الفئات والطبقات تحيل عليها في خطابها وسلوكها في حين أنها محددة بعلاقات اجتماعية لمرحلة سابقة هذا ما يفسر إبقاء الوطنيين حتى فيما بعد على موقع النخبة القديمة.

أما المستوى الثاني فيهم الشكل فتبدو من خلاله كتقليص ارتدادي/انكفائي يعبر فيه عن كل جديد بمنطق الماضي، فرغم التحولات "البنيوية" التي احدث الحماية فالتمثلات بخصوصها تنتج بواسطة هذا الوعي التاريخي، أي أن الوطنية في هذا المقام سلطة مرجعية لإعادة التأويل هذا ما يفسر كون بعد الدفاع عن الهوية ظل قطب رحى الحركة سواء في مرحلة الإصلاحات أو المطالبة بالاستقلال .

فالوطنية المغربية هي تحيين مكتسبات الشعب المغربي والمرآة التي يفكر من خلاله في تطوره وهي محددة ببنية المخزن ورد فعل جماعة العلماء والمنهجية السلفية. بصيغة أخرى فالوطنية كرد فعل المجتمع المغربي على الخطر الخارجي الذي تعرضت له البلاد في القرن 19 في شكل ضغط انتهى باستعمار البلاد لم يكن ليظهر على المستوى الاجتماعي إلا من داخل المخزن وعلى المستوى السياسي إلا وسط الطبقة الدينية والعلماء تحديدا وعلى مستوى التعبير الإيديولوجي إلا تحت غطاء سلفي[21]. على أن هذا التحليل لا يعني جمود الوطنية المغربية التي مرت من ثلاث مراحل التخلي والعزوف فالقبول والمشاركة ثم النقد والتجاوز  العقلاني. ويرى العروي أن هذا المشباك  -مجموع قواعد تأويلية- يساعد على تمييز فحوى كل الحركات التي تولدت قبل الحرب العالمية الثانية وتلك التي ظهرت بعدها إلى الآن[22] .

الملاحظ إلى حدود هذا التحليل الاعتماد على طروحات العروي لأنها من جهة تنبني على نقد الطروحات الرائجة مع إيلاء المتغير التاريخي مركزا متميزا دون إغفال الإطار الاجتماعي، كما تتمفصل مع اتجاه العمل إلى مقاربة الوطنية كثقافة سياسية. هذا طبعا لا يمنع إبداء ملاحظات حول طرح العروي حول المتغير التاريخي المتمثلة في تغييب تاريخ فرنسا نفسها وإسهامها في إذكاء الاستمرارية التاريخية. وقد ذهب أحد المؤرخين المختصين بالوطنية في المغرب العربي إلى استحضار تأثير تاريخ فرنسا على الوطنية في عمل خصص للمقارنة بين الجزائر والمغرب، حيث ينطلق من رفض تعريف الوطنية برفض النظام الاستعماري لأن علاقات أخرى مع فرنسا موجودة وتسمح بإبراز خصوصية الثقافة السياسية في البلدين[23].

هكذا فتاريخ الاستعمار الفرنسي يفسر اختلاف الوطنية في البلدين ذلك أن الجزائر استعمرت قبل المغرب ولفترة طويلة ويعد المتغير الزمني محددا بهذا الخصوص، حيث أن التغلغل الفرنسي في الثلث الأول من القرن 19 في الجزائر ليس له نفس الدلالة ولا نفس الوقع للدخول إلى المغرب في بداية القرن 20. ففرنسا ما بين 1820 – 1930 كانت غارقة في بداوتها وحديثة الخروج من التجارب الثورية والنابليونية لم تكن لها نفس الخصائص التي ميزتها بعد دخولها في الثورة الصناعية [24]. هذا المعطى سينعكس على الوطنية التي ستكون في الجزائر سليلة  الإرث الجاكوبيني بكل تمثلاته خصوصا موقع الدولة المركزية والعلاقة بالماضي في حين سيتم الحد من فعاليته مع الحملة التهدئة المغربية قبيل الحرب العالمية الأولى. حيث على خلاف الجزائر ستراهن فرنسا على نظام الحماية – في هذا الإطار سيشخص ليوطي تمثل ملكي للأمة الفرنسية ودخل في تحالف مع النخبة 'الوطنية'.

وقد بين دنيال ريفي في عمل حول ليوطي الطريقة التي اعترف بها ورسخ وعيا وطنيا مغربيا: 'برفضه تهميش المخزن وبإدخال جرع من الحداثة – تقنيات الدولة الحديثة – في جسمه التقليدي وبتأكيده وعمله على تمفصل الدولة التقليدية والعصرية التي زرع بدورها وأخيرا وخصوصا تمجيده لماضي الإمبراطورية وتشجيع وحثه على ظهور بنية عصرية إصلاحية[25]. سيعزز هذا الاختلاف آخر يتمثل في العلاقة بالماضي، وهذا ما يفسر الاستمرارية في المغرب حيث الماضي يبتلع/يستوعب الحاضر لأن الوطنيين الأوائل رجعوا إلى الملكية التي لم تتأثر بتحالفها مع الاستعمار في نظرهم لكي يقترحوها من جديد كنموذج ومن تم لم يسعوا إلى إيقاف الزمن بل ملاقاته[26]. إن ما كان مطروحا على الوطنيين هو إيجاد توافق بين  الاستمرارية الملكية ورفض الاستعمار بخلق قيم تاريخية من المحافظة والتوافق في حين الجزائر عرف حسم مع الماضي الذي يحاكي علاقة الثوار الفرنسيين بالعهد القديم[27].

إن المرجعية الفرنسية في البلدين  تمثلت لازدواجية المخيال الفرنسي الملكي والجمهوري الذي تكرس بالفئات التي حملت في جسمها أوجه الوطنية. فبينما  ظهرت في الجزائر في صفوف عمال المهجر ظهرت في المغرب في صفوف أبناء الأعيان ذوي التكوين الفرنسي أو التقليدي، أي في  صفوف خاصة المجتمع التي أنتجت مرحلة سابقة على الحماية هذا ما يفسر  الاستمرارية التاريخية الذي تمثلت له بنية النخبة إن في  تكوينها أو وعيها حيث امتزجت الوطنية بالسلفية.

هوامش
[1] - امحمد مالكي : الحركات الوطنية و الاستعمار في المغرب العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ، 1993 ، ص : 24 .
Nation. Encyclopeadie Universalis, V corpus, 11 ; 565  - 677.
[2] - Raoul Girredet : le Nationalisme. Encclopeadia Universalis, V :9, paris 1990, p : 17.
[3] - Idem
[4] - Idem , op cit , p : 19 .
[5] - Ernest Gellner : Nation et Nationalisme . Bibliothèque historique, Payot, paris, 1989, p : 11.
[6] - Girredet : le Nationalisme, op cit , p : 19 .
[7] *  حللت العوامل التاريخية التي أفضى تلاقيها – بروز الرأسمالية و اختراع المطبعة – إلى ظهور الأمة كجماعة متخيلة و لإثبات أطروحتها اعتمدت المقارنة بين مجموعة من الأمثلة من البرازيل إلى التيلاند مرورا بأوربا الوسطى و أمريكا اللاتينية، كما  درست التفاعل المعقد بين المنطق الشعبوي و الديمقراطية و استراتيجيات الأنظمة و الملكيات في نهاية القرن التاسع عشر ، كما قامت بتحديد القطائع و الإستمراريات بين الأنظمة الاستعمارية والدول – الأمم الجديدة في العالم الثالث . و حللت الدور الاستراتيجي للآليات الثقافية كالإحصاء و الخرائط و المتاحف في ابتكار الامة العصرية و ذاكرتها التاريخية .
[8] -Benedict Anderson : l’imaginaire national, Reflextion sur l’origine et l’essor du Nationalisme . Traduit par : Emmanuel Dauot, ed la Decouverte, Paris, 1996, p : 14.
[9] - Anderson : l’imaginaire national. Voir chapitre Neuf : Recensement, carte  muse. op cit, p : 167 – 188.
[10] - 2 - Anderson ; l’imaginaire national voir chapitre dix ; ‘ Mémoire et oublie ‘ op cit , p  206 .
[11] - G Ayache : «  le sentiment National dans le Maroc du XIX Siecle » , in : Etude d’histoire Marocaine , SMER , 2éme ,ed, 1983 , p  177 – 198 .
[12] - Laroui : Esquisse historique , op cit , p : 125 .
[13] - Idem .
[14]- Idem.
[15] * -  تعرف مدرسة ' السوق الوطنية ' الوطنية كحركة البورجوازية الحضرية من أجل الإستأثار بالسوق عبر الإستقلال السياسي . أما مدرسة التعبئة الفردية فتعتبر الوطنية  وصفة طبية فعالة لملأ الفراغ النفسي الناتج عن فقدان القيم التقليدية .
 – Laroui : Esquisse historique, op cit, p : 126.
[16]– Nation et Nationalisme contemporains ( S/D/J.Jaques chevalier, RFSP, 3, juin, 1965 .
ثم طرح أربع إشكالات وجهت التحليل صيغت كما يلي :
- أية دلالة يمكن إعطاؤها لكلمة الوطنية في النصف الثاني من القرن XX و على أية أسس منهجية وإيديولوجية تأسست ؟ - ما هي الأسس الاجتماعية والاقتصادية للوطنيات المعاصرة ، و ما العلاقة الممكن نسجها بين مسلسل التطور السوسيو-اقتصادي و تطور تمثلات الإيديولوجية الوطنية ؟ هل تتيح مختلف أنماط الوطنية المعاصرة عناصر للمقاومة ممكنة ؟ و هل تسمح بوضع تفسيرات عامة ؟ و الإشكال الأخير هل التطورات المطروحة تسمح بملاحظة تقدم أو تراجع او تحول القوى الوطنية ص : 421 .
[17] - كنيت براون : ' المقاومة والحركة الوطنية ' ، في شارل أدندريه جوليان ( وأخرون ) ، الخطابي و جمهورية الريف. ترجمة صالح بشير ، بيروت ، دار ابن رشد ، 1980، وارد في امحمد المالكي : الحركات الوطنية والاستعمار في المغرب العربي ، ن.م..س .ص : 380 .ن كما اهتمت الأدبيات الأجنبية بالوطنية المغربية اهمها : الكتاب الصادر عن المؤسسة الفرنسية لعلم السياسة التي اعتمدت أبحاثه على مجموعة من المصطلحات   للتميز بين فكرة الوطنية والوطنية السياسية  
Louis – Jean Duclas ; les nationalismes maghrébins,n ° ; 7 , paris ; Fondation Nationale des sciences politiques , 1966 , cité par 
 من بين الإسهامات التي خصصت للمغرب :  Duclos ; Reflexions sur le natinalisme Marocain ; op cit, p ; 15 .    
- ويعود  الاهتمام بالوطنية حسب عبد المالك الوزاني لكونها منطلق ظهور نخبة جديدة في السياسة السياسية وكانت مصدر مشروعيتها ، كما أن الصراع الذي ترتب عن النضال من أجل الاستقلال أظهر مجموعة من الأيديولوجيات كرست التمايز بين مكونات النخبة والترابية من داخلها حيث متوقع البعض في المركز وزج بالآخرين في الهامش .
 - Abdelmalek el ouazzani ; Pour une analyse compratve des elites politique maghrebines op cit  p : 220 .
الاهتمام في هذا العمل بالوطنية بامتيازها ثقافة سياسية أي أنه سنصب على امتزاج الأيديولوجيا الوطنية بالقيم و التمثلات و الرموز السياسية و الرموز السابقة .
[18] - Laroui : Esquisse historique , op cit , p : 128.
[19]  -  كل هذه الملاحظات دفعت العروي الى جعل المتغير التاريخي لا فقط فرضية إضافية للتفسير بل اطروحة مركزية لفهم  الوطنية المغربية بالبحث عن مصدرها في الوعي التاريخي ؟.
[20] - Laroui : Esquisse historique , op cit , p : 131 .
[21] - Laroui : les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain 1930 – 1912 , Maspero ; 1977 , p : 434 .
[22]  - عبد الله العروي : مجمل تاريخ المغرب .....ن.م.س.ص : 212 .
ويعود هذا التطور في الوعي الوطني لاختلاف الأرحام أو المنابت فالرحم الأول هو المجتمع التقليدي بمكوناته الثلاث مخزن  والحضر و البدو الذي استمر على حدود 1880 ، أما الرحم الثاني فمن 1880 على 1930 هو المجتمع الاستعماري بشقيه الأوربي و الأهلي المتطور سمته هو التجزؤ. فالرحم الاحتمالي كنظام يخلف الاستعمار و يكون في مستوى فعاليته في حالة تحققه سينتقل الوعي الوطني من مرحلة الرفض السلبي إلى التأكيد الإيجابي ، من الانبهار بالماضي إلى الانفتاح على المستقبل .
يمكن الحديث بخصوص هذه الأرحام و ما يتولد عنها من وعي عن قطيعة واقعة تبني الأول و الثاني و محتملة بين الثاني و الثالث التي يمكن أن تتخذ شكل ثورة محتملة. العروي ، مجمل تاريخ المغرب .....ن.م.س.ص : 212 .
[23]– Benjamin stora : algerie – maroc : op cit.
[24] -Idem, Benjamin Stora : Algérie – Maroc : histoires parallèles destins croisés paris ; Maisonneuve et rose ( 2 ellige ) , 2002 ; p : 17 .
[25] - Daniel Rivet ; Lyautey et l’institution du protectorat français au Maroc, T ;II ;Paris , l’Harmattan , 1988 , p : 315 – 316 .
[26] – Stora , Algerie – Maroc , op cit , p : 21 .
[27] - Idem .
ما أغفله (Stora) بتركيزه على تاريخ فرنسا، هو تاريخ البلدين الذي يحدد بتفاعله مع تاريخ الاستعمار الفرنسي و التحولات التي أحدثها في الجسم المغربي مضمون الوطنية .