حيثيات الإنزال الأمريكي بالمغرب 8 نونبر1942 م وأهم نتائجه ـ حميـــــد الزواق

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

10930445شهد المغرب إبان الحرب العالمية الثانية ،عملية إنزال القوات الأمريكية على الأراضي المغربية وذلك في الثامن من شهر نونبر 1942 م ،وجاء هذا الإنزال نتيجة للتطورات التي شهدها المنتظم الدولي إبان هذه المرحلة ،حيث تيقن الرئيس الأمريكي روزفلت بعد دخول بلاده معترك الحرب العالمية الثانية أن المغرب يشكل الورقة الرابحة في سياسة الدفاع الأمريكية ، بحكم موقعه الإستراتيجي الهام .
وقد جاء الإنزال الأمريكي في عملية سمية "بعملية الشعلة"L’opération Torche   بسبب سيطرة النازية على الشمال الإفريقي والتحكم فيه سياسيا واقتصاديا ،وهو ما أثار حفيظة الدولة الأمريكية التي دخلت الحرب العالمية الثانية إثر قصف قاعدتها البحرية بيرل هاربور من طرف الطائرات اليابانية .وبذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية بسرية تامة إنزال قواتها بالمغرب بقيادة الجنرال إيزنهاور ،لكن لقي هذا الإنزال معارضة شديدة من طرف الإدارة الفرنسية في المغرب والتابعة لسياسة فيشي الألمانية ،لما تشكله من تهديد كبير للوجود الفرنسي بالشمال الفريقي بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة .

وقد جاء هذا العرض ليسلط الضوء على حيثيات الإنزال الأمريكي بالمغرب من خلال رصد ظروف وأسباب هذا الإنزال ،وتبيان الموقف المغربي والفرنسي منه ،إضافة إلى التعريج على أهم نتائج الإنزال الأمريكي بالمغرب ،لذلك أثرت تقسيم هذا العرض إلى ثلاث محاور رئيسية وهي كالتالي :
المحور الأول : أثرت فيه ظروف وأسباب الإنزال الأمريكي بالمغرب وأهم مظاهره .
أما المحور الثاني : فقد عرجت فيه على موقف المغرب والإدارة الفرنسية من الإنزال الأمريكي من خلال إبراز موقف كل دولة على حده .
أما بالنسبة للمحور الثالث : فقد تطرقت فيه لنتائج الإنزال الأمريكي بالمغرب .
ومن هذا المنطلق، فإن إشكالية الموضوع يمكن صياغتها على الشكل التالي:
ما هي أهم حيثيات الإنزال الأمريكي بالمغرب ؟ وما نتائجه ؟
المحور الأول :   الإنزال الأمريكي بالمغرب:الدوافع والتجليات
         المبحث الأول: ظروف وأسباب الإنزال الأمريكي بالمغرب
ظروف الإنزال   
      تعود الإرهاصات الأولى لفكرة الإنزال الأمريكي بالمغرب إلى سنة 1941 م أي بعد سنتين من إندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 م) ،حين التقى الرئيس "روزفلت*" والوزير الأول البريطاني "ونستون تشرشل" على متن السفينة الحربية "بوتوماك " التي كانت راسية في المياه الكندية ،وفي هذا اللقاء وضعت وثيقة ما سمي بالميثاق الأطلسي ووقع عليها الرئيسان .ومن جملة المبادئ التي جاء بها هذا الميثاق :أنهما لا يرغبان في رؤية تبديلات جغرافية تتنافى مع الرغبات الحرة للدول المعنية [1].ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت من هذا الميثاق الخروج من صمتها وحيادها ،وهو ما حصل بالفعل بعد هجوم اليابان على بيرل هاربور Pearl Harbour في صباح 7 دجنبر 1941 م حيث شنت الطائرات اليابانية المحمولة على حاملات الطائرات هجوما كاسحا ضد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي الراسي في بيرل هاربور بجزر هاواي [2].هذا الأمر دفع الولايات المتحدة الأمريكية دخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب دول الحلفاء ،خصوصا وأن ألمانيا أصبحت تهدد دول الحلفاء في شمال إفريقيا بعدما إنضمت إليها  اليابان سنة 1941 م إلى جانب إيطاليا .
إضافة إلى ما سبق ،شكل هزيمة الجيش الفرنسي أمام النازية سنة 1940 م منعطفا في تاريخ المغرب ،حيث تشكلت حكومة فيشي الموالية لألمانيا والتي تحكمت في المتربول الفرنسي ،واستنزفت خيرات ومقدرات المستعمرات الفرنسية ،والمغرب بدوره كان موضوعا لتشريعات حكومة فيشي لأن المقيم العام الفرنسي " نوكيس " كان وفيا لسياسة فيشي للحفاظ على منصبه كمقيم عام بالمغرب ،وبالتالي يظهر جليا أن النازيين وحلفائهم سيطروا على أوروبا وشمال إفريقيا ،وجنوب شرق أسيا ،وهو الأمر الذي لم تستسغه أمريكا حيث سارعت إلى الوقوف إلى جانب دول الحلفاء للقضاء على هذا الخطر المحدق الذي بات يهدد شمال إفريقيا بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة ،خصوصا وأن المغرب يشكل حزام أمني بالنسبة للإستراتيجية الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية وفقدانه يعني خسارة أمريكا وحلفاؤها .
ومن هذا المنطلق ، سارع الرئيس الأمريكي روزفلت إلى إرسال ثلاثة وفود للبحث عن المكان والوسائل التي يجب إستعمالها لمواجهة دول المحور قبل متم 1942 م .وبالفعل قررت القيادة العامة المشكلة من أمريكا وإنجلترا أنه من الأجدر والأنسب إستراتيجيا أن يقع إنزال قوات الحلفاء في شمال إفريقيا وتشكيل قواعد عسكرية يمكن من خلالها ضرب ألمانيا في أوروبا .لكن وقعت خلافات بين القادة الإنجليز والأمريكيين بشأن إختيار مكان وتاريخ الإنزال ،فالإنجليز إختاروا أن يكون الإنزال في البحر الأبيض المتوسط للوصول سريعا إلى تونس حيث توجد قوات الحلفاء ،بينما الأمريكيين أصروا أن يكون الإنزال بالمغرب على المحيط الأطلسي لخوفهم من إحتلال جبل طارق الإستراتيجي من طرف القوات الألمانية الذي سيشكل لا محالة ضربة قوية لقوات الحلفاء .أما بالنسبة لتاريخ الإنزال فقد إقترح الإنجليز تاريخ 7 أكتوبر ،بينما أوصى الأمريكان ب 7 نونبر ليكون الإنزال في 8 نونبر .

وهكذا وبعد مفاوضات طويلة بين إنجلترا وأمريكا تم الإتفاق على إنزال قوات الحلفاء بالشواطئ المغربية والجزائرية وذلك بتوصية من رئيس الوزراء البريطاني "ونستون تشرشل" الذي أطلق على هذه العملية اسم "الشعلة" L’opération Torche  والتي نصت على ان تكون الدار البيضاء قاعدة أمريكية تحت قيادة الجنرال "باتون Patton والواقعة تحت مراقبة أمريكية ،بينما يتكفل الجنرال"فراندلندال Frendlendall بقيادة القوات الأنجلوأمريكية في وهران تحت مراقبة بريطانية ،أما بالنسبة للجزائر العاصمة فكانت القوات الأنجلوأمريكية تحت قيادة الجنرال الأمريكي "ريدر Rider [3].


أسباب الإنزال   

 تضافرت مجموعة من الأسباب لإختيار المغرب كقاعدة إستراتيجية لإنزال القوات الأمريكية على أراضيه إبان الحرب العلمية الثانية ،ومن جملة هذه الأسباب نذكر:
-         إهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب بسبب موقعه ومعادنه الإستراتيجية وإمكانياته التجارية ،حيث أصبح المغرب قبل سنة 1939 م سوقا للمحروقات السائلة والسيارات والجرارات الزراعية الأمريكية[4].
-         شكل الموقع الإستراتيجي للمغرب أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية ،حيث راهنت عليه كنقطة إنطلاق رئيسة لمحاصرة ألمانيا كمرحلة أولى والقضاء عليها كمرحلة أخيرة .
-         هزيمة فرنسا عام 1940 م من طرف ألمانيا النازية شكل تهديد حقيقي للمصالح الفرنسية والأمريكية بالمغرب.
-         منع سقوط المغرب في أيدي القوات المعادية (المحور) نظرا لأهميتها الإستراتيجية ،وعدم إعطاء الفرصة للقوات المعتدية باستغلاله واستخدامه كقواعد بحرية وجوية لهجوماتهم ضد التراب الأمريكي .
 يتضح مما سبق ، أن المغرب يأخذ لدى الولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجية عسكرية متقدمة ،وهو ما شجعها لأن تميل إليه أكثر من غيره من بلدان شمال إفريقيا ،وأسباب إختيار المغرب للقيام بهذا الدور واضحة وقد أبرزها خبراء الإستراتيجية في أمريكا بقولهم "إن المغرب هو الخط الأمامي في الدفاع عن أمريكا " فالمغرب كما عبر عنه المفكر" روم لاندو*[5] "لم يوضع على الخريطة الأمريكية إلا لقيمته الإستراتيجية البحثة "[6] .

             المبحث الثاني : مظاهر وتجلــيات الإنـــــزال الأمريكي بالمغرب

     يعتبر الثامن من شهر نونبر 1942 م تاريخا لا ينسى في الذاكرة المغربية ،هذا التاريخ الذي شهد أكبر إنزال للقوات الأمريكية على السواحل المغربية وبالضبط الساحل الأطلسي في مواقع الدار البيضاء وأسفي والمحمدية (فضالة) والمهدية ومراكش وأكادير بقيادة الجنرال "داويت إيزنهاور [7]*"وقد سميت هذه العملية "بالشعلة "L’opération torche  [8].

 وكان الوجود الأمريكي بالمغرب حدثا عسكريا وجيوإستراتيجيا بامتياز بالنسبة لدول الحلفاء ،لكن شكل هذا الإنزال ضربة قوية للمقيم الفرنسي نوكيس *[9]الذي قرر في البداية أن يقاوم هذا الإنزال ،منفذا بذلك الأوامر التي تلقاها من الجنرال "دارلان" الذي كان مقيما في الجزائر[10] .وهكذا دخلت الجيوش الواقعة تحت إمرة نوكيس في حرب مع الجيوش الأمريكية التي يقودها إيزنهاور ،لكن هذه الحرب لم تدم إلا ثلاثة أيام وهي 8 و9 و 10 من شهر نونبر ،حيث توقفت بأمر من الجنرال دارلان نفسه ،واستسلمت للجنرال الأمريكي إيزنهاور الذي أتم عملية الإنزال في المغرب .وقد إنتهى الأمر بعزل الجنرال نوكيس من منصبه كمقيم عام بالمغرب [11] ثم فر بعد ذلك إلى البرتغال ،لتنتهى بذلك مقاومة فرنسا دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى المغرب .وبعد ذلك تناثرت عدة وحدات من الجيش الأمريكي في أجزاء مختلفة من المغرب ،حيث وصل تعداد الجيش الأمريكي في 27 نونبر 1942 م حسب الأستاذ مصطفى عزو 65000 جندي تركزت أساسا في الدار البيضاء ومراكش وأكادير[12].

والجدير بالذكر هنا ،أن الطائرات الأمريكية فور دخولها الدار البيضاء قامت بتوزيع منشورات تحمل رسالة الرئيس الأمريكي روزفلت ،والتي كانت ترمي إلى إقناع المغاربة بحسن نية الأمريكان ،لكي يحظوا بمساندتهم ومما جاء فيها: «الحمد لله وحده، الرحمن الرحيم... أنتم يا أبناء المغرب، فليباركم الله... ها قد أتى هذا اليوم العظيم لكم ولنا جميعا... نحن، من نحب الحرية، نحن الأمريكان، مقاتلي الحرب المقدسة... جئنا إلى هنا لكي نخوض الجهاد الأكبر من أجل الحرية... لقد جئنا لنحرركم ،عبرنا المحيطات لنصل إليكم، فلترحبوا جميعا بإخوانكم ،ولترحب نساؤكم برجالنا بالزغاريد ، نحن لا نشبه أولئك المسيحيين الذين عهدتموهم، والذين يدوسون عليكم بأقدامهم، اعتبروا جنودنا إخوة لكم، إنهم مجاهدون أبرار مستعدون لإتمام واجبهم ، ساعدونا لأننا، قدٍمنا لمساعدتكم "[13] .كما أنها استفزت بشكل غير مباشر ممثلي نظام فيشي بالمغرب ،الذي جاء رد فعلها عنيفا كما أسلفت الذكر والمتمثل في إستعمال القوة لمنع أمريكا من دخول المغرب .لكن ما زاد من قلق الجنرال نوكيس هو مساندة الملك محمد بن يوسف لمساعي روزفلت ، الذي رفض أن ينقل عاصمة ملكه إلى فاس عندما طلب منه نوكيس ذلك ،ولم يوافق كذلك على مقاومة الجيوش الأمريكية الراسية في الشواطئ المغربية ،مؤكدا للمقيم العام الفرنسي أن المغرب غير مستهدف للأخطار ، ونزول الجيوش الأمريكية ليس نزول إحتلال ،ولا حرب ضده ،بل إن هذا الإنزال يتماشى مع الخط الذي إرتضاه  لنفسه ، عندما أعلن الحرب هو نفسه ضد ألمانيا المعتدية على الشعوب ،وبذلك جاء رد السلطان محمد بن يوسف على رسالة روزفلت بقوله "عندما أكدت لنا قواتكم أنهم جاؤوا إلى المغرب كمحررين لا كمستعمرين ...رحب جميع المغاربة بهم ،كما يرحب بالأصدقاء .أضف إلى هذا أن المغرب ليست لديه أي خلافات مع الشعب الأمريكي ،خصوصا وأن أمريكا لم يسبق لها أن إعترفت بنظام الحماية المفروض على المغرب " [14].

وعليه فإن الرئيس الأمريكي أعرب عن إرتياحه الكبير لموقف السلطان محمد بن يوسف الإيجابي ،والذي أكد على قيام تعاون وثيق بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ،وأنه مبتهج لانضمام المغرب إلى صف الحلفاء ،وختم الرئيس الأمريكي خطابه بأن مجيء قوات بلاده إلى المغرب ،هو تطهير الشمال الإفريقي من النازية وإنقاذه من سيطرة المحور ،الذي يريد التحكم فيه سياسيا واقتصاديا[15] .

بعدما نزلت القوات الأمريكية بالمغرب وتقوت شوكة الحلفاء بهذا الموقع الإستراتيجي الجديد ،صارت الاجتماعات تتوالى لتقرير مصير الحرب وتوحيد الأفكار ،ووضع إستراتيجية موحدة عسكريا وسياسيا لضمان الإنتصار وتثبيت مواضع الحلفاء ،وهكذا إنعقد مؤتمر أنفا التاريخي بالدار البيضاء ما بين 14 و 24 يناير 1943 م [16]،حضره بالخصوص الرئيس الأمريكي روزفلت[17] ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل ،والجنرال شارل دوكول رئيس فرنسا الحرة فيما بعد (أي بعد سنة 1944 م) ،والجنرال جيرو Henri Giroud  قائد القوات الفرنسية بالشمال الإفريقي ،وتغيب عن الحضور جوزيف ستالين رئيس الإتحاد السوفياتي للجمهوريات الروسية ،لانشغاله في الحرب في الجهة الشرقية لأوروبا [18].وقد اجتمع هؤلاء ليخططوا لشن الضربة القاضية على النازية في شمال إفريقيا من جهة ، والقضاء على النازية في أوروبا إنطلاقا من الشاطئ النورماندي بفرنسا المطل على المحيط الأطلسي من جهة ثانية .وبذلك قامت القوات الأمريكية والفرنسية المتواجدة في شمال إفريقيا الفرنسية بشن حملات عسكرية على القوات الألمانية المحصورة بين القوات المتقدمة من الشرق والغرب مما إضطرتها إلى التراجع ثم الإستسلام في مايو 1943 م [19].

ومن ناحية أخرى شهدت أعوام 1942 و 1945 م تصعيدا كبيرا للغارات الجوية من جانب قوات الحلفاء ضد الأراضي الألمانية والأقاليم التي تحتلها ،ثم قام الحلفاء في 6 يونيو 1944 م بإنزال جيوشهم على السواحل الشمالية الغربية لفرنسا (منطقة نورماندي )في أكبر عملية عسكرية في التاريخ الحديث للحروب ،وقد إستطاعت قوات الحلفاء أن تواصل تقدمها صوب باريس حيث تم تحريرها في 25 غشت 1944 م ودخلها الجنرال ديغول معلنا قيام حكومة مؤقتة [20].

   ومن هذا المنطلق ،يتضح جليا أن الحلفاء قد حققوا نجاحا باهرا على دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية إنطلاقا من الموقع الإستراتيجي للمغرب في المحيط الأطلسي .وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية قامت أمريكا بسحب معظم جنودها من المغرب ،لكنهم عادوا بعد بضع سنوات ،فمع بداية الحرب الكورية كانت أمريكا بحاجة إلى قواعد بالمغرب لتكون محطة توقف بين أمريكا وأسيا .ومند عام 1947 م تأكدت أن المغرب يشكل إحتياط إستراتيجي لمحاصرة الإتحاد السوفياتي من خلال موقعه المتميز ،فسارعت لتوقيع إتفاقيات مع الإقامة العامة الفرنسية،من ضمنها إتفاقية 15 سبتمبر 1947 م بين فرنسا المحتلة للمغرب وأمريكا والتي أعطت(هذه الاتفاقية) تسهيلات مينائية وجوية في البحرالمتوسط [21]. خصوصا وأن فرنسا ستصبح في 4 أبريل 1949 م قوة حليفة في الميثاق الأطلسي ،وهو ما حتم عليها تقديم الدعم للولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا .وبالإفادة من متطلبات الدفاع المشترك بالغرب ستقيم الولايات المتحدة شبكة من القواعد العسكرية بالمغرب لخدمة هذا الغرض الدفاعي ، فوقع اتفاق سري يوم 22 دجنبر 1950 بين وزير خارجية فرنسا بيدرو و السفير الأمريكي في باريس جيفرسن كافيري، حيث سمح للجيش الجوي الأمريكي بإقامة 5 قواعد جوية و محطة اتصالات تشكل جزءا من شبكة اتصالات عالمية للجيش الجوي الأمريكي ،وكان ذلك دون إستشارة العاهل المغربي محمد بن يوسف [22].

وبذلك قامت الحكومة الأمريكية مند بداية عام 1951 م بإنشاء ثلاث قواعد جوية إستراتيجية بترخيص من الحكومة الفرنسية ودون إستشارة المخزن الشريفي ،وذلك في سيدي سليمان والنواصر وبن جرير ،وذلك من أجل إقلاع المقاتلات المتجهة نحو الإتحاد السوفياتي ومن المحتمل أن تكون تكاليف هذه القواعد قد بلغت 800 مليون دولار ،أي 280 مليار فرنك ،وقد عهد ببنائها لشركة "أطلس بناء" المكونة باشتراك خمسة مؤسسات أمريكية كبرى للأشغال وشركة باتينيول Batignolles  وقد نفذت الأشغال بإدارة مصلحة عامة ،أي أن خزينة الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تؤدي النفقات ،وأن شركة أطلس بناء تأخذ 15 % من النفقات المصروفة [23].وفي عام 1953 م أستكمل بناء قواعد بن سليمان وسيدي سليمان وبن جرير ،وقررت واشنطن وقف الأشغال في الأخريين (النواصر وجمعة السحايم )بفعل الإتفاق المبرم بين فرانكو في شتنبر 1953 م القاضي ببناء قواعد أمريكية في إسبانيا بفعل الاضطرابات التي كان المغرب يشهدها إذ كانت القواعد الأمريكية بالمغرب في حالة إستنفار مستمر وهو ما كان يهدد سلامة الجنود الأمريكيين .

وكان للأمريكيين من قبل قاعدة جوية – بحرية بالقنيطرة وهي قاعدة بور ليوطي ،أعدت بعد إنزال نونبر 1942 م ولم ينسحبوا منها البتة (عكس القواعد الأخرى )وقد غطوا المنطقة بمحطات من رادار ،وانطلقوا في تحسين خطوط الإتصال ،كالطرق والسكك الحديدية حول محور القنيطرة –الرباط –الدار البيضاء النواصر-مراكش ،كما أقاموا شبكة من الاتصالات مع الجزائر وتونس[24] .

لم تكن الوضعية الداخلية بالمغرب لتسمح للأمريكيين بالمكوث طويلا في المغرب ،فبعد الإستقلال الشكلي سنة 1956 م طالب المغرب بانسحاب القوات الأمريكية من القواعد بعد تدخلها في لبنان عام 1958 م ،وكان من ضمن مواضيع زيارة عبد الله إبراهيم إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 1959 م جلاء القوات الأمريكية عن المغرب ،خصوصا وأن المغرب في هذه المرحلة كان يسعى لاستكمال وحدته الترابية .والجدير بالذكر أن المفاوضات حول القواعد العسكرية الأمريكية بالمغرب بين عودة الملك من واشنطن ومنتصف عام 1959 م لم تكن منتظمة بل كانت متفرقة وبلا نتيجة ،لكنها ستنتهي في أخر المطاف بقبول الولايات المتحدة الأمريكية إنسحابا أوليا بدءا من ديسمبر عام 1959 م ونهائيا في عام 1963 م لتنتهي بذلك أزمة القواعد الأمريكية في المغرب .

     المحور الثاني : نـــتائـــــج الإنــــزال الأمريـكي بالـمــــــغرب
               المبحث الأول : أثر القواعد العسكرية على المغرب
كان للوجود العسكري الأمريكي بالمغرب (1942 -1963 م ) بالغ الأثر على المغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، ويمكن توضيح ذلك على الشكل التالي :

 سياســـــيا

-         شكل إنزال القوات الأمريكية على الأراضي المغربية ،بمثابة إشارة واضحة على التحولات الطارئة آنذاك في موازين القوى ،والتي بدأت تطفوا على السطح عندما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب دول الحلفاء .
-         كان لدخول الولايات المتحدة الأمريكية المغرب دور هام في تطور الوضع في المغرب ،حيث لعبت القواعد العسكرية وما تقوم به من أنشطة إستعراضية للقوة العسكرية من زعزعت سلطات الحماية الفرنسية بالمغرب ،خصوصا بعدما ثبت بالملموس ضعف القوة الفرنسية في مواجهة التوسع النازي سنة 1940 م .
-         مساهمة الوجود الأمريكي بالمغرب في وعي النخبة المغربية بضرورة المرحلة ، حيث سارعت لطلب الإستقلال (من خلال تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال في 11 يناير 1944 م )،للإستفادة من الدعم الأميركي في ظل العلاقة الجيدة بين الرئيس الأمريكي روزفلت والسلطان محمد بن يوسف .
-         أعطت الحرب الباردة هذا الوجود العسكري طابعا دائما في إطار سياسة ردع الخطر الشيوعي، حيث كان لهذا النشاط العسكري الأمريكي بالمغرب بين سنتي 1945 و 1963 م أثر كبير على التطور السياسي للمغرب وعلى الصراع الفرنسي الأمريكي في الفترة الممتدة ما بين سنتي 1952 و 1956 م [25].

إقتصاديـــــــــا

اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب مند الحرب العالمية الثانية ،بسبب موقعه ومعادنه الإستراتيجية وإمكانياته التجارية .حيث تعاظمت مكانته من منظور القوى العظمى الطامعة في ثرواته .ليشكل بذلك المغرب نقطة جدب محورية بين القوى العظمى وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا المحتلة.
-         احتلت الولايات المتحدة الصف الثاني بين الدول التي تتاجر مع المغرب بنسبة قدرت ب 16 مليار فرنك ،فاشتركت المؤسسات النييوركية التابعة لمجموعة "مورغان" Morgan  في شركة المعادن (مجموعة والثرWelter ) في تكوين شركة الشمال الإفريقية للرصاص [26].
-         كما قام رجال الأعمال الأمريكيين بإنشاء مؤسسات النقل بالسيارات في المغرب ، إضافة إلى إنشاء شركات المشروبات الغازية ،وهو ما أدى إلى إغتناء مجموعة من التجار (حوالي الأربعين ) عن طريق الإستراد وبيع المنتوجات الأمريكية (سنة 1948 )،متضرعين بمعاهدة الجزيرة الخضراء التي تخول لهم إستيراد منتوجاتهم بنسب ضعيفة مما يدر عليهم أرباح طائلة[27] .
-         إستفادة الأمريكيين من المعاهدات السابقة لتطوير التجارة الأمريكية في المغرب ، وهو ما شكل تهديد ومنافسة للمنتوجات المحلية التي تراجعت أمام السلع الأمريكية .

إجتماعيـــــــــا
رحب المغاربة بالتواجد الأمريكي على الأراضي المغربية لما رأوا فيه منفذا وخلاصا من السيطرة الفرنسية الاستعمارية .
Ø    تعاطف الشعب المغربي مع القوات الأمريكية ،للرسالة النبيلة التي يحملونها وهي تخليص المغرب من قبضة النازية وسيطرتها على السياسة والإقتصاد المغربي ،زد على ذلك معاملة الأمريكان للمغاربة ،حيث كانوا يوزعون عليهم الملابس ويقدمون الشوكولاته والحلوى والعلكة للأطفال الصغار ،الشئ الذي لعب دورا كبيرا في اندحار التواجد الفرنسي .
Ø    هذا الإعجاب بالقوات الأمريكية والمعاملة الحسنة التي يعاملون بها المغاربة ،ترجمه المرحوم الفنان حسين السلاوي في أغنيته الشهيرة التي تحمل إسم "الأمريكان " التي تشيد بالإنزال الأمريكي ،وتأثيره على العادات والتقاليد المغربية .

               المبحث الثاني : أثر القواعد العسكرية على الوجود الفرنسي بالمغرب                                    

   ظهرت إبان الحرب العالمية الثانية إمبريالية منافسة للرأسمالية الفرنسية وهي الإمبريالية الأمريكية ،حيث كان المغرب قبل سنة 1939 م سوقا للمحروقات السائلة والسيارات والجرارات الزراعية الفرنسية [28] لكن إبان الحرب ستدخل الولايات المتحدة الأمريكية في منافسة قوية لفرنسا في المغرب خصوصا بعدما أنشأت قواعد لها في المغرب .ومما زاد من قوة أمريكا في المغرب هي الإتفاقيات المبرمة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في فترة الإستقلال (معاهدة مكناس سنة 1836 م نموذجا).

-         مثلت القواعد العسكرية الأمريكية بالمغرب تهديدا صريحا للوجود الفرنسي بالمغرب.
-         الصراع الفرنسي الأمريكي وتجلياته الإستراتيجية والسياسية ،فالولايات المتحدة الأمريكية تبدي تعاطفا مع القضية المغربية دون أن ننسى مصالحا الإستراتيجية والإقتصادية فيه ،وفرنسا تبحث بكل الوسائل والحلول للحفاظ على ممتلكاتها في المغرب .
-         شكلت أمريكا بحكم قوتها مصدر قلق للفرنسيين القاطنين في المغرب ، وهو ما دفع بفرنسا إبان الإنزال الأمريكي إلى رفض هذا الإنزال لأنهم كانوا على يقين من خطورة التواجد الأمريكي في المغرب .
-         نقطة بالغة الأهمية وهي أن مسألة التواجد الأمريكي بالمغرب لم تنقطع بالرغم من حصول المغرب على إستقلاله ،وهو ما زاد من منافسة أمريكا للسياسة الفرنسية في المغرب .


 قصارى القول ،فقد شكل الإنزال الأمريكي بالمغرب في الثامن من شهر نونبر 1942 م ، محطة هامة في تاريخ المغرب المعاصر ،لما حمله من تغيرات في القضية المغربية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي .وهذا الإنزال لم يكن إعتباطيا بل كان نتيجة القيمة التي يحض بها المغرب في الإستراتيجية الأمريكية بحكم الموقع الإستراتيجي الهام للمغرب والدي يقع في الزاوية الشمالية الغربية من القارة الإفريقية والمنفتح على واجهتان بحريتان المحيط الأطلسي غربا والبحر الأبيض المتوسط شمالا ،وكما يقال فالجغرافيا هي العنصر الدائم في السياسة .

وما هذا البحث المتواضع إلى محاولة لرصد التأثير الكبير الذي أحدثه الإنزال الأمريكي بالمغرب إبان الحرب العالمية الثانية التي تعتبر من الفترات الحساسة في تاريخ المغرب المعاصر ،حيث تحولت مطالب الحركة الوطنية المغربية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالإستقلال ،والذي جاء نتيجة وعي النخبة المغربية بضرورة المرحلة وبالضبط التواجد الأمريكي بالمغرب ومعاداته لنظام الحماية .

وفضلا عن ما تقدم ،فقد كان للوجود الأمريكي بالمغرب في الفترة الممتدة من 1942 إلى 1963 م نتائج إيجابية على المغرب ،كان من ضمنها مساندة الولايات المتحدة الأمريكية على حصول المغرب على إستقلاله من خلال عرض قضيته على منظمة الأمم المتحدة التي ساهمت بشكل أو بأخر في تسريع حصول المغرب على الإستقلال ،إضافة إلى الصراع الأمريكي الفرنسي الذي ساهم في إضعاف فرنسا وبالتالي التخلي عن مستعمراتها في إفريقيا الشمالية .

 نقطة لابد من التعريج عليها ،وهي إستفادة الولايات المتحدة الأمريكية من قواعدها في المغرب لتطوير علاقتها مع المغرب على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا ...،وهذه النقطة لم أعرج عليها في هذا البحث المتواضع لأنها تحتاج لبحث كامل يلم بكل تفاصيل الموضوع ،وعليه أطرح التساؤل التالي من أجل فتح باب البحث أمام الباحثين في هذا الموضوع القيم ،إذن كيف ساهمت القواعد الأمريكية في ترسيخ الوجود الأمريكي بالمغرب ؟.

قائمة البيبليوغرافيا       

-          القادري أبو بكر ،مذكرات في تاريخ الحركة الوطنية من 1941 إلى 1945 م ،الجزء الثاني ،الطبعة الأولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،1997 م.
-          كلارك جورج ،موجز التاريخ الأمريكي ،ترجمة مفيد الديك ،مكتب برامج الإعلام الخارجي ،النشر الإلكترونيhttp//USinfo-state.gov/.
-          ألبير عياش ،المغرب والاستعمار حصيلة السيطرة الفرنسية ،ترجمة ،عبد القادر الشاوي ونور الدين سعودي ،مراجعة ،إدريس بن سعيد وعبد الأحد السبتي ،دار الخطابي للطباعة والنشر ،الطبعة الأولى ،أبريل 1985 م .
-          سبيلمان جورج،المغرب من الحماية إلى الإستقلال 1912-1956 م ،ترجمة محمد المؤيد ،منشورات أمل ،الطبعة الأولى ،2014.
-          المريني عبد الحق ،محطات في تاريخ المغرب المعاصر(1894-1956 م) ،الطبعة الأولى ،منشورات الزمن ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،2012 م .
-          ممدوح نصار ،وأحمد وهبان،التاريخ الدبلوماسي أثناء الحرب الباردة (1946-1991 م )،قسم العلوم السياسية ،كلية التجارة جامعة الإسكندرية ،النشر والتوزيع الإكتروني www.kotobarabia.com.
-           الأمريكيين بالمغرب ،جريدة الأنباء ،العدد 143 ،15 نونبر 1973 .

 

-          Abde Lmalek Lhlou ,Casablanca à lheure de l’opération « torch » et de conférence d’anfa 1907 -1956 ,récit ,Casablanca ,najah El jadida ,1993 ,p111.
-          Azzou ,Mostapha ,La présence militaire américaine ou Maroc ,1945-1963 ,Guerres mondiales  et conflits contemporaine 2003 ,p126 .


قائمة الويبوغرافيا 

:منار المصطفى ،البعد الجيبوليتيكي لعلاقة المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية المصدر http://rachelcenter.ps/news.php?action=view&id=10/12/2014                                    
جريدة المناضل ،العدد 28 ،الموقع  http://www.almounadil-a.info/article1950.html10/12/2014
*هو الرئيس الأمريكي فرانك لين روزفلت  ولد سنة 1882 م وقاد بلاده خلال فترة هي الأصعب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ،فعبر بها أزمة الكساد العظيم في بحر الثلاثينات ،وانتصر على دول المحور الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية في الأربعينات ،وهو الوحيد بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثة والأربعين الذي انتخب أكثر من فترتين ،فتجاوز عهده 12 عاما بنجاحه أربع دورات رئاسية ،وقد توفي سنة 1944 م .
1 :القادري أبو بكر ،مذكرات في تاريخ الحركة الوطنية من 1941 إلى 1945 م ،الجزء الثاني ،الطبعة الأولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،1997 م ،ص 142 .
2 :كلارك جورج ،موجز التاريخ الأمريكي ،ترجمة مفيد الديك ،مكتب برامج الإعلام الخارجي ،النشر الإلكترونيhttp//USinfo-state.gov/ ص 221 .
3 :Abde Lmalek Lhlou ,Casablanca à lheure de l’opération « torch » et de conférence d’anfa 1907 -1956 ,récit ,Casablanca ,najah El jadida ,1993 ,p111.
4 :ألبير عياش ،المغرب والاستعمار حصيلة السيطرة الفرنسية ،ترجمة ،عبد القادر الشاوي ونور الدين سعودي ،مراجعة ،إدريس بن سعيد وعبد الأحد السبتي ،دار الخطابي للطباعة والنشر ،الطبعة الأولى ،أبريل 1985 م ،ص 301.
*5 :روم لاندو وهو كاتب إنجليزي ولد سنة 1899 م ،كان نحاتا ومؤلفا ،وألقى محاضراته في العديد من الجامعات الأمريكية ،تخصص في الثقافة العربية الإسلامية وخاصة فيما يتعلق منها بالمغرب العربي ،من أهم أعماله :دعوة إلى المغرب –فرنسا والعرب –الفن العربي ...،وقد توفي سنة 1974 م. (أنظر الصورة في الملحق).
6:منار المصطفى ،البعد الجيبوليتيكي لعلاقة المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية المصدر : http://rachelcenter.ps/news.php?action=view&id=101210/12/2014                                     
8 :Azzou ,Mostapha ,La présence militaire américaine ou Maroc ,1945-1963 ,Guerres mondiales  et conflits contemporaine 2003 ,p126 .
10 :القادري أبو بكر مرجع سابق ،ص 145 .
11 :نفســــــــــــــه .
12 : Azzou ,Mostapha ,ibid ,p 126.
13 : هذه الرسالة موجودة في اللغة العربية والفرنسية ،وهي عبارة عن منشور وزع بالطائرات الأمريكية في المدن المغربية بغية التعريف بنية أمريكا في دخول المغرب ،أنظر الصورة في الملحق .
14 : القادري أبو بكر ،مذكرات في تاريخ الحركة الوطنية ،مرجع سابق ،ص 145 .
15 : نفســـــه ص 146 .
16 :لرؤية الصورة التي توضح جليا الرؤساء الحاضرين في مؤتمر أنفا أنظر الملحق .
17 :للإشارة فإن روزفلت خلال مؤتمر أنفا اقام حفل عشاء دعا إليه السلطان وابنه مولاي الحسن والصدر الأعظم محمد المقري ،وعرض عليه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية روزفلت على السلطان آراءه بكل صراحة ،حيث قال أنه كان  دائما مناهضا متشددا للاستعمار ،وصف الحماية كنظام متجاوز ويجب أن يحصل المغرب على استقلاله الكامل في أقرب وقت ممكن وفي أبعد الاجال بعد انتهاء الحرب،وأن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدته على تحقيق تطلعاته المشروعة نظرا لعبقرية شعبه وماضيه العريق والمجيد .(ولمعرفة المزيد عن هذا اللقاء أنظر كتاب جورج سبيلمان ،المغرب من الحماية إلى الإستقلال 1912-1956 م ،ترجمة محمد المؤيد ،منشورات أمل ،الطبعة الأولى ،2014 ،ص من 100 إلى 107.
18 :المريني عبد الحق ،محطات في تاريخ المغرب المعاصر(1894-1956 م) ،الطبعة الأولى ،منشورات الزمن ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،2012 م ،ص ص 119-120.
19: كلارك جورج ،موجز التاريخ الأمريكي ، مرجع سابق ،ص 220.
20 :ممدوح نصار ،وأحمد وهبان،التاريخ الدبلوماسي أثناء الحرب الباردة (1946-1991 م )،قسم العلوم السياسية ،كلية التجارة جامعة الإسكندرية ،النشر والتوزيع الإكتروني www.kotobarabia.com ص 233.

 

21 : جريدة المناضل ،العدد 28 ،الموقع  http://www.almounadil-a.info/article1950.html10/12/2014  .
22 :جريدة المناضل ،مرجع سابق .
23 :ألبير عياش ،المغرب حصيلة السيطرة الفرنسية ،م س ،ص 301 .
24 :نفســــــه ،ص 302.
32 : Azzou ,Mostapha ,La présence militaire américaine ou Maroc ,1945-1963,ibid ,131.
33:ألبير عياش ،المغرب حصيلة السيطرة الفرنسية ،مرجع سابق ،. 301.
34 : نفســــــــه.
35 : ألبير عياش ،م س ،ص 301.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟