قصصٌ قصيرة جدًّا ـ محمد نجيب بوجناح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أَحْلَى...
تململ الطّفلُ وسأل أمَّهُ مرّةً أخرى: ماما، لماذا ابتلعَ البحرُ أبي؟
إقتلعتْ براحة يدها دمعة سالتْ على خدّها، ثمّ أخذتْ قطعة سكّرٍ وأسقطتها في فنجان ماءٍ كانَ أمامها، وحرّكتها بلطفٍ حتّى الذوبانِ. عندما إختفى السّكّر تماما في الماء، قالتْ لهُ: كانَ أبوك أحلى منَ السكّر، لذلك إشتهاهُ البحرُ.


أسياد و كلاب
عندما ماتَ كلبُ السّيد مشى في جنازتِه كلُّ البلدِ. وعندما مات سيّدُ الكلبِ لمْ يمشِ في جنازتهِ أحدٌ.

فايسبوك
كانا يتقاسمان كلّ شيء، حتّى كلماتِ سرِّ حسابات الفايسبوك.
ذات يومٍ إكتشفتْ على حِسابِهِ دعواتٍ مُلحّةً للتّعرّفِ منْ فتاةٍ تَبْدو شابّةً وجميلةً.
قال لها معتذرا: سأحذفها منْ قائمة الأصدقاء وأعوقها من الإتّصال بي ثانيةً.
فَرَدّتْ:ولماذا العجلة. دعنا نرى ماذا تريدُ. وقدْ نضحك قليلا.
وفي اليوم التّالي غيّركلمة سرِّ حِسابهِ.

يأسٌ
كَتَبَت الصّبيةُ بالطباشير الأبيضِ على الأرض المتشقّقةِ: لا أحبُّ الحياةٌ هنا..
فإنْهارمطرٌ صاخبٌ ليمحوَ الكلماتِ االمُرْتبكَة.
أمّا الفتاةُ الصّغيرةٍ فقدْ حملها الوادي ولمْ تعُدْ

عدالة
ارتفعَ ضجيجُ المحتجّين في قاعةِ المحكمةِ عندما صرّحَ القاضي بالحكمِ النِّهائي في قضيْةِ القتلِ المتعمّدِ.
لكنّ القاتلَ ترنّحَ في مكانهِ و قد ارتسمتْ إبتسامةٌ خبيثةٌ على وجههِ.
فهوَ لمْ ينبسَ بكلمةٍ منذُ أن اقدمَ على جريمتهِ الشَّنيعةِ، واكتفى بأنْ همسَ في اليومِ الأخير في أذنِ القاضي ببعضِ الكلماتِ.
قالَ لهُ: إنْ كنتَ عادلِاً فلْتَحْكُمْ عليَّ بما حكمتَ عليهِ عندما قتلَ أبي منذُ عشْرينَ سنة، ولمْ أزلْ في بطنِ أمّي.
فكانَ الحكْمٌ بثلاثِ سنواتِ.

لن يسلم الحبّ منْ بيوتِ الحمّام
عندَما عاد إلى البيت وجدها ملقاةَ عاريةً على فراشهما. ولمّا رأتهُ هرعتْ إليه، وافتكَتْ حقببة الكمبيوتر وألقتها جانبا، ثمّ عرّتهُ تماما.
قالتْ لهُ: تعبتُ كثيرا هذا اليوم، وأريد أن أعيش هذه الليلة كأنّنا نحيا الحبّ أبداً أو كأنّنا نموتٌ غداً, فلتنسَ كلَّ شيءٍ، ولتمسكْ بي.
ردّدَ: سأنسى كلَّ شيءٍ
حاول الأِمساك بها ففرَّتْ إلى غرفة المكتب. ثمّ إلى غرفة الأصدقاء. وانتهتْ في بيتِ الحمّام.
هنالكَ شدّها وحملها عاليًا بيديه.
وبينما كانتْ تتأمّل السْقفَ حالمةً. تذكّرَ أنّ عليه أنْ يبعثَ إرسالية قصيرة إلى زميلهِ ليوصيه بعمل الغد.
فارتختْ عضلاتهُ لحظة. أفلتتْ فيها منْ يديهِ وسقطتْ. فارتطم رأسها بحافة حوض السْيراميكِ.
سال دمٌ كثير، حتّى فرغت ذاكرتها منهُ تماما.

البئر
لقد جنّ أهل القرية. منذ مطلع الفجر يغورون و يعودون حيارى. ربّما كان سليمان ينام في البئر. فهو لم يصرخ باسمه حين دفعتٌه في الظلام.م حتّى أنّه لم يلتفتْ لأرى وجههُ

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟