قصص قصيرة جدا ( 6 ) ـ عمر حمَّش

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

حياة!

منذ البداية حبا على أربعٍ ... وعلى أربعٍ جثا ... عند خطِّ النهاية .. التفت .. فقط كان كمن ينفّذُ التفاتة!

تقابُل!

الشجرةُ الواقفةُ فوق الرابية .. ليست حقيقية .. أغصانها تنفردُ ... ثمَّ تنثني كأذرعٍ آدميّة .. الناسُ .. في النهارِ يهللون لعروضِها .. ووحدي أنا .. أقضي الليل في حجرِها ... نبكي سويّا!

..تحليق!

. جاءتني ... صَغُرَتْ .. صَغُرَتْ .. صارت قرنفلة ... فردت جناحين .. حَلّقَتْ ... صنعتْ دائرة .. لاحقتُها عصفورًا .. هي ... تُمطرُ ضوءًا ... وأنا .. أستحمُ بإدهاشاتِها الراعشة!

إدراك!

في باب البحرِ وقف ينادي ... هناك .. أنّت موجة ...صارت تتهادى .. بذاتِ الشكلِ .. راح إليها .. هيَ ... تدورُ .. وهو ... يحومُ .. يسكبُ ماءَ القلبِ على مواطئَ قدميها .. في طوافهِ ظلَّ .. حتى تدخلتْ يدٌ ... دفعت خاصرتَه .. وصاح فمٌ: أنت سامعنا؟!

نكوص!

أقفلتْ ضبابا أسودَ .. اختنق ... صار ثقيلا كالجبل ... انسلَّ من جسدِه .. وهرب .. قدماه تعرفان دهاليزَ الزمان .. من هنا .. إلى هناك .. كان نورٌ اختبأ .. في شارعِ الترابِ العتيق .. تحت جدرانٍ تهالكت .. هناك ... عادتِ الألوانُ تصيح .. والهواءُ جاء زوبعة .. طيّرتْهُ أرجوحةُ الصغار .. وأمّه في الجوارِ .. عادت تتوعدُه ضاحكة!

مثلٌ أعلى!

قامِ إلى منبرِه ... اهتزَّ حتى بُحَّ صوتُهُ .. نزل ... يمسحُ لحيتَه ...
ثمَّ خاشعًا
صعد
عربته
المصفحة ..!

قيادة!

حين أزف وقتُ الفسحة؛ امتطى الأستاذُ دراجةَ الآذن الناريّة؛ ولم يحسب حسابا لما سيقع .. انطلقَ على الترابِ محراثا مسّه جنون، يصنعُ سحابةً أينما ذهب .... تدافع التلاميذُ قطعانا في الهدير .. ومن فوقهم السحابات توحدت .. لم يعد أحدٌ يُرى هناك، أو يُسمع أحد .. في ركنٍ بعيدٍ انكفأ الناظرُ، يُصغي للصراخ .. ويتخيلُ ما سيكونُ ... إذا ما الدخان انقشع!

توَحُد!

جاءه الصوتُ رتيبا ..ثم توزّع ..دفن عينيه .. صار لاقطا يستقبلُ .. صدحت مزاميرُ، رجف طبلُ .. خبَّت خيولٌ مع سيوفٍ صلصلت ... هدرَ موجٌ، وتراءت سفنٌ .. أقلعت طائراتٌ .. قصف رعدٌ، والأرضُ مادت ... احتار في المشاهدِ.. فلسف الأمرَ .. إلى أن انقطع تيارُ الكهرباء .. وفراشاتُ المروحة أطلقت تنهيدةً .. ثمَّ سكتت!

صَيد!

الليلة!
.. دُورِيُّ شجرتنا هوى على نافذة المساء .. نقّر ورق القرنفلة .. ثمَّ طار ..
قبل ساعة عاد إلى حافة الزهريّة .. قاربته بكفّي ... وقلت: تعال يا مخرّب القرنفل!
قال:أهلا بقابضِ العصافير ..!
فارتجفتُ أنا؛ وأطلقته على استحياء!

رصاصةٌ واحدةٌ تكفي!

حشا مسدسه برصاصةٍ واحدة، وضع فيها عقله، ثمَّ نام .. صارت من صدرٍ إلى صدرٍ سهما يجري، وهو من على وسادتِه يمارسُ الابتسام .. بارتياح!