ابتسامة ـ ق.ق.ج : سـامية العطعوط

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

حين غادَرَتْه لم تلتفتْ وراءها. كان حقيراً بعض الشيء.. ميتاً بعض الشيء، وبين جَنَباته يعيشُ أفعوان قاتل...!
هكذا قالت عنه، وابتسمتْ تلك الابتسامة التي نعرفها جميعا، وسبق وأن شاهدناها على التلفاز في العديد من المسلسلات المصرية والسورية، على المحطات الفضائية والأرضية. الابتسامة التي تشبه إلى حدّ ما ابتسامة الموناليزا، فيما لو أضفنا إلى جوانبها بعض الخطوط الصغيرة لتصبح أكثر عبوسا.. تلك الابتسامة التي تشبه ابتسامة جوليا روبرتس في فيلم (إيرين بريكوفيتش)، أو ربما كانت ابتسامتها تشبه ابتسامة أمي عندما سألتها في طفولتي سؤالا عن الله ولم تُحرْ جواباً، أو ابتسامة جدتي عندما حاولتْ أن تداري خيبتها وهي في العاشرة من عمرها، وجدي يحاول الاقتراب منها للدخول بها، وقد خجلت أن تصرّح له بأنها لم تبلغ بعد..!!


كانت ابتسامتها تشبه ابتسامة ما لا أذكرها تحديداً، ولكنها مرسومة في مخيلتي..
قد تكون ابتسامة الأموات حين ينفضون أيديهم من الحياة، ويمضون إلى غير رجعة، أو ابتسامة طينية الملامح حين تضع ممثلة ما ماسكارا على عينيها، وتنسى أن تضع الروج الأحمر على الشفاه..
كانت ابتسامة تعني الكثير، ذلك الكثير الذي لا أستطيع تحديده في كلمة واحدة... أهو الموت؟ ربما وربما ابتسامة الذروة الجنسية أو شيء من هذا القبيل...!!
قالت صديقتي عنه ذلك، وابتسمت تلك الابتسامة اللغز. غادرتْني كما غادرتْه، لكن ابتسامتها ظلت عالقة في حلقي كشوكة لا أستطيع الفرار منها... وأذكر أنني لم أستطع أن أبادلها تلك الابتسامة..!