مفارقات – قصص قصيرة جدا : أيت حسو مبارك السعداني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

ذاكرة:
استعارمن كلام جدته بعض اللآلئ ،نثرها بعناية على الورقة البيضاء كالحليب وسقاها بماء القلب...
في الليل نبتت شجرة يانعة الثماربألوان زاهية...
وفي الصباح ،لما تفقد الورقة،وجدها بيضاء كما كانت بدون ذاكرة.

حالة إبداع:
ثنى الورقة البيضاء بحرص شديد وقطعهاعلى شكل مربعات صغيرة متقايسة .مررعليها أطراف أصابعه بحنان .وضعها في جيب قميصه قرب القلب وشبكها بقلمه الفضي...
في الشارع العريض المكتض، وهو يتدرج في مسالك الإبداع ،أحس بشيء ثقيل لزج ينسا ب  على كتفه إلى الجانب الأيسر من صدره ...تحسسه بأصابعه ..رفع بصره إلى اليمامة القابعة في أعلى شرفة
العمارة...تبللت ثيابه بعرق بارد..سحب الوريقات المبللة  من جيبه بانفعال ظاهر ..مسح بها سنح اليمامة وهمس لنفسه في خشوع:حالة إبداع...

ناقد:
قال له أستاذ اللغة العربية،مبديا إعجابه بتحليله البارع  لبيت شعري لشاعر جاهلي،:
-سيكون لك شأن كبير في مضمارالنقد الأدبي...
ابتسم للذكرى.وتابع تقليب حبات الطماطم اللامعة بين أصابعه الرفيعة وتصفيفها في الصناديق البلاستيكية بعناية فائقة ..

قصة قصيرة جدا:
كبس على الفأرة وظهرت على الشاشة ورقة بيضاء...كتب في أعلاها مكان العنوان: "قصة قصيرة جدا"...
كبس على الفأرة ثانية :أرسل...
بعد أيام تفقد الموقع الذي اعتاد أن يترددعليه ،دهش حين وجد صفحة في أعلاها مكان العنوان: "قصة قصيرة جدا"... وتحتها بخط جميل واضح:يبدو أن الكاتب نسي إدراج نص القصة ..لذلك وجب التنبيه . وشكرا...عن إدارة الموقع.

رسالة:
تحية طيبة ،وبعد:
أكتب إليك لأطلعك على طوايا السريرة ،وأعلمك بغيابات الذاكرة...
أكتب إليك عندما أحس بمسيس الحاجة إلى من يصغي الي...
أكتب إليك كلما أحسست أني على وشك ولادة جديدة...
أكتب إليك لأقول كلمتي وأمضي...
أكتب إليك لأخبرك أن هذه الرسالة لن تصلك أبدا ...
كور الورقة بين أصابعه بعنف  وألقاها في سلة المهملات...