ورمٌ في عيني الليل – قصة : مسلم السرداح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أُصيب الليلُ بورم في عينيه ، فصار أعمى ، لا يبصر شيئا ، فشكا حاله للصباح  ، فقال الصباحُ له :
-    سمعا وطاعة  ، يا أخي العاق ، يا قايين ، سوف أضع عيوني في خدمتك لترى ما أراه .
وكان الصباحُ قد عانى طويلا من الليل  ، الذي كان جاسوسا ، يشي للظلام بكل ما يعمله الصباحُ ، من الخير ، كعادته ، وكيف انه يفتح في الفجر نوافذ للفقراء ، وللعمال ، بالنشاط ، والعمل ، والرزق الحلال ، وذلك ما لا يروق للظلام . وكان الظلام يحاول بشتى الوسائل أن يغتال  الصباح ، بمفخخاته ،  ومسدساته ، الكاتمة للصوت ، ووسائل موته الأخرى .

تهامست النوايا الطيبة  ، ضد الصباح ، على تعاطفه مع الليل ، وخيانته . وما ظنوه مؤامرة ضد الشرف الذي تعاهدوا عليه  ،  قالوا :
نحن نريد الخلاص من الليل ، فيعطيه الصباح أملا ويطيل في عمر دربه وهو مَنْ آذانا طويلا ، حتى ضقنا به .
انتقدت الصباح ،  على ذلك ، الأشجار ، والأنهار ، والأمطار ، والزرقة  ،  والخضرة ، والندى ، والحب  ، والعافية  . فقال الصباح  لهم :
-    لو انه صار يرى بعيوني ،  فسوف يكون طيبا ، وهو يرى الأفواه الجميلة وهي تتبادل  القبل ، ويرى الأطفال ، والبنات ، ومراجيح العيد  .