لو ـ شعر : عاتق نحلي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

آه لو كان لي أن أعيد دفة الزمن
إلى الوراء من جديد!
إذن؛
أسبح في البركة مثل كل الأطفال والبط، وكل الدجاج
لعلي أصمد في وجه عجاج
الحاضر الموغل في السواد
أستدرج العقارب الصفر بزهرة الخردل
أعمل في المحجر
في الحقل
أشرب من ماء المطر الجاري في الجدول
أسقي الماء من البئر الحلو والمالح

أقف فوق إكاف الحمار على رجل واحده
أحلب العنزة البيضاء
أدفئ الجرو الذي تصلب في القر
أقطف الخبيزة لأرانب الوالده
وأتملى بأسراب اللقالق العائدة
أدراجها في المجهول
أسرح بالنعاج في "الخلا "
بلا أي "لا"
ولا أسرح بالخيال في هذا البعيد البعيد
كسرة خبز من شعير وزيتونتان سوداوتان أو خضراوتان
و قطرة ماء بنكهة القطران تكفيان
لكي أكون طبيعيا في الطبيعة
والطبيعة اختبار للشعور بلا تعقيد
والشعور شفافية الطفل
الصقيلة كفكرة البلور لا كتعينه
بلا عمد عن سؤال يلح أجيب
في هذا المدى البكر بلا حد
من السعيد ؟
- من تضع شاته قبيل الغروب
ليبدأ سيرة التحول مع الحمل الجديد من جديد
ويكسر أنف العدم المعربد في الوجود
لا حاجة للمذياع!
فالسكون هنا الخبر
ووعد صادق بأن السماء إذا تلبدت بالغيوم
جاء المطر!
والسكون عين البلاغة
يكون رديف الصمت
حين تبلغ النعاج النبع
فيصير الثغاء وحدة الضدين
وإن كان لابد من بعض الموسيقى
هاهنا ،في صحراء السكون
حد الجنون
فلتكن طبيعية
كأن
أصنع كمنجتي من عبوة القصدير
ومن ذيل الحمار قوسي
سأدرب نفسي على العزف المنفرد
حتى أجد اللحن
هناك متسع من الوقت لكي أعثر
وأصحح كبوتي
أما الكلمات
فتولد كل حين على الألسنة
نحن هنا شعراء قبل الفكرة بالفطرة
في كل الأزمنة
بالشعر ندير شؤون الحياة حتى الممات
بالشعر نبذر
بالشعر نحرث الأرض
بالشعر نحرص العرض
بالشعر نحصد
بالشعر نصعد إلى ذروة الروح
بالشعر
نمرح ،نمزح، نحزن، نفرح ،نعادي، نصفح ،ننادي،نتكلم، نصمت
نقاوم كيد الجغرافيا
وانحراف التاريخ عن سليقة العدل.