الْمِعْطَفُ وَالرِّيحْ ـ شعر : احماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

القُبَّعَاتُ الَّتِي تَحْتَفِي بِهِ  ، تَرْفَعُهُ عَالِياً ،
كَخَيْمَةٍ يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ وَيَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءْ ،
يُفْرِدُ ظِلَّهُ فَيُغَطِّي حَدْبَةَ الْقَارَّاتْ ،
يُلُامِسُ الْهَبَاءْ قُفَّازُهُ الَّذِي أَكَلَتْ أَصَابِعَهُ أَزْمِنَةُ الْوَبَاءْ ،
يَسَعُ غَيْمَةً لَمَّا تَسْكُنُ أَحْشَاءَهُ الرِّيحْ .
آنَ يَلْبَسُنِي يَصَّدَّعُ صَدْرُهُ بِوَجَعِ الْجِرَاحْ ،
وَآنَ أَلْبَسُهُ أَمْتَلِيءُ بِخَيْبَاتِ الْحَيَاةْ ،
أَفْتَحُ فِي جُيُوبِهِ حَانَةً وَأُشْعِلُ كُلَّ مَوَاقِيدِ الشِّتَاءْ ،
كَانَ يُشْبِهُنِي ، مُبَقَّعَةٌ سَنَابِلُ يَدَيْهِ بِبُقَعٍ سَوْدَاءْ   ،
نَشْتَرِكُ مَحَارِمَ البُؤْسِ وَسُعَالَ الْفُصُولْ .
تَحْتَ الْعَتْمَةِ وَالْمَطَرْ يَرْفَعُ يَاقَتَهُ عَالِياً كَالشِّرَاعْ ،

فَيُومِضُ وَجْهُهُ كَوَطِنِ النُّجُومْ ،
وَفِي جُمْجُمَتِهِ تَقْرَعُ أَجْرَاسُ الْحُزْنِ وَالضَّيَاعْ .
مِنَ الْبَارِ الْمُجَاوِرِ أَسْمَعُ وَجِيبَ قَدَمَيْهِ الْمُفَلْطَحَتَيْنِ عَلَى الرَّصِيفْ ،
وَبَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى يَسْعَلُ جَيْبُ صَدِرهِ كَرَجُلٍ مَطْعُونْ .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟