سمفونية أخطأنا في عزفها ـ شعر : نينوس نيراري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

لسنا نتفقْ
 الأفضل ان نفترقْ
  نحتاج لبعض الهدوء  وبعض الصفاءْ
لنغيّر طقس اللقاءْ
  من حوارات ساخنهْ
 من إستنزاف لطاقاتنا الكامنهْ
 لولادة شوق لا يحترقْ
 شوق كالشعاع مداراتنا يخترقْ
  إندفاعاتنا لم تعد آمنهْ
 إنطلاقاتنا لم تعد تنطلقْ
 يا حبيبة عمري قد مضت الأحلام  ولم نستفقْ


*  *  *

قد درت كثيرا حولك كالكوكبِ
 ومشيت على قدميّ المنهكتينِ
 وانت حصانك في رأس الموكبِ
  عطش لفّني والنهر تدفق من شفتيك ولم اشربِ
  لا اصدق ، هذا  صوتك يأتيني خافتا
 وانا سمعي سمع الأرنبِ
  اأبحرتِ لوحدك ، أما انا  في حياتي بحرا لم أركبِ
  أنا إسم يرقص في دفتر الأيامْ
 لو فكرتِ أن تكتبي  فهوائي الغرامْ
 او قررت أن تشطبي  فعليّ السلامْ
*  *  * 
الآن يسائلني بعضي
 هل اقدر أن امضي
  بعدما ضرب الصِفرُ تعجيلي الأرضي
  لم أعد قطبا مشحونا بالسالبِ او بالموجبْ
  فإذا كيف يولد ومضي 
يا من صمتها يهدم حاجز الصوتِ 
يا من صوتها يبني حائط الصمتِ
 هل حفظت خريطة صدري عن ظهر قلبْ
 هل تعوّدتِ التأقلم تحت مناخات الحبْ
 إذن انطلقي فوقي كما كنتِ
  أفقيا ، عموديا ، أو كما شئتِ
 لا تنجرفي كالعاصفة الثلجيهْ
  لا تفيضي كالأمطار الربيعيهْ
 حاولي أن تكوني هادئة كالحمامهْ
 وانظري في الأفق كزرقاء اليمامهْ
 فإذا فكرتِ الرجوع بشوق الغمامهْ
 مثلما يأتي أورشليم المنقذ يوم القيامهْ
 سأدقّ نواقيس القافيهْ
 أتهاوى كشلالات الشعر الصافيهْ
 أنفي ـ لا ـ النافيهْ
 تتنفس روحي هواء القصيدهْ
 أتكيّف في الأجواء الجديدهْ
 في يدي نفعي
 في السقوط وفي الرفعِ
 اتحرك تلقائيا كجهاز ذاتيّ الدفعِ
        *  *  *  
الهوى سمفونية والعشاق نوطهْ
أخطأنا في عزفها
هل كانت صراعاتنا غـلطهْ
هل كان التحدي أساس الورطهْ
والنقد سلاح هجوماتنا
مثل حزبين يسعيان إلى السلطهْ
كم خطير لو سيّسنا مشاعرنا
لو مثلنا دورا لا يليق بنا
او ننشد سلما بغير تفاؤلْ
وفينا نخزن أسلحة التدمير الشاملْ
والنفايات الاشعاعيهْ
نتحلل كلياً كمحاليلٍ كيميائيهْ
لكنّا لا نتفاعلْ
عزّزنا الخطوط الدفاعيهْ
تصريحاتنا إستفزازيهْ
يا آنستي كيف حوّلتيني من عاشق ملحمة رومانسيهْ
لمؤيّد أنظمة فوضويهْ
من شاعر مدرسة واقعيهْ
لأخرى لا عقلانيهْ
قد أحارب بالكلماتْ
وأمارس عشقي بالهمساتْ
ربما لا اكون طفيلياً
غير اني اتصرف كالطفيلياتْ
اتعلق بالمقلتينْ
اتغذى على الشفتينْ
ارتوي العينينْ
واعيش على الخدينْ
لأموت على النهدينْ
        *  *  *  
هكذا انتهت اللعبة الكبرى
والنتيجة لم تأتِ بالبشرى
هل نلعب في الوقت الضائعْ
كي نثبت من فينا البارعْ
يا أيتها الأنثى السكرى
مهما كنت الكبرى
أنت في عينيّ الصغرى
لستُ أقصد جرح الشعورْ
او تجريدكِ من إمرة الأمورْ
كي أعطي الهيبة للذكورْ
آهِ لو تقرأين الذي في جوفي
فأنا عبد حرفي
أحمل وجهي في كفي
وهواك صليب ارفعه فوق كتفي
لأواجه حتفي
رغم أنفي
فتعالي نرقص رقص الزنابقْ
لا تهابي المزالقْ
شجعيني لأصعق فوقك كالصاعقة
رغم أنكِ مانعة للصواعقْ