كم حراكا تبغي يا وطني ؟ ! ـ شعر : محمد المهدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كم حراكا يلزمك يا وطني
كي تكون وطنــا ؟
كم حراكا تشتهي يا وطني
كي تكون سلاما و أمــــنـا ؟
كم حراكا تنوء  به يا وطني 
كي تَنفُضَ حِمْل الأسقـام فَهْمًا وَ ظَــــنّــا ؟
كَــم عِـراكـا يَلزَمُنا يا وطني
كي تَحُلَّ فِينـا رُوحا وَ بَدَنــا ؟؟
أَمْ تُراها أَسِنّةُ الموت
تَرقُب انشِراحَكَ شَزَرًا ،
 كي تُسْفرَ عن نَوايا السُّوء ،

و تُعلِنُ عن وَطن بلا عنوان .
هل وَطن تناول نسله بالإجحاف ،
هل وطــن هذا أم مسلخ للأحـــــــلام ؟!
و هل يعود العاق عن غيـّــه ،
حين يسلم رأس أبيــه إلى المقصلة ؟
و هل تؤوب الشمس إلى نفسهـا ،
حين يمنع الغمام عنا وجه السماء ؟؟
أم تراها أفلاكُنا تاهت في سديم  الخيبات،
وآثَرَتْ قوما غير قومنا ،
ويوما غير يومـنا ،
وحلمـا غير حلمــــنــا !!
حينما انهارت في عيون الصبية العَبَرات،
وغصّت في الحناجر العِبارات .
كم جيــلا و نحن نرقب تِــيـــــــــــهَنا ؟
و كم ربيعا ونحن نُهــادنُ مَوتــنــا ؟
و كم موتــا ونحن نرجو بعثنــا ؟؟
و لا زمن يأتينــا بما أخـذ الأمــان ،
و لا غَـــدٌ يُـنبِـؤُنــا بما قد يجود الزمــان ..
ولا وعـد يا وطني
ولا عهــد ..
فقد أَخلَـفَتِ الطيور المهاجرة مواسـم العودة ،
و أَوْدَعَت أعشاشَها للشّمس ،
و أحرقت جواز السّفــر ..
و أعلَنت العقوق !
فما أشقاك يا وطني ما أشقــاك !
ما عُدتَ تذكرُ من يَـهــواك ،
أو تنـثُـــرُ بالأمــل حقول رُبــاك .
فكم  يلزمُك يا وطني من حراك ،
كــي تجلو العتمة عن عينــاك ،
و نراك !!

محمد المهدي ـ المغرب