مراكش ـ شعر : ماجدة الظاهري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أكان لا بد أن تتلوني بدماء العاشقين حتى نمنحك دمنا؟
مذ وطأنا أول عتباتك كسرنا قلق الأسئلة في مخاض الضوء المنفلت من قوس الشهقات
كل أسباب الصعود قادتها قوافل الضوء والماء إلى صومعة حمراء
فكيف نكبح جماح دمنا ألا يسيح ويمضي إلى أصل اللهيب
 في أعلى الصومعة علقنا أسماءنا
نقرت النوارس كل حروفنا
صرنا بحر مراكش الذي يلزمها وما فاض على أرصفتها من ماء
حتى لا تحترق أقدام المشاة والوشاة في فور القصيد
عم صباحا أيها الظل المعجون بمزاج الأرصفة

عم مساء أيها الظل المعجون بانفعالات الموج على الشواطئ الآسرة
كم جمرة سقطت عن ظلالنا ؟
كثيرة يا رفيقي..
 وما بقي بمجمرة الليل أكثر
أسئلة في القصيد تتسع في الجواب
 في الفوانيس المعلقة في سماء الكلام
 في همسات الجمر تستدرجها الظلمة
لما كلما أغمضنا أعيننا اتضحت الرؤى؟
لما انكسرت كل الأضواء فوق وسائدنا؟
كثيرة يا رفيقي
أمنيات صغيرة كحبات قمح
تتسع الحبة لحقول كثيرة
كما ينبت قمح كثير على أرض وعدها ماء
نساء كثيرات تنازعن على ما اندلق من بهجة الطين في ثغر الندى
وكنت أنا كل القمح الذي بين كفيك نما
كنت أرسم شمسك عند عتبة القلب شعاعا شعاعا لتورق زنابق في ليل مراكش بلون مراكش
ناري مخاض الصهيل كتلال توت أعلى من صهوة الحنين
لي كل سلالها ولهن ما خلفته المواسم
كم رعشة طاردناها في فقاقيع الغبطة؟
كثيرة يا رفيقي
في كتاب الليل تزدحم تفاصيل العطش ولنا جرار ما امتلأت
مذ لامست كفي كفك صارت كل الجهات وراء
تناسلت بين شفاهنا أعمدة ماء فاضت على شقوق الجرار حبات حنين
حين علمتني الهطول قادتني دقات الصمت إلى شراك الأسئلة فمشيت خالية من كل الغيمات التي تسكعت في الصدر
هناك بين السحاب والعراء كتبنا رسائلنا إلى السماء
لسعت نحلات بريدها أناملنا
وكانت مراكش آخر الشهود
كم خيطا احتاجت كي تبرم حريقا بحريق؟
كثيرة يا رفيقي
الكلمات وخدر النعاس وكفي على كفك نفرك الموسيقى على ليل مراكش
ليل مراكش رئة خالية من الثقوب وعازف الساكسفون دليلنا إلى كل الاتجاهات
فلا تعبرني إلى غيري واقرأ كفي المخضبة بأغنيات الماء
الموسيقى تجرح ظلام مراكش على قارعة قلب مفعم بالأنين والموسيقى نوبات من رقص النوافير
يمنح العازف روحه للندى فتتهادى إلينا الينابيع
كان يلزمنا حكيم لترتيب مسيرها
كان يلزمنا حكيم يأتي صوته مسرفا بالسلام
سلام على مراكش تدلق الضوء على عتمة حمراء
سلام على مراكش تدس تمائمها في غناء العاشقين
سلام على مراكش تزف للقمر ما تيسر من صورتي
سلام علينا في هنهنات الماء حكاية
لنا في الحكاية الكلمات
وللغيمات رفعنا إشارات التأويل
مراكش
أكان لا بد أن تتلوني بدماء العاشقين حتى نمنحك دمنا؟

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟